الحلبوسي يسعى لبثعرة الأوراق السياسية وجر البلد إلى عدم الاستقرار

انفوبلس/..
على حين غِرّة، نشر مكتب رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي، جدول أعمال جلسة برلمانية من المقرر أن تُعقد غدًا الأربعاء، وضَمَّنها فقرة كانت غريبة لدى الشارع العراقي، لكنها لم تصدم القوى السياسية المطلعة على حيثيات المشهد.
وتضمن جدول الأعمال، التصويت على استقالة الحلبوسي من منصبه، إضافة إلى انتخاب نائب أول لرئيس مجلس النواب، وهو ما ولّد حالة من التكهنات لدى الرأي العام، في الوقت الذي حذّر فيه ناشطون من “نوايا مُبيّتة” لدى الحلبوسي، هدفها “بعثرة” الأوراق السياسية وخلق حالة من “عدم الاستقرار”.
وفيما ظلّت الماكنة الإعلامية والجيوش الإلكترونية التابعة للحلبوسي، تحاول إظهاره بصورة “المنتصر”، فتح خصومه السياسيون النار على رئيس مجلس النواب “المتشبث” بالمنصب.
وفي هذا الإطار نشر السياسي العراقي مشعان الجبوري، تغريدة على تويتر جاء فيها: “الاربعاء جلسة مجلس النواب لانتخاب بديل السيد حاكم الزاملي في منصب النائب الاول لرئيس مجلس النواب وسيحل محله النائب محسن مندلاوي”.
وتابع الجبوري: “أما قصة النظر باستقالة رئيس مجلس النواب فهدفها الحصول على تجديد الثقة لدعم الائتلاف الجديد له عندما يتم رفض الاستقالة”.
في حين اعتبر رئيس حزب الحل جمال الكربولي، تقديم الحلبوسي استقالته “وسيلة لتحقيق غايات شريرة”، واصفاً إياها بـ”حصان طروادة” لتحقيق أهداف “الشيطان”، على حد تعبيره.
ويأتي ذلك في الوقت الذي أعلنت فيه قوى سياسية ليلة الأحد، عن تشكيل تحالف “إدارة الدولة” الذي يجمع الإطار الشيعي بالحزبين الكرديين والقوى السنية إضافة إلى حركة بابليون (كوتا المسيح)، فيما سيأخذ التحالف الجديد على عاتقه استكمال الاستحقاقات الدستورية المتمثلة بتشكيل الحكومة الجديدة.
وذكرت مصادر سياسية مطلعة، بأن الحلبوسي يسعى من خلال ورقة الاستقالة، إلى كسب ثقة التحالف الجديد، على اعتبار أنه حصل على ولاية ثانية في رئاسة مجلس النواب، بدعم من التحالف الثلاثي الذي لم يعد موجودًا من الأساس، وهو ما يهدد مصير الحلبوسي فيما لو شُكّلت حكومة جديدة.
وفيما يتعلّق بتعطيل جلسات البرلمان، كشف الحلبوسي في لقاء له خلال ملتقى الرافدين للحوار أمس الاثنين، عن سبب اتخاذ قرار تأجيله الجلسات إلى ما بعد الزيارة الأربعينية.
وقال الحلبوسي إن “رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي طلب مني تأجيل جلسات مجلس النواب إلى ما بعد الزيارة”، ليفتح الباب أمام التكهنات السياسية بالدور الذي يلعبه رئيس حكومة تصريف الأعمال.
وعن ذلك يقول المحلل السياسي صباح العكيلي، إن “الوضع السياسي لا يحتمل خلق أزمات جديدة قد تتسبب بتعقيد المشهد والذهاب نحو الهاوية”، لافتًا إلى أن “القوى السياسية توصلت إلى اتفاق للمضي بالاستحقاقات الدستورية وتشكيل حكومة تقدم الخدمات للمواطنين، بدلًا من التعطيل الذي تُساهم فيه حكومة تصريف الأعمال الحالية”.
ويرى العكيلي أن استقالة الحلبوسي “ليست جدية”، معللًا ذلك بـ”استقتاله على المنصب طيلة الفترة الماضية، وهو ما يدفعنا نحو التشكيك بنواياه”.
جدير بالذكر أن خطوة الحلبوسي بإدراج استقالته في جدول أعمال جلسة الأربعاء، جاءت بعد ساعتين فقط من إعلان لقائه مع الممثلة الأممية في العراق جينين بلاسخارت، بواسطة بيان بروتوكولي مقتضب لم يتضمن تفاصيل وافية.