اعتماد "مسار بولونيا" في التعليم العالي العراقي.. تعرّف على تفاصيله والجامعات الدولية التي سيتم تأسيسها قريبا
إنفو بلس/..
سبعُ جامعات تقنية في عموم العراق ستعتمد نظام بولونيا، الذي يُعد من أهم الأنظمة التي تعتمدها الجامعات العالمية وتنضوي تحت مظلّته الجامعات التقنية في 48 دولة أوروبية.
حيث أوضحت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، أهمية نظام بولونيا يُغني خرّيجي الجامعات المنضوية تحت مظلته عـن المقاصة العلمية عند تقديمهم على الدراسات العليا والانتقال والتوظيف في 48 دولة أوروبية تعتمده.
وأشارت الوزارة إلى أن نظام بولونيا يُعد من أهم الأنظمة التي تعتمدها الجامعات العالمية وتنضوي تحت مظلّته الجامعات التقنية في 48 دولة أوروبية، ويسهل عملية توظيف الخريجين بحسب تخصصاتهم.
وأكد وزير التعليم العالي والبحث العلمي، الدكتور نعيم العبودي، أن اعتماد مسار بولونيا في الجامعات يمثل بوابة التحديث والتطوير لمنظومة التعليم العالي في العراق.
وأوضح وزير التعليم في كلمته خلال اللقاء مع مجلس جامعة ذي قار، أن قرار التوجه لاعتماد مسار بولونيا ونظام المقررات في الجامعات العراقية خطوة مهمة لتعزيز جودة التعليم وتحديث مناهجه وتلبية احتياجات سوق العمل وما يتطلّبه من مهارات.
وأضاف، أن عملية تطوير الأنظمة التعليمية يرتبط بالمتغيرات العامة الحالية والمستقبلية التي تقتضيها خدمة المجتمع وعلاقتها بقطاعات الدولة المختلفة المسؤولة عن تجسيد أهداف التنمية وخططها التي ترتكز إلى مشاريع هادفة باتجاه تحسين إمكانات الخريجين.
اليونسكو تهنّئ بالاعتماد على بولونيا
منظمة اليونسكو، أكدت أن اعتماد العراق على نظام بولونيا يمثل عاملا مهما لتعزيز جودة التعليم، وهنّأت وزير التعليم نعيم العبودي لاتخاذه قرارا بالاعتماد على نظام بولونيا في الجامعات التقنية. مبينةً، أن ذلك يمثل عاملا مهما في تعزيز جودة التعليم بالعراق.
وأكدت المنظمة تقديرها للالتزام العالي الذي أبدته وزارة التعليم العالي والبحث العلمي ورؤساء الجامعات التقنية في اعتماد النظام التعليمي الجديد واستحداث برامج أكاديمية على مستوى البكالوريوس ضمن هذا الإطار التعليمي". مشيرة إلى تطلّعها إلى الأمام للعمل مع وزارة التعليم العالي والبحث العلمي وتنفيذ المشروع في الجامعات العراقية الأخرى.
ما هو مسار بولونيا؟
الاتفاقية أخذت اسمها من مدينة في إيطاليا تُسمى بولونيا، هي أكبر مدينة في مقاطعة بولونيا، وتقع في شمال البلاد، وأبرمت الدول الأوروبية اتفاقيات بين جامعاتها لتعزيز التعليم فيها، وجذب الطلاب الدوليين والتقدّم في المجالات العلمية على مستوى العالم، وحتى يقوم الطلاب بتثقيف أنفسهم وفق المعايير المذكورة في الاتفاقية، وإحدى هذه الاتفاقيات هي اتفاقية بولونيا التي تم توقيعها عام 1999 لأول مرة بين 29 دولة أوروبية لتحسين المستوى الأكاديمي للجامعات الأوروبية.
بعد إبرام اتفاقية بولونيا بين الدول الأوروبية، اضطرت جامعات هذه الدول إلى تحسين ورفع مستوى التعليم في جامعاتها وفقاً لمعايير هذه الاتفاقية وتوفير المزيد من التسهيلات التعليمية لطلابها، ومن بين المزايا والقوانين لهذه المعاهدة، صلاحية وثائق الدول المشمولة في اتفاقية بولونيا، حيث أن الدول التي كانت في الأصل أعضاء في عملية بولونيا تبلغ 29 دولة وكانت الدول الأوروبية فقط جزءاً من الاتفاقية، ولاحقًا مع إضافة دول أوروبية أخرى وغير أوروبية، وصل عدد هذه الدول إلى 47 دولة، والنقطة المهمة هنا هي أن الجامعات التي تمنح درجة علمية لطلابها في أي من دول الاتفاقية هي درجات علمية معتمدة في جميع دول الاتفاقية، وبالتالي فإن الطالب المتخرج من هذه البلدان يمكنه الدراسة ومواصلة العمل في الدول الأوروبية بشهادته.
ووفق اتفاقية بولونيا، يجب أن يتم التعليم الجامعي على ثلاثة مستويات: البكالوريوس والماجستير والدكتوراه، والقواعد المنصوص عليها في هذه الاتفاقية، هي أن يكون الحد الأدنى من الوقت المطلوب للحصول على درجة البكالوريوس هو 3 سنوات، وفي حالة عدم اكتمال الدورات، يمكن للطالب مواصلة دراسته في الجامعة لمدة تصل إلى 5 سنوات، ويجب ألا يقل عدد الوحدات التي تم تمريرها في هذا القسم عن 180 وحدة.
أما فيما يخص الماجستير، فتستمر هذه الدورة من أربعة إلى ستة فصول دراسية في الجامعات بموجب هذه الاتفاقية، وإجمالي عدد الوحدات 120 وحدة على الأقل، وفي برنامج الدكتوراه، مع الأخذ في الاعتبار أن لكل تخصص وقته الخاص، ولكن يتم أيضاً اعتبار أربع سنوات على الأقل لبرنامج الدكتوراه.
بعد توقيع اتفاقية بولونيا، كان من الأسهل جذب الطلاب الدوليين إلى العديد من الدول الأوروبية، ونتيجة لذلك زاد عدد الطلاب الذين يذهبون إلى الجامعات الأوروبية بعد الاتفاقية. وفيما يتعلق بلغة الدراسة في هذه البلدان، فبالإضافة إلى اللغة الرسمية للبلد، يجب أن تكون تتوفر أيضاً الدراسة باللغة الإنجليزية.
ومع اختتام عملية واتفاقية بولونيا بين بعض البلدان، تمكن الطلاب من الذهاب إلى بلدان أخرى في إطار هذه العملية للقيام ببعض الأعمال البحثية والدراسة لبضعة فصول دراسية، ثم العودة إلى بلدهم بعد إكمالها، لذلك أدى هذا الاتفاق في تداول أفضل المواهب الطلابية في هذه البلدان، بدلاً من الهجرة.
الدول التي شملتها "بولونيا"
تشمل البلدان التي أصبحت حتى الآن أعضاء في عملية بولونيا والتي حدّدت شروط جامعاتها ومعاييرها بموجب هذه الاتفاقية كل من (المملكة المتحدة، كازاخستان، تركيا، إيطاليا، السويد، إسبانيا، جمهورية التشيك، الدنمارك، فنلندا، جورجيا، اليونان، سلوفاكيا، ألبانيا، روسيا، إندورا، البرتغال، إستونيا، أرمينيا، النرويج، النمسا، ألمانيا، أذربيجان، هولندا، بلجيكا، البوسنة والهرسك، بيلاروسيا، لوكسمبورغ، بلغاريا، كرواتيا، ليختنشتاين، قبرص، فرنسا، المجر، أيسلندا، إيرلندا، لاتفيا، لاتفيا، مالطا، مولدوفا، الجبل الأسود، مقدونيا، بولندا، رومانيا، صربيا، سلوفينيا، سويسرا وأوكرانيا).
وتتمتّع تركيا بالعضوية الكاملة منذ عام 2001 في عملية بولونيا من بين دول أخرى في العالم، وقد أدى تأثير هذه الاتفاقية على الجامعات التركية إلى تحسين المعايير التعليمية في هذا البلد، وإضافة اللغة الإنجليزية إلى التعليم الرسمي للدورات في الجامعات التركية، ونتيجة لذلك ينجذب المتطوعون الدوليون للدراسة في تركيا إلى الجامعات.
جامعات دولية في العراق
وتسلّم وزير التعليم العالي والبحث العلمي الدكتور نعيم العبودي، مشروع الجامعة البريطانية، وأكد دعمه إنشاء الجامعات الأجنبية الرصينة في العراق.
جاء ذلك لدى استقباله وفدا رسميا من مجلس الأعمال العراقي البريطاني (IBBC) برئاسة البارونة ايما نيكلسون وضم عددا من الأكاديميين وخبراء التعليم في الجامعات البريطانية والمجلس الثقافي البريطاني، حيث أوعز وزير التعليم بتشكيل لجنة وزارية عُليا لتنظيم الإجراءات وترتيب ملفها على وفق المتطلبات القانونية والعلمية، مؤكدا دعمه إنشاء الجامعات الأجنبية الرصينة في العراق ولاسيما الأوربية منها، لافتا في الوقت نفسه إلى أن وزارة التعليم العالي والبحث العلمي تستند إلى سياسة الانفتاح العالمي في مجالات التعليم الجامعي بما يحقق أهداف ومتطلبات التنمية المستدامة في العراق.
بدوره أوضح وفد مجلس الأعمال العراقي البريطاني (IBBC) التزامه وإسهامه بتطوير الجانب التعليمي وتحقيق الإضافات النوعية المناسبة للبيئة التعليمية في العراق مشيرين في الوقت نفسه الى أن مشروع الجامعة البريطانية يتضمن اعتماد مسار بولونيا على صعيد المناهج الدراسية والنظام التعليمي الذي يتناسب والجامعات العراقية التي خطت خطوات إيجابية في استيفاء المتطلبات العالمية.
وحصلت الجامعة الأمريكية في السليمانية، في 23 شباط 2017 على اعتراف من وزارة التعليم العالي والبحث العلمي في بغداد، وبذلك أصبحت أول جامعة خاصة في إقليم كردستان تعترف بها الحكومة الاتحادية العراقية.
وافتتحت الجامعة الأمريكية ببغداد أبوابها رسميا في كانون الثاني عام 2021، حيث تم تحويل أحد المنتجعات الخاصة بالرئيس المخلوع صدام حسين إلى أقسام جامعية تعد بتعليم على النمط الأميركي لتلبية احتياجات الشباب المتنامية، على حد وصف وكالة أسوشيتد برس.
وفي ذلك الوقت، كان قد قال رئيس الجامعة الأميركية في العراق، مايكل مولنيكس، إنه "في الوقت الحالي، اتخذت الجامعة الأميركية هذا الاسم شكليا فحسب، في انتظار أن يتم اعتمادها في الولايات المتحدة"، ما يدل على أنه غير حاصلة على الرخصة الامريكية كممثلة للولايات المتحدة في العراق لتُعتبر إحدى مؤسساتها الحكومية فعلياً.