استفتاء "انفوبلس".. اتهامات وتوقيت حساس: العراقيون يشككون بخلفيات حادثة معسكر صقر

انفوبلس..

تنشر شبكة "انفوبلس" نتائج استفتاء إلكتروني أجرته مؤخراً عبر منصّاتها الرقمية، بشأن الملابسات التي رافقت زجّ اسم المقاومة الإسلامية "كتائب حزب الله" في الحادثة المؤسفة التي وقعت قرب معسكر صقر جنوب بغداد، وما تبعها من ردود فعل إعلامية وسياسية واسعة داخل العراق.

وشارك في الاستفتاء 16,910 مصوّتين، وجاءت نتائجه النهائية لتكشف عن تصوّرات الشارع العراقي تجاه الحادثة ودلالاتها، وسط أجواء مشحونة سياسياً وأمنياً، وعلى بُعد أشهر قليلة من موعد الانتخابات المقبلة.

وبحسب نتائج الاستطلاع، فإن النسبة الأعلى من المشاركين – بلغت 51% (8.597 مصوتاً) – اعتبرت أن زجّ اسم "كتائب حزب الله" لم يكن عفوياً أو عرضياً، بل جاء ضمن نية مبيتة لتشويه صورة الكتائب وفصائل المقاومة عموماً، وذلك في إطار أوسع لخطة سحب السلاح من قوى المقاومة. ويرى هؤلاء أن الحادثة لم تُقرأ بمعزل عن المناخ السياسي الإقليمي، وخاصة الضغوط الأمريكية المتواصلة على الحكومة العراقية لتقويض مكانة فصائل المقاومة.

أما الرأي الثاني من حيث القوة، فعبّر عنه 31% من المصوّتين (5.258 مصوتاً)، حيث اعتبروا أن ما جرى هو تنفيذ لأجندات خارجية ورغبات أمريكية مباشرة، هدفها إرباك الداخل العراقي وتمرير مشاريع إعادة التموضع الأمريكي بعد انسحاب القوات القتالية، والترويج لفكرة أن السلاح خارج إطار الدولة يشكّل تهديداً للأمن الوطني، في محاولة لإقناع الرأي العام بضرورة تفكيك هذه الفصائل.

في المقابل، رأى 10% من المشاركين (1.712 مصوتاً) أن الأمر ناتج عن سوء فهم أو استعجال غير مقصود، ما يعكس تراجع الثقة الشعبية بروايات "الخطأ غير المقصود" أو "الالتباس"، خاصة في ظل تراكم سوابق إعلامية وسياسية مشابهة.

أما أقل نسبة، 8% من المشاركين (1.343 مصوتاً)، فذهبت إلى خيار أن الحادثة استُغلت بشكل مقصود لأغراض سياسية داخلية قبل الانتخابات، في إشارة إلى محاولات بعض القوى تصوير المقاومة كطرف يهدد الاستقرار الانتخابي من أجل كسب دعم جماهيري أو تحقيق مكاسب تفاوضية.

تعكس نتائج الاستفتاء حالة من التوجس العميق لدى شريحة واسعة من العراقيين تجاه الدور الأمريكي المتواصل في الشأن العراقي، وتحديداً ما يتعلق بالموقف من فصائل المقاومة. كما تُظهر أن غالبية المستطلعين – بنسبة تتجاوز الثلثين – يؤمنون بوجود خلفيات سياسية وأمنية مبيتة وراء الحادثة، سواء من قبل أطراف داخلية أو بدفع خارجي.

وتأتي هذه الأرقام في وقت تتكثف فيه النقاشات داخل الأروقة السياسية حول مستقبل الوجود العسكري الأمريكي، وسلاح الفصائل، وتوازن العلاقات الإقليمية للعراق، حيث يرى مراقبون أن الحادثة تمثل نقطة تقاطع خطيرة بين الأمن والإعلام والسياسة، ومحاولة لصناعة رأي عام موجه نحو قضايا محددة.

وتعكس نتائج هذا الاستفتاء، الذي أجرته انفوبلس، أهمية الإعلام الرقمي التفاعلي في قياس نبض الشارع، بعيداً عن الخطاب الرسمي أو التحليل السياسي التقليدي، ما يُبرز الحاجة المستمرة لرصد تحولات المزاج الشعبي في ظل بيئة عراقية معقدة ومتحولة.