طالباني يوجه ضربة جديدة للاهور جنكي.. اقتحام بستان واكتشاف أدلة على تأسيس ميليشيا!
انفوبلس/..
لم تهدأ نار الخلاف بين بافل طالباني ولاهور شيخ جنكي على رئاسة الحزب الوطني الكردستاني، حتى اشتعلت نار جديدة بعد اقتحام قوة من مديرية الأسايش لبستان تابع لشيخ جنكي، في مدينة السليمانية.
ضبط أسلحة ومخدرات وأدلة على تأسيس ميليشيات
وذكر بيان للأسايش، "بعد موافقة القاضي الخاص، قامت قوة مشتركة من قوات الأمن مساء الأربعاء، في السليمانية بمداهمة عدة بساتين وبعد التفتيش واتخاذ الإجراءات القانونية، ضُبطت عدة أسلحة (كاتمة للصوت) ومخدرات ممنوعة وأدلة على خلق قوى غير مشروعة (ميليشيا) خارج نطاق القوانين المعمول بها في المنطقة".
وأشار البيان إلى "القبض على عدد من المتهمين، وكان بعضهم مطلوبًا للمحكمة". مؤكداً، أن "القوات الأمنية اتخذت إجراءات قانونية وفتحت تحقيقاً بهذا الملف".
*جنكي يرد
هذه المجموعة غير الشرعية ستدفع ثمن أفعالها غير اللائقة
لكن مكتب الرئيس المُبعد من الاتحاد الوطني لاهور شيخ جنكي، فنّد مزاعم وجود قوات داخل البستان، قائلاً: إنه "لم يتم استخدامه من قبل أي قوة منذ عامين، ويوجد فيه عدد قليل من الناس من المنطقة يعملون كفلاحين".
وجاء في بيان للمكتب، أن "مجموعة غير شرعية برفقة قوة أمنية ودون أمر من القاضي ودون أي عذر داهمت بستان لاهور شيخ جنكي في قرية كلاسبي في السليمانية". مردفاً، "نلوم بافل طالباني وقوباد طالباني ونحمّلهما سلامة العاملين في البستان". متوعداً باتخاذ "جميع الإجراءات اللازمة ضد هذا الانتهاك للقانون".
وختم البيان، بالقول إن "هذه المجموعة غير الشرعية ستدفع ثمن أفعالها غير اللائقة وغير المقبولة وسيتم إحباط مؤامراتها في أقرب وقت ممكن".
*تصرف شخصي
أما مجلس أمن إقليم كردستان الذي يترأسه مسرور بارزاني، فقد نأى بنسفه عن العملية. مؤكداً، أنها أتت بـ"تصرف شخصي".
وقال المجلس في بيان، إن "مجموعة داخل الاتحاد الوطني الكردستاني ونتيجة لمشاكلهم الداخلية هاجمت مساء الأربعاء بستانا في قرية (كيلة سپي) واعتقلت عدداً من الأشخاص". موضحا، إن "هذا الاعتداء لم يكن له أي علاقة بالقانون والجهات الرسمية وكان قراراً حزبياً وشخصياً".
وأضاف البيان، إن "هذه الحركة تنمّ عن عدم احترام لسيادة القانون والمؤسسات الرسمية في إقليم كردستان".
*بداية قصة الخلافات
نهاية عام 2019 وبالتحديد يوم 12 من شهر كانون الأول، أعلن المؤتمر الرابع للاتحاد الوطني الكردستاني، كلاً من لاهور جنكي وبافل طالباني رئيسين مشتركين للحزب، وفي شباط من العام 2020، انُتخب بافل طالباني ولاهور شيخ جنكي، طالباني لرئاسة مشتركة للاتحاد الوطني، في خطوة أولى من نوعها شهدتها الأحزاب الكردية، حيث تم الاتفاق بين الطرفين على أن يسيّر نجل مؤسس الحزب، بافل طالباني الشؤون السياسية، بينما تُترك الملفات الأمنية لشيخ جنكي.
لكن سرعان ما برزت خلافات "شديدة" على السطح دفعت ببافل طالباني لعزل ابن عمّه لاهور من الرئاسة المشتركة، وتوترت الأوضاع في السليمانية وتبادل الجانبان الاتهامات وهدّدا أحدهما الآخر باللجوء إلى القضاء.
أما في 8 تموز/ يوليو من عام 2021، بدأ طالباني بعزل العديد من المسؤولين من المناصب الرئيسية، بما في ذلك رئيس وكالة الاستخبارات التابعة للاتحاد الوطني الكردستاني والمعروفة باسم "زانياري"، ووحدة مكافحة الإرهاب التابعة للحزب، وهؤلاء المسؤولون الذين تمت الإطاحة بهم كانوا في الأساس من عائلات المقرّبين من لاهور جنكي.
كما عزل بافل طالباني في نفس اليوم، شيخ جنكي من مهامه وهو ما اعتبره الأخير "مؤامرة" و"خيانة"، لكن وافق على التنازل عن مهامه مؤقتاً لحين حسم الخلافات داخل الحزب، ثم توجه إلى القضاء، لكن دعوته قد رُدَّت.
بعدها، تحرك المجلس القيادي في الاتحاد وألغى في الثامن من آب/ أغسطس 2022 نظام الرئاسة المشتركة للحزب، وانتخب بافل جلال طالباني رئيساً للاتحاد، وذلك بعد نجاحه في إبعاد ابن عمه لاهور الشيخ جنكي من الرئاسة المشتركة للحزب واتهامه بمحاولة تصفيته وقتله بالسّم.
*الديمقراطي لم يكن بعيداً
يُعد الاتحاد الوطني الحزب الثاني في إقليم كردستان من حيث الجماهيرية والتأثير، وأيّ تصدّع كالذي يحصل، يهزّ مناطق الإقليم الأخرى، وهذا ما أكده الحزب الديمقراطي الكردستاني من حيث إن هذه الأحداث تسببت بتوترات، وعدم استقرار، وأثارت القلق لدى السكان.
ليس ذلك فحسب، بل إن تأثيرات الصراع داخل الاتحاد امتدت تأثيراتها إلى الحزب الديمقراطي، وولّدت انقسامات عميقة داخل ذلك الحزب.
وفي هذا الصدد، كشف مصدر سياسي مطلع، أمس الأربعاء، عن حصول خلافات عميقة داخل الحزب الديمقراطي الكردستاني حول التصريح الأخير لسكرتير الحزب فاضل ميراني.
وقال المصدر، إن "التصريح الأخير لميراني خلال منتدى أربيل والذي أكد فيه بأن بافل طالباني هو الرئيس الوحيد للاتحاد الوطني أثار خلافات عميقة داخل الحزب الديمقراطي وخاصة مع النائب الثاني لزعيم الحزب ورئيس حكومة الإقليم مسرور بارزاني".
وأضاف، إن "مسرور بارزاني يصر على إعادة لاهور شيخ جنكي إلى السليمانية وإعادته لمنصبه وتطبيق الأحكام القضائية الصادرة من محكمة أربيل، فضلا عن تسليم الجُناة المتّهمين بحادث اغتيال الضابط في جهاز مكافحة الإرهاب هاوكار الجاف، الذي اُغتيل العام الماضي في أربيل".
وكان ميراني ــ وهو مسؤول اللجنة الادارية للمكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكردستاني ــ قد أكد خلال كلمته في منتدى أربيل الأسبوع الماضي، أن القضاء العراقي حسم الخلاف على رئاسة الاتحاد الوطني لمصلحة بافل جلال طالباني، مشددا على أن حزبه لن يتعامل إلا مع من يتفاوض معه وهو القيادة الجديدة للاتحاد.
وقال ميراني، إن "مجلس القضاء الأعلى والمفوضية العليا للانتخابات قد حسما الخلاف على رئاسة الاتحاد الوطني لصالح بافل جلال طالباني واعتبراه رئيساً للحزب". مبينا، إننا "نتعامل مع من يتفاوض معنا وهو القيادة الجديدة للاتحاد الوطني الكردستاني". مؤكداً، إن "الديمقراطي لن يفضل أحدا على ابني الرئيس العراقي جلال طالباني". داعيا، "الاتحاد الوطني إلى مصارحة حزبه ومكاشفته حول ما يراه تدخُّلاً في الشأن الداخلي".
وأشار، إلى أن “مقاطعة الآخرين ليس أمراً صائباً في عالم السياسة”. موضحاً، إن "الاختلاف لا يمنع الاجتماع، والمشاكل بين الديمقراطي والاتحاد الوطني لن تحل بالمقاطعة ولا بجلسة اجتماع واحدة".
وأضاف، إن "لجنة الانتخابات في الحزبين (الاتحاد الديمقراطي) قد اجتمعتا وتوصلتا إلى الاتفاق على 4 نقاط مهمة ولم تتبقَّ إلا واحدة، وهناك احتمال كبير لحل المسألة كلياً في الاجتماع الثاني، وهكذا دأب عليه الحال في حل مشاكلنا نحن والاتحاد الوطني".


