أزمة جديدة داخل مجلس نينوى.. الحاصود والنجيفي وجها لوجه
انفوبلس تقارير
شد وجذب، مقاطعة للجلسة يقابلها نفي للاتهامات، وهكذا.. يستمر مجلس نينوى بالأزمات حيث معضلة جديدة بعد الوحدات الإدارية تمثلت باستجواب رئيسه أحمد الحاصود والإصرار على إقالته، عبد الله أثيل النجيفي يقرر عدم الحضور، وآخرون يشعلون فتيل الأحداث، ماذا يحدث؟ يتساءل الجميع عن أسباب الخلافات المستمرة، انفوبلس شرحت الأزمة، من بدايتها حتى آخر بيان وذلك في سياق التقرير الآتي.
النجيفي يقاطع
أمس الأول الثلاثاء، أعلن عضو مجلس محافظة نينوى عبد الله أثيل النجيفي مقاطعته لجلسة المجلس، احتجاجاً على "امتناع رئيس المجلس عن استلام طلب استجوابه" المقدم من تحالف نينوى الموحدة، في حين نفى رئيس المجلس أحمد الحاصود، هذا الادعاء بشكل قاطع.
وقال النجيفي في منشور له على فيسبوك تابعته شبكة انفوبلس، إن "مجلس محافظة نينوى يعاني من خلل كبير في الإدارة وآليات العمل، ما أدى إلى تعطيل دوره وشلّ قدرته على خدمة المحافظة وأهلها".
وأضاف، أن "رفض رئيس المجلس استلام طلب الاستجواب ليس مجرد إجراء إداري، بل هو خطوة تؤكد استمرار الأزمة في إدارة المجلس"، مشيرًا إلى أن هذه الأزمة باتت واضحة لجميع الأعضاء بغض النظر عن توجهاتهم السياسية.
وبيّن النجيفي: أن "الرفض هذا يعكس حالة من سوء الإدارة، التي هي السبب الرئيسي فيما وصل إليه المجلس من تعطيل في أداء مهامه"، لافتا إلى أن جميع الأعضاء يجمعون على أن "سوء الإدارة" هو العامل المشترك في الأزمة الحالية.
الحاصود ينفي
بعد منشور النجيفي آنف الذكر، أكد رئيس مجلس محافظة نينوى أحمد الحاصود، أنه "لا صحة لما ورد على لسان عبد الله النجيفي"، موضحًا أن "المجلس لم يتسلم أي طلب رسمي بشأن الاستجواب حتى الآن".
وقال الحاصود في تصريح صحفي تابعته شبكة انفوبلس: "نحن ملتزمون بتطبيق القانون والدستور، لكننا لم نتسلم أي طلب رسمي حتى الآن، وإنما سمعنا عنه فقط من خلال وسائل الإعلام".
وأضاف، أن "الإجراءات القانونية المتبعة تتطلب أن يتم تقديم طلب الاستجواب بشكل رسمي حتى يتم البت فيه وفق السياقات القانونية المتبعة".
وفي تعليق على المقاطعة المستمرة من أعضاء تحالف "نينوى الموحدة" لجلسات المجلس، أكد الحاصود، أن "أعضاء نينوى الموحدة يتحملون مسؤولية المقاطعة المتعمدة للجلسات"، معتبراً أن هذا التصرف "لا يصب في مصلحة المواطن وأهالي المحافظة".
ودعا الحاصود، جميع الأعضاء إلى التعاون والعمل الجاد من أجل المصلحة العامة، موكدا أن تعطيل الجلسات يعوق اتخاذ القرارات التي تمس حياة المواطنين والخدمات العامة في نينوى.
وأكد، أن "المجلس سيواصل عمله ضمن الإطار القانوني وأنه سيبذل كل جهد لضمان سير عمل المجلس بما يخدم مصلحة نينوى وأهلها".
الجدل يحتدم
بعد تضارب تصريحات النجيفي والحاصود، احتدم الجدل داخل مجلس محافظة نينوى، الأمر الذي أدخل نائب رئيس المجلس وأحد أعضائها بشد وجذب حول استجواب رئيس المجلس.
وبهذا الصدد، قال نائب رئيس المجلس، محمد الجبوري، إن "الاستجواب إجراء رقابي ديمقراطي لا يستهدف أشخاصاً، بل يهدف إلى تقويم الأداء وفق القانون والنظام الداخلي للمجلس".
وأضاف الجبوري، أن "المستجوب لن يحنث بالقسم الذي أداه، وأن المساءلة تتيح للمستجوب طرح الأسئلة وعلى المسؤول تقديم التوضيحات اللازمة".
في المقابل، حمّل عضو المجلس عبد الله النجيفي، نائب رئيس المجلس محمد الجبوري، "المسؤولية المباشرة عن عدم وصول طلب الاستجواب"، مؤكداً أن "الجبوري يتحمل المسؤولية القانونية الكاملة دون أي مبرر، بعد استلامه طلب الاستجواب رسميًا من قبلنا".
وأضاف النجيفي، أن "القضية لن تمر دون مساءلة، مضيفًا: “لن يكون هناك تهاون، فالقضاء هو الفيصل بيننا".
كتاب استجواب رسمي
استمرت الأزمة داخل مجلس محافظة نينوى، حتى تلقت رئاسة مجلس محافظة نينوى، اليوم الخميس، كتابًا رسميًا لاستجواب رئيس المجلس أحمد الحاصود.
وبحسب وثيقة تم تداولها في بعض مواقع التواصل الاجتماعي، فإن "نائب رئيس مجلس محافظة نينوى خاطب رئيس المجلس بكتاب رسمي يتضمن طلب الاستجواب".
وتضمنت الوثيقة إشعاراً أنه "قدم طلب الاستجواب عضو المجلس عبد الله أثيل النجيفي عن كتلة نينوى الموحدة، ويشمل الكتاب توقيع ثلث أعضاء المجلس ويتضمن 18 سؤالًا".
"هذا وسيتم استجواب الحاصود في الجلسة المقررة يوم الأربعاء المقبل بحسب الوثيقة المتداولة".
مَن المستفيد مِن التجاذبات السياسية
يؤكد عضو مجلس محافظة نينوى، مروان الطائي، اليوم الخميس، أن التجاذبات السياسي لا تخدم المحافظة، داعيا الكتل السياسية في المجلس إلى الابتعاد عنها.
ويقول الطائي خلال حديثه عن الأزمة، إنه "على الجهة التنفيذية الابتعاد عن المجاذبات السياسية وفسح المجال للأوامر الإدارية والقضائية حتى تكون هي الحكم والفيصل بيننا فيما سنمضي به خلال الأيام المقبلة".
وأضاف، إن "هذه الإجراءات من أجل أن تكون محافظة نينوى بأفضل حال ونستطيع أن نقدم شخصيات إدارية تدير هذه الوحدات وألا يكون التعطيل حاضرا في كل شيء"، مؤكدا أن "هذه التجاذبات السياسية لا تولد سوى تعطيل قرارات المجلس".
