وزير التربية إبراهيم النامس بين فكّي كماشة.. تقدُّم يستعد لاستجوابه والحلبوسي يراهن على الإطاحة به
انفوبلس/ تقارير
صراع ووعيد، فضائح بدأ الحلبوسي بكشفها وواصل ابن جلدته هيبت بثّ أشرطتها، يراهن "الحلابسة" على الإطاحة بوزير التربية إبراهيم النامس وتوجيه ضربة قويةلسيّده مثنى السامرائي، فهل سيفشل الأخير في الدفاع عن رجله هذه المرة بعد التحشيد المنظّم لاستجوابه وإقالته؟
ماذا حدث؟
مؤخرا، أصبح وزير التربية إبراهيم نامس الجبوري بمرمى الانتقادات بسبب سوء إدارته للوزارة، وشرعت بعض الكتل السياسية لحملة لاستجوابه لكنها باءت بالفشل حتى تدخل الحلبوسي.
بداية تدخل الحلبوسي، كان قبل نحو أسبوع وتحديدا في عيد المعلم، عندما كتب تدوينة على منص+ته في "إكس" هنأ وهاجم فيها بنفس الوقت، لتتوالى ردود الفعل ويخرج بعدها هيبت الحلبوسي بتصريحات نارية ضد النامسليوقعوا بذلك صاحبه "مثنى السامرائي" بموقف محرج.. فهل يفشل الأخير في الدفاع عن رجله؟
الحلبوسي يهاجم
كما ذكرنا، في مطلع الشهر الحالي هنأ رئيس حزب تقدم، محمد الحلبوسي، المعلم العراقي في يومه، واستثمر المناسبة في الدعوة لإبعاد وزارة التربية عن أيدي مَن وصفهم بـ”الفاسدين الذين ينهبون مقدراتها وممتلكاتها” معتبراً أن قرطاسية التلاميذ “لم تسلم منهم” وفقاً لقوله.
وجاء في تدوينة الحلبوسي، "أسمى التهاني وعظيم الامتنان للأسرة التربوية والتعليمية بمناسبة عيد المعلّم، إنَّ عطاءكم المتواصل هو قوام نهضة المجتمع، ودوركم ركيزة أساسية لمستقبل مشرق، فالأوطان تبنى من خلال مؤسسة تربوية رصينة".
وتابع، "وفي هذه المناسبة أدعو كل الحريصين على البلد ومستقبل أجياله إلى إبعاد وزارة التربية ومؤسساتها عن أيدي الفاسدين الذين يتحكمون بمقدراتها، وينهبون ممتلكاتها وصناديقها ومطابعها وأراضيها، ويتلاعبون بكوادرها دون رادع، ولم تسلم منهم حتى قرطاسية التلميذ وكتابه".
هيبت يؤشر "الفساد"
بعد تغريدة الحلبوسي، بدأت الشخصيات السياسية السنية بمهاجمة وزير التربية بشكل علني، إذ أكد رئيس كتلة تقدم النيابية هيبت الحلبوسي، بأن الفساد المستشري في وزارة التربية يسرق حقوق الطلاب وينهب مقدرات التعليم.
وقال الحلبوسي في تدوينة بمناسبة يوم المعلم، إنه "في هذا اليوم، بكل فخر واعتزاز، نوجه الشكر لكل معلم يبني الأجيال ويحمل رسالة العلم، فأنتم أساس نهضة الأمم. لكن وسط هذا العطاء، يستشري الفساد في وزارة التربية، تُسرق حقوق الطلاب وتُنهب مقدرات التعليم بلا رادع. إلى متى يستمر العبث بمستقبل العراق؟".
الحلبوسي: ماضون باستجواب وزير التربية
توالت التصريحات "الحلبوسية" على مهاجمة وزارة التربية، إذ خرج هيبت الحلبوسي في تصريح خاص أكد فيه، أن استجواب وزير التربية ما زال مستمراً، مشيراً إلى وجود تجاوزات في الوزارة تتعلق بالانتماءات الحزبية.
وقال الحلبوسي في لقاء متلفز تابعته شبكة انفوبلس، إن "وزير التربية الحالي غير كفوء في إدارة الوزارة، وأنه ستتم إقالته في حال عدم قناعة أعضاء المجلس ورؤساء الكتل السياسية".
وأضاف رئيس كتلة تقدم، أن "المدارس أصبحت مجالاً للتفرقة، حيث إذا لم تكن تنتمي إلى حزب معين أو لم تنضم إلى حزب آخر، يتم إخراجك من عملك، هذه الظاهرة موجودة في وزارة التربية، وقد تحدثت مع رئيس الوزراء حول هذا الموضوع عدة مرات، كما تطرق ممثلونا في المحافظات لهذا الأمر".
وأشار الحلبوسي إلى أن "استجواب وزير التربية في البرلمان مستمر ويستند إلى المتابعة الجادة من قبل النائب أكرم العسافي، حيث تم التنسيق مع رؤساء الكتل السياسية وقادة البلد لمتابعة إجراءات الاستجواب".
وتابع قائلاً: "لقد تم الاجتماع مع رئيس المجلس وأخذ توقيع رئيس المجلس للمضي قُدماً في استجواب وزير التربية، وجمعنا حوالي 183 توقيعاً، وتم تحويلها إلى اللجنة القانونية لاستكمال الأسئلة والإجراءات الشكلية والقانونية، وقد تم الانتهاء من هذه الإجراءات. الآن، وعند استئناف عمل مجلس النواب، سيتم استجواب وزير التربية".
وفي ختام حديثه، قال الحلبوسي: "إذا انعقدت أول جلسة لمجلس النواب، وكان هناك عدم قناعة من أعضاء المجلس ورؤساء الكتل بوزير التربية، فسيتم إقالته من منصبه، هذا أمر يقيني بالنسبة لي، لأن الوزير غير قادر على إدارة وزارة التربية، وهي من الوزارات الأكثر أهمية".
توافق على الإقالة.. الحلبوسي يراهن
واصل هيبت الحلبوسي حديثه وراهن على إقالة النامسبعد أن أكد وجود توافق برلماني واسع على استجواب وزير التربية، تمهيدًا لإقالته من منصبه، بسبب مخالفات قانونية ارتكبها خلال فترة توليه الوزارة.
وقال الحلبوسي في تصريح صحفي تابعته شبكة انفوبلس، إن “الفترة المقبلة ستشهد استجواب الوزير داخل قبة البرلمان، على خلفية تحويله الوزارة إلى واجهة سياسية، وارتكابه تجاوزات قانونية في إدارتها”.
وأضاف، إن “الجبوري لم يكن منصفًا في توزيع الدرجات الوظيفية بين المحافظات، بل قام بتجيير الوزارة لصالح حزب عزم، وتسخيرها لخدمة قياداته”.
وأشار إلى أن “عددًا كبيرًا من أعضاء مجلس النواب يعتزمون التصويت على إقالته خلال جلسة الاستجواب المرتقبة في الأيام القليلة المقبلة”.
ما علاقة النامس والسامرائي؟
بعد كل ما ذُكر، لابد من ذكر الكتلة أو التحالف أو الجهة التي ينتمي إليها وزير التربية إبراهيم النامس، وعلاقته بمثنى السامرائي.
تجمع النامس والسامرائي علاقة وثيقة ناتجة من انتماء النامس لتحالف العزم والمجيء به وزيرا للتربية من قبل رئيس التحالف مثنى السامرائي.
وتدور العلاقة بين إبراهيم النامس ومثنى السامرائي حول شبهات فساد تتعلق بعقود طباعة الكتب المنهجية لوزارة التربية، حيث تتركز الشبهات حول صفقات وعقود تخص طباعة الكتب المنهجية يشتبه في وجود مخالفات وتلاعب فيها.
كما ووفق ما تم تداوله من معلومات، فقد مارس السامرائيضغوطا على النامس لمنحه عقود طباعة الكتب المدرسية، وكذلك إحالة ملف طباعة المناهج الدراسية الى شركاتخاصة تابعة له مثل مطبعة النهرين.
في النهاية، يؤكد مصدر سياسي تحدث لشبكة انفوبلس مفضلا عدم ذكر اسمه، أن السامرائي لن ينجح بالدفاع عن رجله (النامس) في حال أصرّت تقدُّم على استجوابه كونها أعدَّت العُدة لإقالته بعد الاستجواب وظفرت بتأييد غالبية الكتل السياسية، بما فيها بعض الكتل الشيعية.