"سومو" تتحدث عن فقدان نحو 5 آلاف برميل نفط بسبب زلزال تركيا.. وشبهات فساد تحيط بالموضوع
انفوبلس..
بعد وقوع الزلزال الأخير في تركيا، تضرّرت العديد من القطاعات، ومن أبزرها قطاع النفط، وخصوصاً ما حدث في ميناء جيهان التركي الذي يقع في منطقة محيطة بمركز الزلزال، ويمتلك هذا الميناء خطاً نفطيا متصلاً مع محافظة كركوك ما تسبب بتضرّر العراق اقتصادياً من الزلزال بطريقة غير مباشرة من جهة، وفتح تساؤلات وشكوك حول إمكانية وجود عملية فساد استغلت الزلزال لتمرّ دون ملاحظة.
وخط (كركوك-جيهان) هو خط أنابيب لنقل النفط يبلغ طوله 970 كم، يصل ما بين مدينة كركوك بالعراق وميناء جيهان في تركيا ويعتبر أكبر خط تصدير نفط خام في العراق، ابتدأ تشغيله عام 1976، ويتكون من أنبوبين؛ الأول بقطر 46 بوصة (1,120 مليمتر)، والثاني بقطر 40 بوصة (1,020 مليمتر)، وتبلغ السعة التصميمية للخط ما بين 500,000 إلى 1,100,000 برميل. ويحتوي خط الأنابيب على عدة محطات ضخ مزوّدة بعدّة مضخات في كل محطة.
وكالة "تريبيكا للشحن" كشفت أن العمليات في ميناء النفط التركي في جيهان توقفت بعد وقوع الزلزال على مقربة منه، مؤكدة أن الموانئ في جنوب شرقي تركيا تأثرت بالزلزال، وجرى الإبلاغ عن تأخيرات في العمليات.
وزارة الموارد الطبيعية بإقليم كردستان أعلنت يوم وقوع الزلزال أن حكومة الإقليم أوقفت عمليات تدفق النفط عبر خط الأنابيب التي تجري من حقول كركوك إلى ميناء جيهان، وأن تصدير النفط سيُستأنف بعد انتهاء فحص دقيق لخطوط الأنابيب.
وبحسب رويترز، فإن حكومة الإقليم تضخ 400 ألف برميل يوميا وأن حكومة العراق الاتحادية تضخ 75 ألف برميل يوميا عبر خط الأنابيب.
يوم أمس الثلاثاء، كشفت شركة تسويق النفط (سومو) عن حجم خسائر الصادرات النفطية العراقية في ميناء جيهان إثر الزلزال في تركيا، فيما أكدت السعي لإيجاد منافذ جديدة لنقل وبيع النفط العراقي.
وقال مدير عام الشركة علاء الياسري، إنه "حسب كتاب شركة نفط الشمال المرقم ع/51/41-5 /88180 في 15/02/2023 هناك كمية من النفط الخام المنسكبة من سقوف خزانات شركة نفط الشمال في ميناء جيهان نتيجة الزلزال تم تقديرها بحدود (4.823) برميل والتي تعتبر كمية مهدورة من جرّاء قوة قاهرة".
وأشار الى، أن "كمية الصادرات المخطَّط لها خلال شهر شباط 2023 لم تتأثر لوجود خزين من نفط خام كركوك في خزانات شركة نفط الشمال في ميناء جيهان حيث تم استئناف الضخ من محطة سارالو باتجاه ميناء جيهان التركي بتاريخ 10/02/2023 بعد بضعة أيام من وقوع الزلزال".
وحول تنوع منافذ نقل وبيع النفط العراقي، أكد الياسري، إن "وزارة النفط تعمل على تبنّي إستراتيجية فاعلة لأهداف البرنامج الحكومي تُفضي الى تحقيق خُطط الوزارة وأهدافها الإستراتيجية المتمثّلة في المحافظة على الموارد النفطية والاستخدام الأمثل لها وتطويرها وفق أفضل الممارسات لضمان استدامتها وتعزيز الاقتصاد الوطني في الإنتاج والتسويق".
وبيّن، إن "شركة تسويق النفط (SOMO) تسعى إلى توسيع آفاق التعامل في السوق النفطي العالمي وإيجاد آليات جديدة من خلال اتخاذ خطوات مدروسة لجدوى تبنّي مشاريع تسويقية من شأنها أن تُضفي العديد من المرونات التسويقية وتصريف الكميات المنتَجة من النفوط الخام العراقية المُعدَّة للتصدير وضمان طلب دائم على النفط العراقي في الأسواق العالمية وتعظيم الموارد قدر الإمكان ودعم الاقتصاد الوطني، والعمل جارٍ في إمكانية إيجاد منافذ جديدة تحقق الأهداف المرجوّة منها".
اللافت في الأمر، أن الحديث الوارد في بيان (سومو) عن فقدان العراق (4.823) برميل في ميناء جيهان -أي ما يعادل نحو 400 ألف دولار- لم يتم ذكره أو التطرّق له من قبل أي مصادر أخرى، حيث كشفت الأنباء العالمية بحديثها عن خسائر الزلزال المتعلقة بميناء جيهان وجود تسريب نفطي (صغير) في الميناء جرت السيطرة عليه بسرعة وهو خاص بالنفط القادم من أذربيجان إلى جيهان، بحسبما كشفت المتحدثة الرسمية باسم شركة بي.بي أذربيجان النفطية.
يأتي ذلك بعد فترة قليلة من تصريحات لعضو مجلس النواب مصطفى سند كشف فيها أن أطرافاً سياسية تحاول "خطف" شركة تسويق النفط (سومو)، فيما ألحق ذلك التصريح بتغريدة نشرها على صفحته الشخصية قبل يومين ذكر فيها "رغم أن طرح الخبر يسبب لي حرجاً سياسياً لكن لديّ عهد سابق وتحذير من خطف سومو من قبل الكتل السياسية ودعوت لحمايتها وعدم إدخالها التحاصص". مضيفاً، أن "سومو ذهبت باتجاه إحدى الكتل السياسية وهذا مؤشر غير صحيح وخطر على مستقبل الثروة النفطية أن يتم إقحام الأهواء السياسية في هكذا مؤسسة دولية ".
