صيف سياسي لاهب يشارف على الانتهاء والاستعداد يحين لـ"تقلّبات تشرين"
إنفوبلس/..
تعجُّ منصات التواصل الاجتماعي في العراق، لاسيما موقع فيسبوك، بعشرات التدوينات التي انهالت أمام أنظار المتصفحين على حين غرّة، بهدف خلق رأي سائد يتسلل إلى العقل الجمعي، يدعم فرضية إبقاء رئيس حكومة تصريف الأعمال مصطفى الكاظمي، لولاية ثانية في رئاسة الوزراء.
وعلى الرغم من التكذيب الرسمي لهذه الأنباء، إلا أن صفحات وهمية وأخرى تعود لناشطين مقربين من الكاظمي وفريق مستشاريه، وجّهت سيلًا من المعلومات “المضللة” تزعم وجود بوادر سياسية للتجديد لحكومة الأزمات.
ولم يُبقِ الكاظمي بابًا إلا وطرقه، سعيًا وراء التجديد في المنصب التنفيذي الأعلى في البلاد، الذي “يدرُّ ذهبًا” على “المبخوت وحاشيته”، كما يُحب العراقيون أن يسموهم في إطار السخرية والكوميديا السوداء.
وأشهر الكاظمي آخر أوراقه السياسية، عندما حَزَّمَ أمتعته استعدادًا لرحلة لم تكن مخصصة له من الأساس، إلى مدينة نيويورك الأمريكية، للمشاركة في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، المقررة نهاية الشهر الحالي.
وكان من المفترض أن يُمثّل العراق في هذه الاجتماعات، رئيس الجمهورية برهم صالح، إلا أن محاولات الكاظمي لفرض نفسه “وسيطًا”، جعلته يُعجّل في طلب الذهاب إلى نيويورك بدلًا من صالح.
وتأتي مساعي الكاظمي هذه، في الوقت الذي يطمح فيه لحصد تأييد إقليمي ودولي، لمنحه ولاية ثانية في المنصب التنفيذي الأعلى، الذي يُعَدُّ وفق التقسيمات المكوناتية التي حددها الدستور، استحقاقًا شيعيًا يُمنح للكتلة السياسية التي تُمثّل المكون الاجتماعي الأكبر في العراق.
وعن ذلك يقول عضو ائتلاف دولة القانون وائل الركابي، إن “الإطار ماضٍ في تشكيل حكومته بدعم من الشركاء السياسيين والمجتمع الدولي، الذي يدعم الاستقرار في العراق ولا يرضى بالفوضى”.
ويضيف الركابي أن “محمد شياع السوداني ما يزال المرشح الوحيد لدى الإطار، لرئاسة الحكومة الجديدة، وكل ما يتم تداوله في وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي، لا يعدو عن كونه مزاعم أو أمنيات”.
ويسعى الكاظمي في زيارته إلي نيويورك، لزج الأزمة السياسية العراقية داخل المحفل الدولي المهم، وذلك بغية عرض نفسه وسيطًا بزعم إنهاء التصدع السياسي، وتقديم تعهدات بعدم تكرار أحداث الخضراء، مقابل إعادة تكليفه برئاسة الحكومة.
وترفض أطراف سياسية عدّة في مقدمتها الإطار التنسيقي، الإبقاء على الكاظمي في رئاسة الوزراء، معللة ذلك بـ”التدهور الكبير” الذي شهده العراق، جراء “الإخفاقات المتكررة” لحكومة تصريف الأعمال.
وإلى جانب “الطمع بالولاية الثانية”، فإن الكاظمي ينوي إجراء مباحثات مع رئيس الولايات المتحدة جو بايدن، تخص الوجود العسكري الأمريكي في العراق، فضلًا عن عمل بعثة حلف شمال الأطلسي العسكرية الذي بدأ العام الماضي.
وبينما تقترب الذكرى الثالثة لتظاهرات تشرين التي تحل مطلع الشهر المقبل، ثمّة مصادر سياسية تحدّثت عن مساعي “مستشارين” مقربين من الكاظمي، للاستثمار في هذه الاحتجاجات المحتملة ومحاولة حرف بوصلتها، للضغط على إبقاء رئيس حكومة التصريف في منصبه.