أكثر من 1.4 مليون دولار خلال 30 يوماً.. "انفوبلس" تفصّل الحملات الانتخابية الرقمية في العراق
انفوبلس/ تقرير
شهدت الساحة الانتخابية العراقية في الفترة الأخيرة نشاطاً مكثفاً على منصات التواصل الاجتماعي، حيث أصبح الإنفاق على الإعلانات الدعائية جزءاً أساسياً من الحملات الانتخابية للمرشحين والأحزاب السياسية.
بيانات شركة ميتا، التي تملك فيسبوك وإنستغرام وواتساب، أظهرت أن إجمالي الإنفاق على الحملات الدعائية عبر هذه المنصات في العراق تجاوز مليون و424 ألفاً و963 دولاراً خلال الفترة من 24 أيلول إلى 23 تشرين الأول 2025، معززة أهمية الشبكات الاجتماعية كأداة فاعلة في التأثير على الرأي العام.
الإنفاق الانتخابي على وسائل التواصل الاجتماعي
في غضون 30 يوماً، تم إنفاق أكثر من مليون و400 ألف دولار في العراق على الاعلانات الدعائية للمرشحين، كان معظمها في بغداد وأقلها في حلبية.
بحسب بيانات شركة ميتا، التي تمتلك فيسبوك وإنستغرام وواتساب، تم إنفاق مليون و424 ألفاً و963 دولاراً في جميع أنحاء العراق في الفترة من 24 أيلول إلى 23 تشرين الأول 2025. ووفقاً لبيانات ميتا، تم إنفاق 473 ألفاً و713 دولاراً من هذا المبلغ في غضون سبعة أيام (من 17 إلى 23 تشرين الأول 2025) خلال أيام الحملة الانتخابية.
وقال أمانج علي، صاحب شركة تكنولوجيا، إنه حتى الآن، لم يصبح استخدام وسائل التواصل الاجتماعي للحملات الانتخابية ثقافة بشكل عام، لذلك فإن مستوى الاستخدام من قبل القوائم والمرشحين ليس مرتفعاً جداً في العراق وإقليم كردستان.
أمانج علي، أشار الى أن تكلفة الحملات الانتخابية على وسائل التواصل الاجتماعي أقل مقارنة بطرق الحملات الأخرى، خاصة في الشوارع، لأنها تستهدف الناخبين أكثر من مرة. وأوضح أن استخدام الشبكات الاجتماعية للحملات الانتخابية يزداد سخونة ويزداد مستوى استخدامه في الأيام الأخيرة من الحملة الانتخابية.
وأشار أمانج علي أيضاً إلى أنه في العراق (بما في ذلك إقليم كردستان)، يتصدر فيسبوك جميع المنصات الأخرى للحملات الانتخابية، حيث لايزال فيسبوك يمتلك نمطاً إخبارياً مقارنة بالشبكات الأخرى.
بغداد تتصدر وحلبجة الأقل
يعكس مستوى الإنفاق على رعاية الدعايات الانتخابية على مستوى المحافظات التنافس السياسي، حيث تم إنفاق أكبر قدر من المال في الدوائر التي تشهد أكبر قدر من التنافس السياسي. وكان مستوى الإنفاق على رعاية الدعايات الانتخابية في غضون 30 يوماً من 24 أيلول إلى 23 تشرين الأول 2025 على النحو التالي:
بغداد342 ألفاً و573 دولاراً
نينوى120 ألفاً و574 دولاراً
السليمانية 81 ألفاً و458 دولاراً
البصرة 80 ألفاً و238 دولاراً
ذي قار 77 ألفاً و290 دولاراً
بابل 74 ألفاً و461 دولاراً
أربيل 72 ألفاً و570 دولاراً
النجف 71 ألفاً و672 دولاراً
ديالى 63 ألفاً و318 دولاراً
كركوك 48 ألفاً و981 دولاراً
صلاح الدين 46 ألفاً و660 دولاراً
الديوانية 46 ألفاً و208 دولارات
كربلاء 44 ألفاً و516 دولاراً
واسط 42 ألفاً و24 دولاراً
الأنبار 37 ألفاً و643 دولاراً
ميسان 35 ألفاً و165 دولاراً
دهوك 32 ألفاً و827 دولاراً
المثنى 30 ألفاً و844 دولاراً
حلبجة 3 آلاف و961 دولاراً
أي حزب سياسي أكثر إنفاقاً؟
بحسب بيانات شركة ميتا، في الفترة من 24 أيلول إلى 23 تشرين الأول 2025، وعلى مستوى العراق، تأتي صفحة محمود حسين في المرتبة الثانية حيث أنفقت 12 ألف و611 دولاراً، وتأتي في المرتبة الثالثة صفحة حركة حقوق - البصرة التي أنفقت 12 ألف و577 دولاراً.
تأتي صفحة تحالف "صقورنا" في المرتبة الرابعة بإنفاق 10 آلاف و836 دولاراً، وفي المرتبة الخامسة تأتي صفحة إعلام تحالف "صقورنا" التي أنفقت 10 آلاف و836 دولاراً على رعاية الدعايات الانتخابية.
فيما تأتي صفحة حركة حقوق - بغداد، في المرتبة السادسة بإنفاق 8 آلاف و984 دولاراً، وفي المرتبة السابعة تأتي صفحة تحالف صقورنا - ديالى التي أنفقت 8 آلاف و734 دولاراً على رعاية الدعايات الانتخابية.
وتأتي صفحة نوري المالكي، رئيس ائتلاف دولة القانون، في المرتبة الثامنة حيث أنفقت 8 آلاف و502 دولاراً، وفي المرتبة التاسعة تأتي صفحة نوري أحمد رحيم الشمري، مرشح قائمة السوداني، التي أنفقت 7 آلاف و369 دولاراً، وفي المرتبة العاشرة تأتي صفحة ائتلاف صادقون - البصرة، وهو الجناح السياسي لعصائب أهل الحق برئاسة قيس الخزعلي. أنفقت خلال تلك الفترة 7 آلاف و20 دولاراً.
الأحزاب السياسية الكردستانية
الأحزاب السياسية الكردستانية ومرشحوها على مستوى العراق أنفقوا أموالاً أقل على رعاية الدعايات الانتخابية مقارنة بالأحزاب العراقية ومرشحيها.
صفحة بناس دوسكي، مرشحة الحزب الديمقراطي الكردستاني في دهوك، هي الأولى في إقليم كردستان، حيث أنفقت 5 آلاف و803 دولارات على رعاية المنشورات السياسية. تليها صفحة بريار رشيد، مرشح الاتحاد الوطني الكردستاني في السليمانية، التي أنفقت ألفين و561 دولاراً.
مرشحون آخرون من الحزب الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني في معظم محافظات إقليم كردستان احتلوا المرتبة الأولى إلى الخامسة بشكل عام، حيث أنفقوا ما يصل إلى 1500 دولار أو أقل.
في 22 تشرين الأول 2025، اجتمعت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات في العراق مع شركة ميتا. وقال بلال أكرم، مدير دائرة الإعلام والعلاقات العامة في المفوضية العليا المستقلة للانتخابات في العراق وأحد المشاركين في الاجتماع، إن "إحدى القضايا التي تمت مناقشتها مع شركة ميتا هي تمويل حملات الدعاية الانتخابية للمرشحين عبر الشبكات الاجتماعية".
وأضاف: "طلبت المفوضية تزويدها بإحصائيات حول تمويل الحملات، كما طلبت فصل حسابات المرشحين الحقيقية عن الحسابات المزيفة".
ويمكن القول إن الحملات الانتخابية في العراق لعام 2025 شهدت تحولاً ملحوظاً نحو استخدام الشبكات الاجتماعية كأداة داعمة للانتخابات، مع تركيز الإنفاق على المحافظات الأكثر تنافسية مثل بغداد ونينوى والبصرة. ورغم ذلك، يبقى التواصل المباشر مع الناخبين الوسيلة الأكثر تأثيراً في تشكيل الرأي العام، بينما توفر الشبكات الاجتماعية سرعة الانتشار وإمكانية الاستهداف الذكي للناخبين.
كما تظهر البيانات أن الأحزاب العراقية الرئيسية والمرشحين الأفراد كانوا الأكثر إنفاقاً على الحملات الرقمية، فيما سجلت الأحزاب الكردستانية مستوى أقل نسبياً من الإنفاق، لكن مع تركيز واضح على الوصول إلى الجمهور عبر الوسائل الحديثة. ومع متابعة المفوضية العليا المستقلة للانتخابات لتمويل الحملات الرقمية، يبقى التحدي الأكبر هو ضمان نزاهة العملية الانتخابية ومنع أي تأثير مالي قد يشوه النتائج، خصوصاً في ظل ارتفاع الإنفاق الرقمي المتوقع مع اقتراب موعد الانتخابات.
في النهاية، يبدو أن الانتخابات العراقية 2025 ستشكل اختباراً حقيقياً لمدى تأثير الوسائل الرقمية على العملية الديمقراطية، ومدى قدرة المرشحين على الموازنة بين الحملات التقليدية المباشرة والإعلانات الرقمية لضمان الوصول الأمثل للناخبين، مع الحفاظ على النزاهة والشفافية في نتائج الانتخابات.

