الشطري يستعرض رسائل العراق إلى سوريا.. 3 ملفات وصلت الجولاني فما هي؟

انفوبلس/ تقارير

في جلسة حوار ضمت العديد من الشخصيات السياسية والأمنية الرفيعة، خرج رئيس جهاز المخابرات يوم أمس حميد الشطري وتحدث عن جملة رسائل بعثها العراق إلى سوريا ركّزت على 3 ملفات، فماذا قال؟ وما هي الرسائل التي بُعثت إلى الجولاني؟ انفوبلس استعرضت تصريحاته بالتفصيل في سياق التقرير الآتي.

جمود العلاقات العراقية السورية

منذ سقوط نظام الرئيس بشار الأسد، دخلت العلاقات الرسمية بين بغداد ودمشق في حالة من الجمود، فلم تُسجَّل أي لقاءات أو زيارات رفيعة المستوى بين الجانبين على الصعيد الدبلوماسي أو السياسي، وظلت وحدها زيارة رئيس جهاز المخابرات العراقي، حميد الشطري، إلى دمشق هي من تمثل الاستثناء البارز.

وكان وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني قد أرجأ، زيارة لبغداد والتي كانت مقررة يوم السبت الماضي، حيث أصدرت وزارة الخارجية العراقية توضيحاً بشأن الزيارة المقررة للوزير السوري.

وأشارت الخارجية في بيانها إلى أن الشيباني كان قد تلقى في وقت سابق دعوة رسمية من نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية فؤاد حسين لزيارة العراق، وأبدى الشيباني رغبته في تلبية الدعوة، مبينة أن “الدعوة تأتي في إطار بحث العلاقات الثنائية بين البلدين ومناقشة التطورات الأمنية والسياسية الإقليمية”.

وأضافت، أنه “من المقرر أن يتم تحديد موعد الزيارة بعد استكمال التنسيق اللازم بين الجانبين، بما يخدم المصالح المشتركة”.

حذَر يغلف موقف السلطات العراقية من سوريا

لا يزال الحذر يغلف موقف السلطات الرسمية العراقية في التعاطي مع الوضع المستجد في سوريا وما أفرزه من قيادة جديدة للبلد.

إذ تحولت دعوة الرئيس السوري أبو محمد الجولاني إلى القمة العربية في بغداد، المقرر إجراؤها في آيار مايو المقبل إلى جدل سياسي كبير، حيث انقسمت الأطراف الداخلية بين معارض لاعتبارات سابقة ـ أبرزها ارتباط الجولاني بتنظيمات إرهابية مسلحة، ما يجعل حضوره مثار خلاف داخلي ـ وبين مؤيد تحت بند تجاوز الماضي والتركيز على إنجاح القمة، وهؤلاء غالبيتهم يمثلون القوى السنية التي عبّرت بشكل صريح عن انفتاحها على الجولاني وحكومته.

عدم تهنئة العراق 

في 3 شباط/ فبراير الجاري، كشف القيادي في الإطار محمود الحياني، سبب عدم تهنئة العراق للجولاني لتسلمه رئاسة سوريا.

وقال الحياني في حديث له تابعته شبكة انفوبلس، إن "سبب عدم تهنئة العراق للجولاني يعود إلى وجود ملاحظات وإشكاليات عليه نفسه، وكذلك بحق أشخاص آخرين ضمن حكومته خصوصاً وأن عليهم قضايا إرهابية داخل العراق، وكانوا مع الإرهاب ضد العراق والعراقيين خلال السنوات الماضية”.

وأضاف الحياني، إن “العراق ليس ضد تغيير النظام في سوريا إطلاقاً، وإنما لديه ملاحظات على بعض شخوص هذا النظام".

وترأس الشطري، الذي تولّى قيادة جهاز المخابرات، في 26 ديسمبر كانون الأول الماضي، وفدًا عراقيًا أمنيًا إلى سوريا، حيثُ التقى الجولاني في قصر الشعب بالعاصمة دمشق، وبحث معه جملة ملفات مشتركة.

رسائل العراق إلى سوريا

بعد كل ما ذُكر، وما حصل، ظهر رئيس جهاز المخابرات حميد الشطري يوم أمس وتحدث عن مستقبل العلاقات العراقية السورية وأبرز الرسائل التي نقلها العراق الى سوريا.

وقال الشطري خلال جلسة حوار في ملتقى بغداد الدولي، تابعتها انفوبلس، إن “الأحداث التي جرت مؤخراً في سوريا، تؤثر ليس على العراق فقط، وإنما على المنطقة ككل، في ظل وجود مخاوف من مناطق في سوريا التي لا تزال رخوة أمنياً".

وبينما أعرب رئيس المخابرات، عن أمله أن “يكون التغيير في سوريا بداية لانطلاق جديد، كشف أن القائم على الإدارة السورية أرسل رسائل إيجابية وشرح ما يجري في سوريا".

وبين الشطري، إن “ما جرى في سوريا يراه العراقيون على أقسام مختلفة، بعضهم يراه سلبياً والآخر يراه إيجابياً، أما الحكومة العراقية فهي مسؤولة عن حفظ مصالح مواطنيها".

سبب ذهاب الشطري إلى دمشق

وعن سبب ذهابه إلى دمشق، أشار الشطري، إلى أن “قرار الذهاب إلى هناك ولقاء الشرع (الجولاني) كان مبنياً على مقدمات، وأن الرسالة الأمنية كانت واضحة وتم إيصالها للقيادة السورية الجديدة بأن العراق لم يكن دائماً مع نظام بشار الأسد، بل يعتبر العراق أول دولة تضررت من الأسد، وكان مصدر قلق للعراق".

وتابع، "فقد كان (نظام الأسد) يزج بمئات الانتحاريين والمقاتلين المتطرفين الذين كانوا يتدربون في الساحل السوري ويرسلون إلى العراق بإشراف النظام السوري".

مصدر قلق العراق

وأضاف الشطري، كما تم إبلاغ الجانب السوري بأن “العراق بعد الأحداث التي جرت في سوريا لم يكن حريصاً على بقاء نظام بشار بقدر ما هو البديل، فهذا كان مصدر قلق بالنسبة للعراق".

وأكمل، إن "الرسائل التي أرسلناها إلى الشرع كانت تتضمن أن العراق مع تطلعات الشعب السوري لكن لدينا بعض النقاط منها ملف داعش وكيف ستتعامل الإدارة السورية الجديدة معه".

وزاد الشطري، "كما أن هناك مكونات في الشعب السوري تتداخل مع الشعب العراقي، من الكرد والشيعة والعلويين، فكيف ستتعامل الإدارة الجديدة مع هذه المكونات".

خطر داعش وسلاح الجيش السوري

واصل رئيس جهاز المخابرات حديثه في جلسة الحوار، وقال: “هناك مناطق تسيطر عليها داعش ومنها مخيم الهول الذي يضم حوالي 30 ألف شخص ومن 60 جنسية عربية وأجنبية مختلفة، إضافة إلى 4 آلاف مقاتل في سجون (قسد) وهؤلاء يمثلون خطراً ومن ضمنهم ألفا شخص عراقي الجنسية".

وأكمل الشطري في رسالته التي أوصلها للشرع، “نحن قلقون من ذهاب سلاح الجيش السوري إلى عناصر مسلحة ومن ضمنها منفلتة، ولا نعرف ما هو شكل النظام الذي سيقوده الشرع بعد استقرار الأوضاع في سوريا".

واختتم بالقول، إن “هذه الرسائل تم إيصالها إلى الشرع (الجولاني) ولا زلنا متواصلين مع الإدارة الجديدة في سوريا من أجل الوصول إلى صيغة متفق عليها”.