الرئيس الإيراني يحط الرحال في بغداد نهاية الشهر الحالي.. انفوبلس تستعرض الأصداء وأبرز الملفات "المطروحة"
أول زيارة للعراق منذ تسلمه منصب رئاسة الجمهورية
الرئيس الإيراني يحط الرحال في بغداد نهاية الشهر الحالي.. انفوبلس تستعرض الأصداء وأبرز الملفات "المطروحة"
انفوبلس/ تقرير
من المقرر، وصول الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، إلى العاصمة العراقية بغداد، في نهاية أيار/ مايو الحالي، بزيارة رسمية ودعوة من قبل الحكومة العراقية، وسط حديث عن تصدر الملفات الاقتصادية والأمنية جدول أعمال الزيارة المرتقبة، إلى جانب التفاهمات السياسية والاتفاقيات المبرمة بين العراق وإيران في مختلف المجالات.
ويسلط تقرير شبكة "نفوبلس"، الضوء على تفاصيل زيارة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، المنتظرة إلى بغداد
بحسب وزارة الخارجية العراقية، فإنه تم البدء بترتيبات حكومية تمهيداً لزيارة رئيسي إلى بغداد، بما فيها تهيئة ملفات سيتم بحثها بين العراقيين والإيرانيين.
وأضاف مسؤول بالوزارة في اتصال عبر الهاتف ـ طالباً عدم الكشف عن هويته كونه غير مخول بالتصريح لوسائل الإعلام ـ بأن "وفوداً إيرانية ستتولى التحضير للزيارة مع الحكومة العراقية".
واعتبر أن "ملفات الحدود والحقول النفطية المشتركة، والتبادل بالمعلومات ومكافحة الإرهاب، والتصدي للجماعات الكردية الإيرانية المعارضة الموجودة في إقليم كردستان، ورفع تأشيرات الدخول بين الجانبين، وإقامة مدن صناعية مشتركة ومناطق تبادل تجاري، إلى جانب ملفات كثيرة يُنتظر أن يتم توقيع اتفاقيات بشأنها".
وحول موعد الزيارة، توقع المسؤول ذاته أنها "مسألة أسابيع لحين الانتهاء من تحضير الزيارة، في حال لم تطرأ أي تطورات بالمنطقة ناجمة عن التصعيد الإسرائيلي في غزة".
وستكون هذه أول زيارة لرئيسي منذ تسلمه منصب رئاسة الجمهورية في آب/ أغسطس 2021، وكان رئيسي قد زار العراق في السنوات الماضية بعدما كان في منصب رئيس السلطة القضائية الإيرانية.
ويقول عضو لجنة العلاقات الخارجية البرلمانية عامر الفايز، إنه "من المرجح وصول الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، إلى العاصمة العراقية بغداد، في نهاية أيار مايو الحالي، بزيارة رسمية ودعوة من قبل الحكومة العراقية".
للعراق علاقات مختلفة مع إيران بملفات اقتصادية وأمنية وكذلك اجتماعية، والعراق يسعى إلى تطوير تلك العلاقات بما يخدم العراق والوصول إلى تفاهمات في مختلف الملفات المشتركة بين البلدين بما يخدم مصالح العراق، وفقا لفايز.
ويشير الفايز إلى أن "الملفات الأمنية والاقتصادية سوف تتصدر زيارة رئيسي إلى العاصمة العراقية بغداد، كما سيتم بحث قضية دخول الإيرانيين للزيارات الدينية المقبلة في العراق، فهناك تنسيق عالي المستوى بهذا الملف بين بغداد وطهران، إضافة إلى ملفات أخرى مهمة تتعلق بالأوضاع في المنطقة وعموم العالم”.
وأعلن رئيس إقليم كردستان نيجيرفان بارزاني، يوم الثلاثاء الماضي، خلال مؤتمر صحافي تخلل زيارته إلى طهران، أنه من المقرر أن يجري رئيس الجمهورية الإيرانية إبراهيم رئيسي، زيارة رسمية إلى العراق من بينها إقليم كردستان من دون تحديد الموعد.
والتقى بارزاني، خلال الزيارة المرشد الإيراني الامام علي الخامنئي، ورئيس الجمهورية إبراهيم رئيسي، وكبار المسؤولين الإيرانيين لمناقشة علاقات العراق وإقليم كردستان مع إيران ومجالات التعاون المشترك بين الجانبين، حيث أعلن عن مرحلة جديدة في العلاقات.
وبحسب وسائل اعلام كردية، فإن رئيسي وعد بارزاني بالتدخل لحل الأزمة الإدارية والاقتصادية المتفاقمة بين بغداد وأربيل، بناءً على طلب الأخير.
بارزاني كان قد لجأ لهذا الخيار بعد انغلاق السبل أمامه، في ظل تنامي الأزمة المالية التي تضرب الإقليم، ووسط ضغوط سياسية كبيرة من بينها قرب إجراء انتخابات إقليم كردستان، التي أعلن الحزب الديمقراطي الكردستاني مقاطعتها، بحسب الوسائل.
الى ذلك، يبين عضو مجلس النواب عن الحزب الديمقراطي الكردستاني، محما خليل، ان زيارة الرئيس الإيراني الى العراق مبنية على معطيات وظروف المنطقة والعلاقات المهمة بين بغداد وطهران"، مُذكراً بـ"زيارة رئيس إقليم كردستان نيجيرفان بارزاني الى ايران".
ويضيف: "لدينا علاقات تاريخية مع ايران التي وقفت في كثير من الأحيان معنا منذ مقارعة النظام الديكتاتوري ومحاربة داعش".
ويؤكد خليل، أن "بغداد واربيل ترغبان بتطوير العلاقات مع طهران وهناك جهدا إيرانيا لتقليل الفجوات في المركز والاقليم"، معتبراً ان "زيارة رئيسي ستحل الكثير من الإشكاليات".
يشار الى أن الأمين العام للمقر المركزي للزيارة الأربعينية (الإيرانية) مير أحمدي، قد أعلن عن زيارة مرتقبة للرئيس الإيراني، إلى العراق دون أن يحدد موعدا لها، متطرقا لاتفاق مع العراق بشأن 50 قضية، بما في ذلك سهولة عبور الحدود، وتبادل معلومات جواز السفر الإيراني مع الجانب العراقي.
وزيارة ابراهيم رئيسي تأتي بعد قيام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في 22 نيسان أبريل الماضي، بأول زيارة رسمية له منذ أكثر من عقد إلى بغداد، التقى خلالها نظيره العراقي عبد اللطيف رشيد، ورئيس الوزراء محمد شياع السوداني، كما زار أربيل عاصمة إقليم كردستان، ناقش خلالها ملفات “طريق التنمية” والتعاون التجاري وصادرات النفط والملفات الأمنية بين البلدين فضلا عن تقاسم أفضل للمياه.
وقبل ذلك بأيام كذلك، كان السوداني، قد عاد من جولة في الولايات المتحدة، التقى خلالها الرئيس الأمريكي جوزيف بايدن، ووقع العراق على بروتوكول عمل مشترك بشأن صفقة عسكرية مزمعة بقيمة نحو 550 مليون دولار.
من جهته، يؤكد عضو لجنة الأمن والدفاع النيابية غريب عسكر، أن "مباحثات الرئيس الإيراني في بغداد، سوف تتركز على الجانب الأمني، ومتابعة تنفيذ الاتفاقية الأمنية ما بين العراق وإيران، وعملية ضبط الحدود بين البلدين، وغيرها من الملفات الأمنية".
ويبين عسكر، أن "ملف حرب غزة والتصعيد العسكري في عموم المنطقة، بكل تأكيد سيكون على طاولة حوارات الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، مع المسؤولين الإيرانيين، كذلك الملفات الاقتصادية المهمة خاصة المتعلقة بطريق التنمية، فإيران تعتبر شريكا استراتيجيا للعراق بمختلف الملفات".
ويلفت إلى أن "العراق يعمل على تطوير علاقاته الخارجية مع كل دول المنطقة والعالم، وهو يتخذ التوازن في كل علاقاته الدولية، ويرفض بأي شكل من الأشكال الدخول ضمن سياسة المحاور، كما هو يرفض أن يكون منطلقا للاعتداء على إيران وغيرها من دول الجوار والعالم".
يذكر أن حجم التبادل التجاري السنوي بين العراق وإيران يتجاوز 10 مليارات دولار لمختلف البضائع والسلع الغذائية والزراعية والصناعية، أغلبها لصالح الصادرات الإيرانية، بالإضافة إلى استيراد العراق الكهرباء والغاز منها.
وتتواجد في إقليم كردستان العراق، أحزاب وحركات كردية إيرانية معارضة تصفها طهران بأنها “تنظيمات إرهابية” مسؤولة عن عمليات تفجيرات تحدث بين وقت وآخر في إيران، كما يتهم الحرس الثوري الإيراني الإقليم بأنه يوفر ملاذات لجهاز المخابرات الإسرائيلي “الموساد” الذي يقف وراء التفجيرات.
ومنذ سنوات عدة تدفع السلطات الإيرانية باتجاه افتتاح الخط السككي لنقل البضائع إلى العراق ومنه إلى باقي دول المنطقة، وإلى جانب ذلك ترى طهران أن طريق التنمية العراقي الذي يربط الشرق بالغرب سيؤثر سلبا على مشروع الحزام والطريق الصيني الذي يمر بإيران.