التحالفات الانتخابية تبدأ مبكراً.. تحركات سياسية مكوكية هل ترسم الخارطة السياسية الجديدة؟
انفوبلس تخوض في التفاصيل
التحالفات الانتخابية تبدأ مبكراً.. تحركات سياسية مكوكية هل ترسم الخارطة السياسية الجديدة؟
انفوبلس/..
مع اقتراب الاستحقاق الانتخابي، بدأ المشهد السياسي العراقي يشهد حراكًا متسارعًا لترتيب الصفوف وتشكيل التحالفات، حيث تدخل القوى السياسية في سباق مبكر لإعادة تموضعها. بعض التحالفات تسعى لتعزيز مكاسبها، وأخرى تحاول تفكيك هيمنة الخصوم، فيما تبقى بعض الكتل في موقع المراقب بانتظار اللحظة المناسبة لحسم موقفها.
*نقاشات مستمرة
يقول القيادي في تيار الحكمة، فهد الجبوري، إن “أي نقاشات حول التحالفات الانتخابية، لا توجد لغاية الآن داخل الإطار التنسيقي أو على مستوى ائتلاف إدارة الدولة”.
ويضيف الجبوري، إن “هناك أحاديث يتم نقلها بين الاطراف السياسية عن وجود جهات سياسية داخل وخارج الإطار تسعى للتحالف مع رئيس الحكومة محمد شياع السوداني، لدخول الانتخابات المقبلة، وهي معلومات متداولة وليس هناك ما يثبتها واقعيا”، موضحا أن “التحالف مع السوداني لا يتم تداوله فقط على أنه سيكون من قبل أطراف سياسية كأحزاب، بل حتى عل مستوى المحافظين، وبالأخص المحافظات الجنوبية”.
ويتابع، إن “التحالفات السياسية أو التوافقات النهائية لغاية الآن غير مكتملة أو غير واضحة، باستثناء الموقف الواضح من قبل حركة عصائب أهل الحق، والذي أعلنه الأمين العام لها قيس الخزعلي، بأن حركة صادقون ستخوض الانتخابات منفردة، وهو أمر معلن منذ أشهر ومعلوم لدى الكتل السياسية”، معتبرا أن “حديث القيادي في الحزب الديمقراطي الكردستاني هوشيار زيباري عن وجود تحالف زعامات، ليس واقعيا، بل هدفه إحداث شرخ بين الأقطاب السياسية الآن خصوصا داخل الإطار التنسيقي”.
وبشأن تعديل قانون الانتخابات، يؤكد الجبوري، إن “تيار الحكمة لا يؤيد إجراء أي تعديل على القانون، لأن التعديل الاخير الذي أُجري على أساس نظام سانت ليغو وتم تطبيقه في انتخابات مجالس المحافظات يعتبر جديدا وكافيا، ولذلك ما يتم الحديث عنه بهذا الصدد لا يتعدى كونه آراء شخصية وليست نقاشات وتفاهمات مطروحة للجميع داخل الإطار التنسيقي”.
*تعديل قانون الانتخابات
من جهته، يبين النائب ورئيس كتلة تصميم المنضوية في الإطار التنسيقي، عامر الفايز، أن “الحديث الآن يدور حول تعديل قانون الانتخابات، ويجب حسم هذا الأمر، سواء بالذهاب نحو التعديل من عدمه، قبل الحديث عن التحالفات الانتخابية”.
ويتابع الفايز، أنه “لا توجد توافقات أو تحالفات مطروحة الآن بين أي جهات سياسية”، مؤكدا أن “الانتخابات ستجرى في تشرين الأول أكتوبر المقبل، ولغاية الآن لا توجد اتفاقات معلنة على القانون أو التحالفات السياسية بين أطراف الإطار التنسيقي أو مع رئيس الحكومة وغيرها مما يتم تداوله”.
ويلفت إلى أن “ما يتم طرحه في الإعلام هي توقعات أو تحليلات ليس أكثر، ولن تكون واقعية إلا بعد الاتفاق بشأن القانون ليتم بعدها الخوض بمسار التحالفات وتسميتها”.
وكان نواب قد أقروا بصعوبة تعديل قانون الانتخابات، بسبب الانقسام السياسي بين كبار الكتل السياسية، منوهين إلى أن كل طرف سياسي سيعمل على تمرير القانون وفق ما يخدم مصلحته الحزبية.
إلى ذلك، يرى القيادي في تحالف العزم، عزام الحمداني، أن “التحالفات الانتخابية ليس فيها بتّ للآن وهي بانتظار تعديل القانون أو الإبقاء عليه”.
ويؤكد الحمداني، أن “العزم لم يباشر بالخوض في الدخول بتحالفات سياسية استعدادا للانتخابات حتى الآن، لأن الجميع يترقب اجتماعات حاسمة بشأن تعديل قانون الانتخابات”، مؤكدا أن “أي مستجدات حول القانون أو التحالفات ستتضح بعد شهر رمضان بشكل كلي”.
ويشير إلى أن “تعديل القانون ليس مؤكدا حتى اليوم، وربما ستذهب الكتل نحو الاستمرار بالشكل الحالي نظرا لتجربة انتخابات مجالس المحافظات”.
*تحالفات مرهونة بتطورات المنطقة
من جهته، يقول عضو البرلمان العراقي، مختار الموسوي، إن "الأحزاب التي تتفق في الرؤى قريبة جداً من إعلان قوائم انتخابية موحدة".
ويوضح الموسوي، أن "الاستعدادات الانتخابية للأحزاب تبقى مرهونة بتطورات المنطقة"، مضيفاً أن "بعض الأحزاب اختارت التريث إلى حين معرفة ما ستؤول إليه الأمور، وتحديداً في ما يتعلق بالإجراءات الأميركية تجاه العراق".
*زيارات مكوكية
وشهدت محافظات كربلاء والنجف والبصرة والأنبار ونينوى وبغداد وواسط وذي قار، خلال الأيام الماضية، زيارات مكثفة لقادة قوى سياسية وأحزاب تحت غطاء حضور مؤتمرات ومنتديات واجتماعات قبلية ودينية مختلفة.
ووصف عضو تحالف الإطار التنسيقي، فاضل موات، الظهور المتكرر لقادة القوى السياسية في المدن والمحافظات خلال الأيام الماضية، بأنه "حراك سياسي مبكر لتشكيل التحالفات الانتخابية في العراق واختيار المرشحين الأقوياء". لكنه أكد في الوقت ذاته، وجود "انقسام داخل قوى الإطار التنسيقي، فهناك من يريد دخول الإطار بشكل جماعي عبر تحالف أو تحالفين، وهناك من يريد خوض الانتخابات بشكل منفرد، ولا اتفاق نهائيا بشأن ذلك"، لافتاً إلى أنه "حتى رئيس الوزراء محمد شيّاع السوداني، لم يحسم أمر تياره السياسي بشأن خوض الانتخابات بشكل منفرد عن قوى الإطار أو تحت مظلّة تحالف انتخابي كبير يمثل الإطار التنسيقي".
وبالنسب لموات، فإن "الحال ذاته ينطبق لدى البيوت السياسية السنية والكردية، فهناك حراك في ما بين تلك القوى بشكل غير معلن لرسم التحالفات الانتخابية في العراق بالمرحلة المقبلة، لكن لا اتفاق سياسيا في ما بينهم، فالوقت لا يزال مبكراً بشأن حسم المواقف من التحالفات الانتخابية، خصوصاً أن الكل ينتظر ما سيكون شكل قانون الانتخابات المرتقبة، حتى تحسم الكتل والأحزاب مواقفها بشأن التحالفات".
