اعترافات خير الله حمادي.. تفاصيل وحشية من ممارسات التعذيب والإعدام من قبل الأجهزة الأمنية للنظام السابق
تحقيقات تكشف وحشية النظام
انفوبلس/..
عرض جهاز الأمن الوطني، اليوم الأربعاء، اعترافات "المجرم خير الله حمادي" أحد أزلام النظام البائد الذي شغل مناصب مختلفة في مديرية الأمن العامة سابقًا، فيما أشار إلى إشراف المتهم على تنفيذ أحكام إعدام باستخدام المتفجرات عام 1984 بأساليب وحشية.
وقال خير الله حمادي، وفق المقطع المصور: "نهاية عام 1984 كنتُ أشغل منصب مدير أمن الكرخ، ووردت إلينا من الأمن العامة إخبارية بوجود منزل في منطقة الدورة تسكنه عائلة لها توجهات معادية للدولة".
وأضاف: "خرجت مفرزة أمنية بإشرافي وقمنا بتطويق المنزل، وأجرينا عملية تحري، وارتدينا زيًا تنكريًا". مردفًا: "دخلنا المنزل وألقينا القبض على كل من كان فيه، وتم نقلهم إلى مديرية أمن الكرخ، وبعد إجراء التحقيقات مع المعتقلين واستخدام كل الوسائل معهم من ضمنها الكهرباء والفلقة والتعليق، صدر أمر بإعدامهم".
وذكر المجرم حمادي، إنه "كانت لدينا موقوفات، ووضعنا معهن بنت تم اعتقالها معهم، وتعمقنا معها في التحقيق، واستخدمنا معها وسائل تعذيب مؤذية، وتم تعليقها واستخدام الكهرباء في صدرها، وتم التحرش الجنسي بها من قبل قسم من الضباط، وبعد التحقيق لم يتم الحصول على نتائج تحقيق معها، وأرسلنا التفاصيل إلى مدير الأمن العام".
واعترف المجرم خير الله حمادي، إنه "كان حاقدًا على أحد المعتقلين، وقام بقلع أسنان الضحية، وتم صدور أمر تنفيذ حكم إعدام به بالطريقة التي أمر بها مدير الأمن علي حسن المجيد، وتم إحضار موقوفين آخرين معه، وجاء أمر بتنفيذ حكم الإعدام معهم برفقة المعتقل بنفس الطريقة".
وتابع: "بعدما صدر الأمر، توجهنا إلى خارج مدينة بغداد، قام "شفل" بحفر حفرة عمقها 1 متر، أنزلنا فيها المعتقلين، ووضعنا على صدورهم عبوات ناسفة على منطقة القلب في أجسامهم، وتم تفجيرها عن بُعد بجهاز خاص".
وبحسب اعترافات المجرم، فإنه بعد التأكد من موتهم بشكل كامل، تم دفنهم بواسطة الشفل، وتسوية الأرض فوقهم لضمان عدم بقاء أثر بعد العملية.
دراكولا البعث
وكشف جهاز الأمن الوطني العراقي، الأحد 18 أغسطس 2024، عن اعتقال أحد أكبر المجرمين المختصين بالتعذيب في دوائر الأمن لنظام البعث البائد، اللواء خير الله حمادي عبد جارو، (الملقب بـ "دراكولا البعث")، والذي تقلد العديد من المناصب منذ 1971 وحتى سقوط النظام البائد عام 2003، وكان مسؤولًا عن أبشع عمليات التعذيب النفسي والجسدي التي تعرض لها المواطنون الشيعة والأكراد في زمن نظام البعث البائد، حيث قام المجرم المعتقل بتجريب جميع وسائل التعذيب المبتكرة زمن الحرب العالمية الثانية، والتي استوردها النظام البعث البائد من دول عدة.
وقد شغل المجرم خير الله حمادي الكثير من المناصب الأمنية بين عامي 1971 و1990، ومنها مدير أمن سرشقام، ودربندخان، ودوكان، وزاخو، ودهوك، ضابط تحقيق في الشعبة الثالثة في مديرية الأمن العامة ببغداد والمختصة بقضايا الأكراد.
كما شغل منصب مدير أمن بلد، وقد ساهم بصورة مباشرة بالإشراف على إعدام مواطنين عُزل من أهل بلد التابعة لمحافظة صلاح الدين، قبل أن يصبح مدير أمن الرصافة، ثم مدير أمن الكرخ ببغداد، ومديرًا لشعبة الأمن الاقتصادي بوزارة الداخلية من عام 1988 وحتى 1990، وهو الذي كان مشرفًا على اعتقال وقطع يد التجار بعد مساومتهم لصرف الأنظار عن الوضع الاقتصادي المتردي آنذاك بعد مغامرة المجرم صدام بغزو الكويت في أغسطس عام 1990، الذي تسبب في فرض العقوبات الاقتصادية الخانقة على الشعب العراقي، كما قام المجرم خير الله حمادي باعتقال وتعذيب طالبات في الجامعات العراقية، دون أي مسوغ إنساني أو قانوني.
أعتى مجرمي النظام البائد
خير الله حمادي ارتكب جرائم تشمل الاعتقال والتعذيب في قضاء بلد، قمع الكرد الفيليين في بغداد، تهجير المعارضين إلى نقرة السلمان، وقطع الأيدي في كركوك، إضافة إلى تنفيذ اعتقالات وإعدامات في بغداد.
وكان جهاز الأمن الوطني قد أعلن في 31 كانون الثاني/ يناير 2025، "القبض على 5 من أعتى المجرمين من أتباع النظام البائد وقتلة الشهيد الصدر وشقيقته وآلاف العراقيين، وأن عملية القبض جرت وفقًا لأحكام قانون حظر حزب البعث المنحل وبتنسيق عالٍ مع جميع الجهات ذات العلاقة والمؤسسة القضائية".
وأضاف، أن "المتهم الأول، سعدون صبري جميل القيسي، رتبته لواء، واعترف صراحة بتنفيذ الإعدام بسلاحه الشخصي بحق المرجع الديني محمد باقر الصدر وشقيقته، وتنفيذ الإعدامات الجماعية للمعارضين بتهمة الانتماء إلى حزب الدعوة الإسلامية، وأيضًا إعدام 8 مواطنين ودفنهم في مقابر جماعية في الفلوجة وجسر ديالى، وإعدام 2 من شباب آل الحكيم وقتل معارض من أهوار الناصرية".
وأوضح، أن "المتهم الثاني هو هيثم عبد العزيز فائق، رتبته عميد، ومن جرائمه الإشراف على عملية إعدام المرجع الديني محمد باقر الصدر وشقيقته وتنفيذ الإعدام بحق مجموعة من أعضاء حزب الدعوة الإسلامية".
وتابع، أن "المتهم الثالث هو خير الله حمادي، رتبته لواء، ومن أبرز جرائمه قيادة حملات اعتقال وتعذيب بحق أبناء قضاء بلد بذريعة الانتماء السياسي والمشاركة في عمليات إعدامهم ودفنهم، والإشراف على قمع المواطنين الكرد الفيليين في بغداد وإصدار وتنفيذ قرارات بالتهجير القسري لعوائل المعارضين في بلد إلى (نقرة السلمان) والتورط في جرائم قطع الأيدي في كركوك وتنفيذ العديد من الاعتقالات والإعدامات بحق المعارضين في بغداد".
ولفت إلى أن "المتهم الرابع هو شاكر طه يحيى، رتبته لواء، ومن أبرز جرائمه، المشاركة في إعدامات معتقلين كرد عام 1984 في بغداد، ومنع إقامة مجالس العزاء على خلفية اغتيال المرجع الديني محمد محمد صادق الصدر، والمشاركة في قتل المواطن المعارض سليمان برين".
وختم بيانه بـ"المتهم الخامس هو نعمة محمد سهيل صالح، رتبته لواء، ومن أبرز جرائمه قيادة حملات اعتقال وتعذيب استهدفت أكثر من 40 طالبًا جامعيًا من جامعة سليمانية وجامعات أخرى والملاحقة المستمرة لأعضاء الأحزاب الإسلامية".
ملف الكرد الفيليين
استدراج كبير المطلوبين سعدون القيسي من تركيا إلى أربيل كان بحجة إعطائه مشروعًا استثماريًا في أربيل
وذكر مصدر أمني مطلع، أن "اللواء خير الله حمادي شغل في العهد الصدامي منصب مدير أمن في الجانب الشمالي من العراق، وكان مسؤولًا عن ملف الكرد الفيليين الذي كان يلقب بـ(دراكولا البعث)، حيث عذب وقتل عددًا من الكرد الفيليين، ولم يتوقف عن إبادتهم بعد تكليفه بمهام مدير أمن بغداد الكرخ والرصافة، بل كان يلاحقهم ويعتقلهم دون أي سند قانوني، وبعدها يقوم بتعذيبهم وقتلهم ودفنهم في أماكن مجهولة".
وأضاف، أن "استدراج كبير المطلوبين سعدون القيسي من تركيا إلى أربيل كان بحجة إعطائه مشروعًا استثماريًا في أربيل".
وأوضح المصدر، أن "المجموعة الخمسة التي تم القبض عليها، خصوصًا اللواء سعدون صبري واللواء خير الله حمادي وكذلك اللواء شاكر الدوري، هؤلاء تناوبوا على استلام مديرية أمن المناطق الشمالية، وتمخض عن جرائمهم مجتمعين وبالتناوب في الفترة ما بين السبعينيات والتسعينيات من القرن الماضي، وتم بدلالتهم الكشف عن أحد المقابر الجماعية في الفلوجة وتحديدًا في الصقلاوية".
