يبدأ من بغداد وينتهي في الحنانة.. الحوار "المنتظر" هل ينهي عاصفة الخلافات؟
إنفوبلس/..
أيام معدودة تفصل العراقيين عن حقبة سياسية جديدة، يأمل الكثيرون أن تمهّد لحكومة كاملة الصلاحيات، تأخذ على عاتقها العبور نحو “بر التهدئة” بعد أيام عاصفة بالخلافات السياسية، التي كادت أن تُشعل فتيل “الاحتراب”.
ويترقّب الشارع العراقي، انتهاء مراسم زيارة أربعينية الإمام الحسين (عليه السلام)، للشروع في حوار سياسي جاد، يبدأ من بغداد وينتهي في الحنانة، تمهيدًا للإعلان عن موعد جلسة البرلمان المرتقبة.
وستكون الجلسة فيما لو عقدت، مقدمة لإنهاء الانسداد الذي يكاد أن يكون “انفلاتًا سياسيًا”، جراء المناكفات وتصاعد حدتها وانعكاسها على الشارع، حيث من المقرر أن تشهد هذه الجلسة انتخاب رئيس جديد للجمهورية.
وبحسب تسريبات سياسية، فإن القوى الكردية توصّلت إلى اتفاق لكنه مازال غير معلن، عن شخصية رئيس الجمهورية المقبل، الذي سيكون مرشحاً توافقياً بين الحزبين الرئيسيين.
وعلى غرار المفاوضات الكردية، تستعد القوى الشيعية لخوض جولة مفاوضات حاسمة، لتسمية مرشح رئاسة الوزراء، وفيما يعلن الإطار التنسيقي عن تمسّكه بمرشحه الوحيد محمد شياع السوداني، تشي مصادر سياسية بوجود نقاش قد يُمهّد إلى “مرشح تسوية”.
أكد الإطار في بيان نشره يوم الاثنين الماضي، تمسّكه بمرشحه لرئاسة الوزراء محمد شياع السوداني، وأشار إلى أنه توصّل لـ”تفاهمات متقدمة مع القوى الوطنية”، وأنه “يواصل الحوار مع جميع الأطراف لتنفيذ الاستحقاقات الدستورية”. وقال الإطار إنه سيواصل الحوار حتى “عودة المؤسسات إلى أداء مهامّها، وتشكيل حكومة كاملة الصلاحيات، حرصاً على تجنيب البلاد مزيداً من الأزمات”.
وأضاف أنه “سيبذل كل ما يستطيع من أجل الإسراع في تهيئة الظروف المناسبة وضمان مشاركة الجميع”، وأعلن “تقديره الكبير للموقف الوطني والدستوري لتحالف السيادة، والحزب الديمقراطي الكردستاني، بعد اجتماعهم في أربيل”.
ويعيش العراق أزمة سياسية منذ انتخابات تشرين الأول 2021، نتيجة خلافات حادة بين القوى الكردية على منصب رئيس الجمهورية من جهة، وبين القوى الشيعية التي اختلفت على آليات تسمية مرشح رئاسة الحكومة.
وعن ذلك، يقول المحلل السياسي أسامة السعيدي ، إن الخلاف الشيعي معناه توقف الدولة ويجب العمل على المشتركات، مبينًا أن قرار انسحاب الكتلة الصدرية يعبّر عن عصبية واستعجال، ولا أعوّل على الوساطات بين القوى التي تتجاهل الجمهور العازف عن المشاركة في الانتخابات.
ويضيف السعيدي، أن إقصاء الإطار لم يكن منطقًا صحيحًا لإدارة الدولة، من قبل بعض القوى السياسية وبمساعدة الكاظمي، الذي يحاول أن يطفو فوق الأزمات وليست لديه قراءة صحيحة.
وفي سياق متصل، أشار السعيدي إلى أن جمهور تشرين ليس راضياً على أداء الكاظمي، وأي تظاهرات تنطلق لاحقًا سوف تستهدفه شخصيًا، معتبرًا أن الإطار قد يكون محقاً بإزاحة الكاظمي.
ويأتي ذلك في الوقت الذي تستعد فيه لجنة ثلاثية مؤلّفة من الإطار التنسيقي والحزب الديمقراطي الكردستاني وتحالف السيادة، لإجراء زيارة مرتقبة إلى منطقة الحنانة في محافظة النجف، لإجراء “الحوار النهائي” مع زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، الذي من شأنه إنهاء حالة الانسداد المستمرة منذ ما يربو على 10 أشهر.