القائم بالأعمال العراقي في البحرين يتسبب بأزمة دبلوماسية.. "دغدغة" أم نكتة بذيئة؟
انفوبلس/..
حالة من الغموض تبسط سيطرتها على دوافع وأسباب قيام مملكة البحرين باستدعاء القائم بالأعمال في سفارة جمهورية العراق لديها مؤيد عمر عبد الرحمن، وإبلاغه بـ"أسفها واستيائها لمخالفاته المتكررة للأعراف الدبلوماسية"، رغم تفاعل الجانب العراقي الدبلوماسي مع القرار.
وبحسب السيرة الذاتية للوزير المفوض مؤيد عمر عبد الرحمن كوبرلي (60 سنة) الذي لا يملك حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي، فإنه من مواليد محافظة كركوك، وكان ملازماً طياراً في وزارة الدفاع العراقية عام 1982، قبل أن يشغل مناصب دبلوماسية في عدد من السفارات منها تركيا وجورجيا والمكسيك.
البحرين أبلغت القائم بالأعمال العراقي استيائها من مخالفته المتكررة
*القرار البحريني
يوم أمس الثلاثاء، استدعت البحرين، القائم بالأعمال في سفارة العراق لدى المملكة مؤيد عمر عبد الرحمن، وسلّمته مذكرة احتجاج رسمية.
وبحسب بيان نشرته وكالة الأنباء البحرينية، أبلغت وزارة الخارجية البحرينية القائم بالأعمال العراقي "بالغ أسفها واستيائها لمخالفاته المتكررة للأعراف الدبلوماسية"، فيما لم يوضح المنشور نوعية المخالفات التي ارتكبها.
وأبلغ وزير الخارجية البحريني عبد اللطيف بن راشد الزياني، القائم بالأعمال العراقي "استنكار الوزارة الشديد لما قام به أخيراً من تصرف غير مقبول يتنافى مع البروتوكولات الدبلوماسية في البحرين ويتعارض مع مهماته الدبلوماسية كقائم بالأعمال لسفارة جمهورية العراق في البحرين".
واعتبر الوزير البحريني ذلك "تدخلاً مرفوضاً في الشؤون الداخلية لبلاده، يتناقض مع المبادئ التي تنظم العلاقات بين الدول المنصوص عليها في ميثاق الأمم المتحدة".
*تفاعل عراقي
سريعاً تفاعلت وزارة الخارجية في جمهورية العراق مع البيان البحريني، ووجه نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجيَّة فؤاد حسين، بإعادة القائم بالأعمال العراقيّ لدى مملكة البحرين إلى مركز الوزارة في العاصمة بغداد.
وذكر بيان لخارجية العراق، أن هذا الإجراء "يأتي تعزيزاً لمكانة الدبلوماسية العراقية التي تنتهجها الوزارة في الحفاظ على الأعراف الدبلوماسية".
السفير أبلغ ملك البحرين نكتة بذيئة لاقت استياءً من الملك
*دغدغة أم نكتة بذيئة؟
كلا البيانين الصادرين عن العراق والبحرين، لم يتطرق إلى السبب الفعلي للأزمة، لكن مصدرين مختلفين تحدث كل منهما على حدة وكشف السبب وراء القرار البحريني.
يشير المصدر الأول، إلى أن السبب الذي يقف وراء استدعاء القائم بالاعمال العراقي وتسليمه مذكرة احتجاج رسمية، من الجانب البحريني، هو "قيامه بممازحة ملك البحرين حمد بن عيسى بن سلمان آل خليفة، ومحاولة إضحاكه عن طريق (دغدغته)".
والـ"دغدغة" هي طريقة شائعة في العراق يستخدم من خلالها الشخص يديه في محاولة لإضحاك الطرف المقابل بشكل قسري.
لكن مصدر آخر، بيّن أن "السفير أبلغ ملك البحرين نكتة بذيئة لاقت استياءً من الملك"، وهذا ما وصفته البحرين بـ"التصرف غير المقبول ويتنافى مع البروتوكولات الدبلوماسية في المملكة".
*استدعاء سابق
وسبق أن استدعت المنامة، في أبريل/ نيسان 2019، القائم بأعمال سفارة العراق، نهاد العاني، احتجاجا على بيان صادر عن زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، قالت إنه "تم الزجّ فيه باسم المملكة، ويمثل إساءة مرفوضة لها وقيادتها، ويُعد تدخلاً سافراً في شؤونها"، ورفضت الخارجية العراقية، وقتها تلك الاتهامات.
وفي يوليو/ تموز 2019، استدعت الخارجية البحرينية، سفيرها لدى العراق، صلاح المالكي، للتشاور على خلفية اقتحام مبنى السفارة في العاصمة بغداد من قبل محتجين عراقيين على خلفية استضافة المنامة مؤتمرا بشأن مناقشة إحلال السلام في الشرق الأوسط.
ويقف تمثيل العراق والبحرين حاليا عند مستوى القائم بالأعمال، وسبق أن ظل التمثيل الدبلوماسي العراقي عند هذا المستوى منذ حرب الخليج في 1991 وحتى اعتماد المنامة سفيرا للعراق في 2001.
