تركيا تقتل دجلة وتحتل الشمال.. وحكومة الكاظمي تلتزم موقف "الجماد"
انفوبلس/بغداد
أرث قديم، وحضارة تاريخية، أهوار العراق أو كما تسمى بـ "جوهرة البلد المائية"، جمال وثروة لا تقدر بثمن معرضة للهلاك وتعاني الظمأ؛ لأسباب عديدة، ورغم إدراج هذه البيئة الفريدة في العالم الى لائحة التراث العالمي التابع لـ "يونسكو" عام 2016، الا ان هذا الانجاز لم يشفع لها، او يبعدها عن خطر الجفاف.
وفي ظل الانخفاض الحاد في مياه الأهوار، دقت منظمة الأغذية والزراعة في الأمم المتحدة (فاو) ناقوس الخطر، محذرة في تقرير نشر منتصف يوليو/ تموز من أن الأهوار "واحدة من أفقر المناطق في العراق وأحدى أكثر المناطق تضرراً من تغير المناخ ونقص المياه".
*جار يقتل جاره
من المعروف، ان الجار له حق على جاره، ولابد من الاعلاء من قدره، والوقوف لجانبه، الا أن ما تقوم به تركيا من اساليب وسياسات "حقيرة"، دمرت العراق بصورة او باخرى، ووصل الامر في نهاية المطاف الى تضييق أكثر على الشعب العراقي بملف المياه، وركل كل مبادى الجورة من خلال بناء "سد قاتل".
مستشار لجنة الزراعة والمياه والاهوار النيابية عادل المختار حذر من بناء تركيا لسد الجزرة الذي سيعمل على قتل مياه دجلة.
ويقول المختار في حديث صحفي تابعه INFOPLUSNEWS، إن "تركيا قررت بناء سد الجزرة القاتل، والذي تم التحذير من بناءه منذ من ٢٠١٧"، لافتا إلى أن "السد الجزرة الجديد سيكون ما بين سد اليسو والحدود العراقية، والذي سيعمل على سحب المياه المستقرة بسد اليسو والدفع بها نحو زراعة الأراضي".
ويضيف أن "بناء هذا السد يعد كارثة كبيرة لأنه سيقتل مياه دجلة ويمنع وصول المياه إلى الأراضي العراقية".
*انبطاح وضياع
منذ سنتين، وكثيرة هي الازمات التي عانى منها الشعب العراقي، فحكومة "المبخوت" لم تقدم له أي منجزا يذكر، بل اتجهت نحو كل ما هو يصعب من طرق عيشه، وعلى الرغم من التجاوزات التركية العديدة على العراق بدءا من احتلال مناطق شمال البلاد، وتكرار عمليات القصف، وصولا الى ملف المياه، الا انها لم تجرأ على "تحريك ساكن" والتزمت بموقف "الجماد".
من جانبه، أكد عضو تحالف الفتح محمود الحياني أن الحكومة التركية تتعمد قطع المياه عن العراق من خلال أقامة السدود التي تقلل من حصص العراق المائية.
ويضيف الحياني في حديث لـ/ المعلومة/ إن "حكومة الكاظمي مطالبة بالتوجه إلى المحاكم الدولية للمطالبة بالحصص القانونية من المياه"، داعيا الكاظمي بان "يكون له موقفا تجاه التعدي على الحصص المائية".
* ضحية الكارثة
كثيرة هي الاسباب التي تقف وراء جفاف اهوار العراق، سواء كانت تركيا او الحكومة العراقية، الا أن ما يجري في "جوهرة العراق" او "فينيسا الشرق الاوسط" تدمع له الاعين، ولاسيما ان المتضرر الاول والاخير هم "الريفيون".
النائب عن محافظة ذي قار محمود السلامي رأى أن جفاف الاهوار وصل لمراحل متقدمة وخطرة جدا، مما أدى إلى هجرة الكثير من القرى والمواطنين الذي يعيشون فيها.
ويبين السلامي في حديث لـ /المعلومة /، أن "المواطنين تكبدوا خسائر فادحة على مستوى الثروة الزراعية و الحيوانية في مناطق الاهوار بسبب نقص الحصص المائية وارتفاع درجات الحرارة أيضا".
ويتابع السلامي حديثه أنه "تمت مطالبة وزير الموارد المائية في اكثر من مرة لإيجاد صورة حل إلى هذا المناطق التي يشكل الماء 90% من حياتها اليومية لكن دون جدوى"، لافتا إلى أن" الوزارة لم تصل إلى حلول بديلة من اجل انقاد المواطنين الذي هجروا القرى بسبب التصحر".
وشهدت المساحات المزروعة انخفاضا كبيرا خلال العامين الماضيين بلغ اكثر من نصف المساحة المقررة، بينما سجلت زراعة الشلب تراجعا حادا من 200 الف دونم الى اقل من 10 الاف دونم.
انبطاح بغداد لانقرة في ملف المياه، بمثابة "الطلقة الاخيرة" في جسد العراق، فتركيا ستعمل على انشاء سد الجزرة من خلال علاقتها القوية مع رئيس مجلس الوزراء "المبخوت"؛ لمساومة البلد على ثرواته، أي بمعنى "النفط مقابل الماء". انتهى/25ر