edition
إنفوبلاس
  • الرئيسي
  • كل الأخبار
    • سياسة
    • أمن
    • اقتصاد
    • رياضة
    • صحة
    • محليات
    • دوليات
    • منوعات
  • اقرأ
  • شاهد
  • انظر
  • انفوغراف
  • كاريكاتور
  • بودكاست
  • بلغتنا
  • من نحن
  1. الرئيسية
  2. الأخبار
  3. سياسة
  4. السلطات عاجزة عن ضبط الفوضى: "المواكب الانتخابية" في الأنبار.. ديمقراطية على عجلات فارهة وسلاح...

السلطات عاجزة عن ضبط الفوضى: "المواكب الانتخابية" في الأنبار.. ديمقراطية على عجلات فارهة وسلاح موجَّه للشارع

  • 25 تشرين اول
السلطات عاجزة عن ضبط الفوضى: "المواكب الانتخابية" في الأنبار.. ديمقراطية على عجلات فارهة وسلاح موجَّه للشارع

انفوبلس/..

لم تعد الحملات الانتخابية في محافظة الأنبار مجرّد سباقٍ للبرامج والشعارات، ولا ساحة يتنافس فيها المرشحون على كسب ثقة الناس عبر الأفكار والخدمات، بل تحولت — في بعض أوجهها — إلى عروض استعراضية للمال والنفوذ، تتجسد في «مواكب طويلة» من السيارات الفارهة والحمايات المسلحة التي تجوب الشوارع وكأنها استعراض قوة عسكرية لا علاقة له بالانتخابات.

في الأيام الأخيرة، ومع اقتراب موعد الاقتراع النيابي، تتكرر المشاهد ذاتها في مدن الرمادي والفلوجة وحديثة وهيت: عشرات السيارات المظللة، بعضها مزود بأسلحة خفيفة ومتوسطة، ترافق مرشحاً يلوّح للناس من نافذة سيارته الفارهة، بينما تتكدس السيارات المدنية في طوابير خانقة، ويضطر المواطنون إلى التوقف أو تغيير مساراتهم لتفادي موكب لا يعرف أحد سببه سوى أنه "موكب انتخابي".

بين سخرية الناس وغضبهم، وبين عجز السلطات عن ضبط هذه الفوضى المموهة بعنوان الديمقراطية، تتكشف أزمة أخلاقية وسياسية عميقة: انتخابات في الشكل، واستعراض سلطوي في المضمون.

من التنافس إلى الاستعراض

الظاهرة التي بدأت على استحياء في بعض مدن الأنبار، سرعان ما تحولت إلى سلوك علني يفاخر به بعض المرشحين. إذ لم تعد الحملات تقتصر على نشر الصور واللافتات أو إقامة الندوات واللقاءات الشعبية، بل أصبحت المواكب المهيبة جزءاً من "الرسالة الانتخابية"، وكأنها إعلان يقول للناخبين: أنا الأقوى، أنا الأقدر، أنا صاحب النفوذ.

الباحث السياسي مهند الراوي وصف هذه الظاهرة بأنها "مقلقة وغير مسبوقة"، موضحاً أن "بعض المرشحين — وهم في الأساس من رجال الأعمال وأصحاب الأموال — بدأوا بتنظيم مواكب مسلحة تضم سيارات دفع رباعي مزودة بأسلحة ثقيلة كالرشاشات الأحاديات والبيكيسيات، في مشهدٍ يذكّر بمواكب المسؤولين الكبار أو قوافل الحرب، لا بحملات انتخابية في بلدٍ ديمقراطي".

ويضيف الراوي أن "بعض هؤلاء المرشحين يحصلون على عناصر حماية من جهات أمنية أو يستعينون بأفراد من العشائر لتأمين المواكب"، مؤكداً أن "المفوضية العليا المستقلة للانتخابات مطالبة بالتعامل بجدية مع هذه الانتهاكات التي تمسّ جوهر العملية الديمقراطية".

ويحذر الراوي من أن "هذه الممارسات تزرع الخوف في نفوس المواطنين وتفقد الانتخابات معناها الحقيقي، لأن المرشح الذي يخيف الناس لا يمكن أن يمثلهم".

ديمقراطية مُغلّفة بالعنف الرمزي

الناشط المدني نور الدين الحمداني يرى أن هذه المواكب لا تعبر عن الثقة بالنفس أو الرغبة في التواصل مع الناس، بل عن عقلية استعلائية تعتبر المنصب غنيمة والشارع مساحة استعراض.

ويقول الحمداني: "المواكب الطويلة ليست دليلاً على النجاح أو الشعبية، بل على غياب الوعي السياسي. إنها استعراض للمال والسلاح أكثر مما هي حملة انتخابية. المواطن البسيط الذي يشاهد سيارات المصفحات تمر أمامه لا يرى مرشحاً، بل يرى شخصاً يستعرض قوته عليه".

ويضيف أن "هذه المواكب لا تزعج الناس فحسب، بل تكرّس ثقافة الفوقية. المرشح الذي يختبئ خلف عشر سيارات مصفحة لا يقترب من الشارع، بل يعلن انفصاله عنه. كيف يمكن لمن يخاف من الناس أن يدّعي تمثيلهم؟".

ويرى الحمداني أن ما يحدث في الأنبار هو انعكاس لظاهرة أوسع على مستوى البلاد، حيث أصبحت الثروة والسطوة معياراً للهيبة السياسية، بدلاً من الفكر والكفاءة والنزاهة. "حين يتحول المرشح إلى زعيم قبيلة صغيرة مدججة بالسلاح، فهذه ليست انتخابات، بل إعادة إنتاج لثقافة السلطة القديمة في ثوب انتخابي".

إرباك مروري.. واحتقار يومي للمواطن

المواطن مهيمن الفهداوي عبّر عن غضبه من هذه الظاهرة قائلاً: "المواكب الانتخابية أصبحت مصدر إزعاج يومي. تمرّ في أوقات الذروة وتغلق الطرق لساعات، بينما الناس متجهون إلى أعمالهم أو مدارسهم. كل مرشح يريد أن يظهر قوته على حساب راحة المواطنين".

ويضيف أن بعض المواكب تمتد لأكثر من خمس سيارات، ترافقها صفارات الإنذار وإشارات المرور المتجاهلة. "نعيش في بلد يحاول أن يستعيد استقراره، لكن هذه التصرفات تُعيدنا إلى مشاهد الفوضى الأمنية. من المؤسف أن نرى من يسعى لتمثيل الناس يبدأ مشواره بإزعاجهم".

ويختم الفهداوي حديثه بمرارة: "في الدول المتقدمة، يزور المرشح الأسواق سيراً على الأقدام ويصافح الناس بيده، أما هنا فيبدو أن بعضهم يريد أن يُري الناس أنه أقرب إلى الحاكم منه إلى المواطن".

القانون في مواجهة الفوضى الانتخابية

من الناحية القانونية، يمنع قانون الانتخابات العراقي استخدام الموارد العامة أو القوات المسلحة أو النفوذ الرسمي في الحملات الانتخابية. لكن الممارسة في الميدان تكشف هشاشة التطبيق. فالكثير من المرشحين يوظفون علاقاتهم مع الأجهزة الأمنية أو الجهات السياسية لتأمين مواكبهم أو لإظهار نوع من الحماية الزائفة.

ويرى الخبير القانوني صادق الجميلي أن "هذه الظاهرة تمثل خرقاً واضحاً للمادة التي تحظر استخدام السلاح أو العتاد أو التشكيلات المسلحة في الحملات الانتخابية". ويضيف: "حين يظهر المرشح بمواكب مسلحة، فهو يوجه رسالة ضمنية إلى الناخبين بأن السلطة معه، وهذا يشكل ضغطاً نفسياً ينسف مبدأ المساواة بين المرشحين".

ويؤكد الجميلي أن المفوضية والجهات الأمنية مطالبتان باتخاذ إجراءات رادعة. "الصمت على هذه المظاهر يعني القبول بتحويل العملية الانتخابية إلى ساحة استعراض أمني، وهو ما يتناقض مع جوهر الديمقراطية".

انعكاس لأزمة ثقافة سياسية

المواكب الطويلة ليست مجرد مخالفة شكلية، بل هي تجسيد لأزمة ثقافة سياسية عميقة تضرب الجذور. فالمجتمع الذي يقيس المرشح بعدد سياراته أو مرافقيه، لا بعدد أفكاره أو إنجازاته، يعيد إنتاج المنظومة نفسها التي أوصلته إلى الإحباط.

الباحث الاجتماعي أياد الدليمي يصف الظاهرة بأنها "تحويل للانتخابات إلى مسرح للوجاهة". ويقول: "هذه المظاهر تعكس خللاً في العلاقة بين السياسي والمجتمع. بدلاً من أن يكون المرشح خادماً للناس، يظهر كسلطة فوقهم، يطلب الولاء لا الثقة".

ويضيف: "حين يرى المواطن أن الوصول إلى البرلمان يحتاج إلى ثروة ضخمة ومواكب مسلحة، فسيفقد الأمل في التغيير. وهذه هي أخطر نتائج الظاهرة: قتل الأمل في الديمقراطية".

بين الواقع والمثال

من المفارقات أن محافظة الأنبار — التي عانت لسنوات من الإرهاب والدمار — كانت أول من قدّم نماذج نزيهة للانتخابات بعد التحرير، حيث خرج الناس عام 2018 و2021 بأمل بناء مرحلة جديدة قائمة على الخدمات والمساءلة. لكن المشهد اليوم يوحي بأن بعض المرشحين لم يتعلموا من دروس الماضي، بل عادوا إلى عقلية "النفوذ والسلاح".

وفي الوقت الذي ينتظر فيه المواطنون برامج انتخابية تلامس معاناتهم اليومية — من البطالة إلى الخدمات إلى ملف التعويضات والإعمار — يختار البعض تلميع صورهم بأرتال السيارات الفارهة. وكأن الرسالة التي يوجهونها إلى الشارع تقول: لسنا منكم، بل فوقكم.

صوت الشارع.. بين الغضب والسخرية

على مواقع التواصل الاجتماعي، انتشرت مقاطع وصور تُظهر مواكب مرشحين تمر وسط ازدحامات خانقة، فيما يعلّق المستخدمون بسخرية مرة. كتب أحدهم: "إذا هيج يبدون، شلون راح يسوّون من يصيرون نواب؟". بينما قال آخر: "المرشح الحقيقي ما يحتاج طابور سيارات، يحتاج برنامج يخدم الناس".

هذه السخرية الشعبية هي شكل من أشكال الرفض السياسي الهادئ. فهي تعبّر عن وعي متنامٍ لدى الشارع الذي بات يميّز بين المرشح القريب من الناس وبين من يعتقد أن المنصب يشتري بالمال والضجيج.

أخبار مشابهة

جميع
توسع الوجود الأميركي في أربيل يشعل النقاش حول الأبعاد الخفية للمجمع الجديد

توسع الوجود الأميركي في أربيل يشعل النقاش حول الأبعاد الخفية للمجمع الجديد

  • 4 كانون الأول
تشظّي الهوية الكردية.. من خسائر الانتخابات إلى انتفاضة الهركية.. كيف انهارت الطاعة السياسية التقليدية في كردستان؟

تشظّي الهوية الكردية.. من خسائر الانتخابات إلى انتفاضة الهركية.. كيف انهارت الطاعة...

  • 4 كانون الأول
صفقة فرض الهيمنة.. كيف تتعارض عودة إكسون موبيل مع المصلحة الوطنية؟.. تحولات عميقة تحدث لأول مرة منذ 2003

صفقة فرض الهيمنة.. كيف تتعارض عودة إكسون موبيل مع المصلحة الوطنية؟.. تحولات عميقة تحدث...

  • 4 كانون الأول

شبكة عراقية اعلامية

  • الرئيسية
  • مقالات
  • فيديو
  • كاريكاتور
  • إنفوغراف
  • سياسة الخصوصية

جميع الحقوق محفوطة