هكذا يستقبل العراقيون الحجاج عند عودتهم.. رايات بيضاء مع بصمة يد واحتفالات واسعة وإطلاق نار
انفوبلس/ تقرير
بعد انقضاء عيد الأضحى المبارك، الذي يحتفل به المسلمون في جميع أنحاء العالم في الـ 10 من ذي الحجة من كل عام، يعود الحجاج القادمون من الحج إلى بلدانهم، إلا أن هذه العودة تتخللها احتفالات خاصة، وطقوس تختلف فيما بينها حسب الدول.
رغم أن هناك هذه الاختلافات، فإن جميع الدول تتشارك فيما بينها في عادات استقبال الحجاج، كما تأتي هذه العادة تيمناً واقتداءً بالرسول (ص) عند هجرته إلى المدينة واستقباله من قبل أهلها باحتفال وهدايا، فيما تُعِدُّ النساء الولائم، وتُقام أيام من الاحتفال.
*احتفالات طول الطريق في العراق
ويعرف استقبال الحجاج في العراق عادات وطقوس "متوارثة" وما زالت مستمرة، وتبدأ منذ وصول الحجاج، إذ يستقبلهم الأقرباء في مواكب السيارات في أجواء من الاحتفال والأهازيج ورايات بيضاء مع بصمة يد، وما يميز استقبالهم للحجاج الفرق الشعبية الموسيقية، التي تجول في الحي لاستقبال الحجاج.
تُعزف الموسيقى التي يرقص عليها الأطفال، كما تستعد النساء في البيوت بعمل الكليجة "المعمول" وهي نوع من أنواع الحلويات الشهيرة في العديد من الدول العربية. كما في بعض الأحيان يستقبل العراقيين الحجاج بإطلاقات نارية.
تستمر أيام الاحتفال في بعض المناطق لأكثر من أسبوع، فيما تفضّل بعض العائلات أن تعزم الجميع في ليلة واحدة من أجل اختصار الوقت، والبدء في متطلبات الحياة اليومية التي تواكب العصر.
أما عند بعض العائلات، فيقوم أفراد العائلة بنحر أضحية وتوزيع لحومها على الفقراء والمساكين، كما يتوافد المستقبلون ليهنئوا الحجاج بعودتهم سالمين إلى أوطانهم، متطهرين من الذنوب والمعاصي والآثام، حيث أصبحت صفحاتهم بيضاء نقية.
يجلس المعازيم مع الحجاج ليسمعوا منهم عن روحانيات الرحلة المباركة وزيارة مقام الرسول (ص) ويتم توزيع مياه زمزم وأشهى التمور على الضيوف، وتعتبر هذه العادة مشتركة في كل البلدان التي تقيم مراسم استقبال الحجاج.
السوداني يوجه بتوفير أفضل الأجواء لاستقبال الحجاج العائدين للوطن
أكد رئيس هيئة المنافذ الحدودية اللواء عمر الوائلي، وجود تنسيق عالٍ في المطارات وتوجيهات بشأن استقبال وجبات الحجاج العراقيين حسب توجيه رئيس الوزراء بتوفير أفضل الخدمات لتأمين عودة الحجاج بانسيابية عالية.
وقال الوائلي خلال زيارته إلى مطار بغداد الدولي لاستقبال وجبة من الحجاج العراقيين، إن "هناك تنسيقا عاليا بين هيئة المنافذ الحدودية وسلطة الطيران المدني وهيئة الحج بشأن وصول وجبات من الحجاج العراقيين من الديار المقدسة إلى العراق". مضيفا، إن "هناك متابعة مستمرة وتوجيهات للمطارات الداخلية بشأن توفير أفضل الأجواء لاستقبال الحجاج العراقيين".
وبدأ التفويج العكسي للحجاج يوم أمس الإثنين المقبل 3 تموز/ يوليو، وفق بيان للخطوط الجوية، بمشاركة طائرة بوينغ 787 "طائرة الأحلام"، التي وصلت العراق مؤخرًا.
فيما قالت وزارة النقل، إنّ "جميع الاستعدادات الخاصة بعودة الحجاج من مطارات المملكة العربية السعودية إلى المطارات العراقية انتهت". وأوضحت الوزارة، أنّ الرحلات ستجري بالتنسيق مع الهيئة العليا للحج والعمرة، والجانب السعودي والجهات الساندة الأخرى لـ "ضمان تقديم أفضل خدمات للحجاج".
وأعلنت سلطة الطيران المدني، أمس الاثنين، عن عودة الوجبة الأولى من الحجاج على متن الخطوط الجوية العراقية. وقال إعلام السلطة، إن "الوجبة الأولى من الحجاج العائدين من الديار المقدسة وصلت قبل قليل إلى مطار بغداد الدولي". وأضاف، أن "عددهم 300 حاج"، مشيرا الى "استنفار الإمكانات والملاكات كافة لخدمة حجاج بيت الله العائدين".
وحصلت بعثة الحج العراقية على المركز الأول بجائزة "لبيتم" للعام الهجري الحالي 1444 (2023 ميلادية)، التي تُصدرها وزارة الحج السعودية لأفضل بعثة حج تمثّل بلدها هذا الموسم، وهي جائزة شرفية تُمنح لأفضل الدول تنظيماً في أداء مناسك الحج.
وأعلنت هيئة الحج العراقية في بيان لها فوزها بالمركز الأول لأفضل بعثة حج تمثّل بلدها في المملكة العربية السعودية هذا الموسم.
وسلّم وزير الحج والعمرة السعودي توفيق محمد الربيعة رئيسَ بعثة الحج العراقية سامي المسعودي الجائزة الكبرى كأفضل بعثة حاصلة على أعلى نسبة في المعايير والمواصفات المطروحة.
وجاء حصول العراق على الجائزة وفق أرقام ومعايير اعتمدتها وزارة الحج والعمرة السعودية لجميع بعثات الحج لموسم حج عام 1444 هجرية.
ووفق رئيس الهيئة العليا للحج والعمرة العراقية سامي المسعودي، اعتمدت وزارة الحج السعودية في هذا التقييم معايير تستند إلى الجانب التنظيمي لكل بلد، وكذلك التوثيق، وإيجار السكن والإعاشة والنقل الداخلي والخارجي، والتفويج إلى المشاعر وأماكن الحجيج حسب الفئات، فضلا عن معيار البعثتين الطبية والإدارية. وفاز العراق بالمركز الأول في منافسة شاركت فيها بعثات 72 دولة من مختلف الدول العربية والإسلامية.
وقال المسعودي، إن بين الدول المتنافسة ماليزيا وتركيا وإيران وسنغافورة وإندونيسيا والبحرين وقطر والإمارات، ودول من أوروبا ومن شرق آسيا وأفريقيا. وجرت المنافسة وفق آلية تجميع النقاط التي تخص حسن الإدارة والتنظيم والتوثيق، فضلا عن الالتزام بالقوانين وعدم وجود خروق، حيث استمرت دراسة أداء البعثة العراقية شهرا.
ويشير المتحدث إلى أن الجائزة شرفية وليست عينية، وهي عبارة عن درع اسمه "لبيتُم" يقدم من قبل وزارة الحج السعودية لمن لبّى وفق القواعد والقوانين، والتكريم شرفي ومعنوي وليس ماديا.
يذكر أن عدد الحجاج العراقيين لموسم الحج الحالي بلغ أكثر من 41 ألفا، طبقا للحصة المقررة للعراق، بما فيهم حجاج إقليم كردستان، حسب هيئة الحج العراقية التي أكدت تخصيص 15% من الحصة لذوي الشهداء، وتم اختيار الباقين وفق نظام القرعة.
