من بيع "البالة" إلى صاحب مصارف.. من هو حسن ناصر جعفر اللامي الذي أٌفرج عنه بكفالة مليارية؟
انفوبلس/...
استكمالا للخطوات التي تتخذها الحكومة العراقية برئاسة محمد شياع السوداني، ضمن ملف مكافحة تهريب العملة والمضاربة بالأسعار، أعلن جهاز الأمن الوطني، إطاحته بأحد أكبر مهّربي العملة إلى خارج البلاد، حيث ألقت قوة من الجهاز، في العاصمة بغداد، القبض على المدعو (رامي حسن ناصر) والمتهم بعمليات تهريب العملة إلى خارج العراق، بعملية تمت وفقاً لمذكرات قبض قضائية، ولا تزال الإجراءات التحقيقية جارية معه وفق القانون.
ويأتي اعتقال (رامي) بعد وقت قصير من اعتقال والده (حسن ناصر جعفر اللامي)، في 09 شباط 2023 في مطار بغداد، أثناء توجهه للسفر إلى عمان، وهو من الأشخاص المهمّين في القطاع المصرفي، ومُتّهم في عمليات تهريب الدولار خارج العراق، ثم إطلاق سراح الأخير، بكفالة مليارية وعقارية.
-
من بيع "البالة" إلى صاحب مصارف.. من هو حسن ناصر جعفر اللامي الذي أٌفرج عنه بكفالة مليارية؟
غطاء مخابراتي من الأردن
حسن ناصر جعفر (أبو رامي) يشغل منصب رئيس مجلس إدارة مصرف عبر العراق، وسما بغداد، والأمين العربية، التي أصبحت مصارف بعدما كانت مكاتب صيرفة عادية، ويمتلك مصرف نور العراق الإسلامي، ومصرف عبر العراق، ويُعد من أكبر مهرّبي الدولار، وأكثر التجار شراء له في مزاد العملة، وقام بشراء 40% من أسهم مصرف المتحد التابع لـ فاضل الدباس، وكان يشتري الدولار يومياً عبر البنك المركزي، من خلال غطاء سياسي من المخابرات الأردنية، ويُعد من أكثر الأطراف التي قامت بتهريب وشراء الدولار من المزاد البنك المركزي، عن طريق فواتير مزورة وغسيل أموال، والتحويلات المالية للأموال المهربة عن عمّان ودبي.
قبل عام 2003 كان (أبو رامي) مهرّباً بين العراق وعمان كسائق، ولا يملك شهادة، ويعمل والده بتجارة الملابس في الباب الشرقي ببغداد، فيما قامت الحكومة الاردنية سابقا بإغلاق شركته في عمان بالشمع الأحمر، بعدما وضعت يدها على عمليات غير قانونية كبيرة، خوفا على اقتصاد بلدها.
شركة بغداد للصرافة
وتؤكد مصادر مطلعة، أن "حسن ناصر جعفر اللامي، قام بتسجيل المئات من الشركات التجارية التي ليس لها أي مقر أو موظفين، بهدف تنفيذ عمليات غسيل الأموال، مشيرة إلى أنه "تمكن من فتح حسابات لهذه الشركات في عدة مصارف، وتمكن من الحصول على آلاف شهادات المنشأ من إحدى الغرف التجارية خارج عمان، مقابل مبالغ ملايين الدولارات دون أن يكون لتلك شهادات المنشأ أي أساس".
وبيّنت المصادر، أنه "قام بتجنيد ورشيّ موظفي البنوك من أجل التعاون اللاقانوني معه، وتخريب اقتصاد البلد، وقام بمزاولة نشاط شركة صرافة عراقية الجنسية، غير مرخصة بالعمل في الأردن، اسمها (شركة سما بغداد للصيرفة)، حيث كانت هذه الشركة تزاول أعمال غسل الأموال بشكل كبير وواسع في الأردن، وكان مقرّ هذه الشركة في إحدى طوابق شركة بغداد للصرافة".
وأوضحت المصادر، أن "حسن ناصر جعفر قام بمنع دخول موظفي البنك المركزي عندما كانوا يقومون بالتفتيش الدوري على شركة بغداد للصرافة، من دخول أحد الطوابق السرّية التي كانوا يشكّون بوجود موظفين وأعمال غير مرخّصة. مؤكدا أن "هذا الطابق فيه نشاط شركة سما بغداد للصيرفة التي كان يمارس من خلالها جرائم غسل الأموال بشكل كبير وواسع".
حصل حسن ناصر جعفر، على شهادة جامعية من فرع إحدى الجامعات الأجنبية في عمان، حيث حصل على البكالوريوس في إدارة الأعمال بشهر واحد فقط، من خلال المراسّلات بين فرع الجامعة في عمان والجامعة الأم، وهذه المراسَلات تمت بشكل رسمي مقابل دفع مبلغ مالية طائلة، بعد حاجته الملحّة لهذه الشهادة، للحصول على منصب رئيس مجلس إدارة مصرف (عبر العراق).
تحوّل (أبو رامي) من شخص لا يملك شيئا في عام 2006 إلى مافيا كبيرة تمتلك (400) مليون دولار وشركات صرافة في الأردن والعراق، مصارف محلية، ولديه أسطول من السيارات الفارهة أخرها سيارة ابنه التي تجاوز ثمنها (800) ألف دولار، وكان ابنه من الشخصيات المتعارف عليها بالإسراف المالي الكبير.
-
من بيع "البالة" إلى صاحب مصارف.. من هو حسن ناصر جعفر اللامي الذي أٌفرج عنه بكفالة مليارية؟
مجلس الأعمال العراقي
حسن ناصر جعفر اللامي من مؤسّسي (مجلس رجال الأعمال العراقي) الذي يُعد مرجعية اقتصادية، لرجال الأعمال والمستثمرين العراقيين في الأردن، والذي يرأسه ماجد علاوي حسين الساعدي، الشخصية المقرّبة من الحكومة الأردنية ولديه مواقف داعمة لحكومة المملكة، هو المؤسّس والرئيس التنفيذي ورئيس مجلس إدارة المجموعة الشرقية القابضة البريطانية في الأردن، وهو المسؤول عن هروب رجال أعمال عراقيين وجذبهم للأردن، وتحدثت عنه مجلة "المركب" الأردنية في 2015 تثمينا لمواقفه الداعمة للملكة، حيث ذكرت أن "الساعدي خلق استثمارات عراقية ضخمة حققت نجاحات في الأردن ودعمت خزينة الدولة وأنعشت سوق الأسهم وساهمت في تشغيل آلاف الأيدي العاملة الأردنية".