العيساوي ينافس المشهداني على رئاسة البرلمان.. انفوبلس تكشف خارطة توجهات القوى السياسية؟
مَن سينتخب الشيعة والكرد والمستقلون؟
العيساوي ينافس المشهداني على رئاسة البرلمان.. انفوبلس تكشف خارطة توجهات القوى السياسية؟
انفوبلس/..
وضعت مهلة الإطار التنسيقي، القوى السنية أمام الأمر الواقع، وأجبرتهم على حسم اختيار مرشحيهم لرئاسة مجلس النواب بعد نحو 7 أشهر من الشد والجذب، فالتحالف السني الثلاثي (العزم، الحسم، السيادة) حسم أمره واختار سالم العيساوي رسمياً كمرشح للرئاسة، بينما اتفق تقدم مع "الصدارة" على محمود المشهداني لمسك مطرقة رئيس مجلس النواب.
انتهت مرحلة اختيار المرشحين، وحُددت جلسة الحسم بيوم السبت المقبل 18 أيار 2024، لكن تبقى موقف الكتل السياسية، فمَن سينتخب منهما الإطار التنسيقي؟ وماذا عن الحزبين الديمقراطي والاتحاد الكردستاني؟ وكيف سيكون موقف المستقلين؟
*آلية الاختيار
أوضح المتحدث باسم ائتلاف دولة القانون النائب عقيل الفتلاوي، آلية اختيار رئيس البرلمان الجديد من قبل كتل البيت الشيعي.
وقال الفتلاوي، إن "اختيار رئيس البرلمان الجديد يخضع للمزاجات والتقاربات السياسية بين مختلف الكتل والأحزاب، حيث إن مسألة دعم مرشح على حساب آخر تعود الى طبيعة كل كتلة سياسية".
وأضاف، إن "عدم قيام الأطراف السنية بدعم مرشح واحد لرئاسة المجلس، يدفع البيت الشيعي للتصويت لصالح المرشحَين المطروحَين لمنصب رئيس البرلمان، ومن يحصل على أغلبية الأصوات، فإنه سيظفر بالمنصب".
وبين، إن "الشيعة لن يتمكنوا من رفض المرشح الذي يحصل عليه إجماع سني، إلا أن الاتفاق داخل البيت السني غير موجود، وبالتالي فإن الفرقاء والكتل السياسية الشيعية ستكون لها حريتها في اختيار مَن تراه مناسبا لمنصب رئيس البرلمان".
*لمن سيصوت الإطار التنسيقي؟
يكشف عضو مجلس النواب محمد الصهيود، عن موقف قوى الإطار التنسيقي من التصويت على رئيس البرلمان القادم.
وقال الصيهود، إن "موقف الاطار التنسيقي لا يزال ثابتا بالتصويت الى محمود المشهداني خلفاً للحبوسي المُقال"، مشيرا الى أن "توافق تحالف الصدارة وحزب تقدم رغم الخلافات السابقة فإنه أُولى بوادر انتهاء أزمة التصويت على رئيس مجلس النواب الجديد".
وتابع، إنه "بحسب الاتفاقات السياسية فإن قوى الاحزاب الكردية ستصوت على اختيار المرشح الذي يدعمه حزب الحلبوسي"، مبينا أن "تحديد جلسة التصويت على بديل تمرير الرئيس الجديد تم بتوافق أغلب الكتل النيابية".
وأتم الصيهود حديثه: إن "الخلافات التي عصفت بالمكون السُني خلال الفترة السابقة إحدى الاسباب الرئيسية التي حالت دون حسم رئاسة البرلمان في الجلسات التي عُقدت"، مردفا أن "الطريق أصبح سالكا لتمرير المرشح محمود المشهداني في الجلسة المقبلة".
ويؤكد المتحدث باسم تقدم يحيى المحمدي، أن "السيد عمار الحكيم وهادي العامري والشيخ قيس الخزعلي داعمين لمرشح تقدم لرئاسة البرلمان، أما نوري المالكي فهو معروف بدعمه ترشح المشهداني لرئاسة مجلس النواب".
لكن أبو ميثاق المساري، القيادي في منظمة بدر ذهب في مسار آخر، وكشف عن وجود انقسام ما بين قوى الإطار التنسيقي بشأن دعم مرشح معين لرئاسة مجلس النواب، لافتا إلى أن أغلبية الإطار مع دعم المرشح سالم العيساوي ليكون رئيساً للبرلمان، مع وجود أطراف من الإطار تذهب مع المرشح محمود المشهداني لكن الأغلبية مع العيساوي.
وأوضح أن "حظوظ العيساوي هي الأعلى لانتخابه رئيساً لمجلس النواب خلال جلسة السبت المقبل، كون الأغلبية البرلمانية معه، ونتوقع أن الجولة الثانية ستكون هي الحاسمة لصالح سالم العيساوي".
وأضاف أن "الإطار التنسيقي كان ينتظر إجماعاً سنياً على دعم شخصية واحدة لرئاسة مجلس النواب، لكن هذا الإجماع لم يتحقق، وهذا ما سيدفع إلى تخويل نواب الإطار للتصويت لأي من المرشحين وفق المصلحة، وأغلبية نواب الإطار مع دعم العيساوي، ولهذا انتخابه سيكون في جلسة السبت".
*المستقلون والأحزاب الكردية
وبحسب مصادر سياسية مطلعة، فإن الحزبين الديمقراطي والاتحاد الكردستانيين سينتخبان مرشح تقدم لرئاسة مجلس النواب.
وأكدت المصادر، أن هناك انقساماً في صفوف النواب المستقلين، منهم من سيذهب إلى انتخاب سالم العيساوي، وآخرون يرون المشهداني هو الأنسب.
ولم تستبعد هذه المصادر، أن يتكرر ما حدث في الجولة الأولى من عروض وشراء ذمم بعض البرلمانيين للتصويت لصالح مرشح محدد.
*الحلبوسي.. لا حيلة في اليد
وفي خطوة مفاجئة أعلنت كتلة “الصدارة” البرلمانية ليل السبت الانضمام إلى تحالف “تقدم” بقيادة الحلبوسي، في قرار يهدف إلى إظهار أن الحلبوسي مازال مؤثرا، وأن ترتيبات رئاسة البرلمان تمر عبره، لكن في الحقيقة لا يعدو أن يكون الموقف حيلة ذكية لدفعه إلى التسليم بترشيح رئيس للبرلمان لا يتبعه ولا يقدر على توجيهه في المرحلة القادمة حتى لا يعرقل التفاهمات التي تمت بين “الصدارة” والإطار التنسيقي.
وذهب محللون إلى أن الحلبوسي اضطر إلى القبول بهذه الصيغة بعد أن فشل في اللعب على التناقضات وتمرير مرشح تابع له. وأكد القيادي في تحالف “عزم” حيدر الملا أن الحلبوسي أعلن تبنيه المشهداني رئيسًا لمجلس البرلمان “بعد أن أُغلقت الأبواب جميعها أمامه”.
*تمديد الفصل التشريعي
وعلى الرغم من تمديد المجلس لفصله التشريعي الأول - قبل 3 ايام - لمدة ثلاثين يوماً إضافياً، تحتدم خلافات "سُنّية - سُنّية" ووجهات نظر مختلفة بين قادة الكتل الشيعية المنضوية تحت تكتل "الإطار التنسيقي" نحو الأسماء المرشحة للمنصب واليد التي ستظفر بمسك مطرقة البرلمان.
ومنصب رئيس مجلس النواب من حصة السُنة وفقاً للعرف السياسي الدارج في العراق منذ تشكيل النظام السياسي بعد العام 2003، في حين يذهب منصبا رئيس الوزراء للشيعة، ورئيس الجمهورية للكرد.
وأخفق البرلمان في أربع محاولات لانتخاب بديل للحلبوسي بسبب عدم التوافق على مرشح واحد، في ظل التشظي السني وإصرار الإطار التنسيقي على ترشيح شخصيات جديدة أو الإبقاء على محسن المندلاوي، النائب الأول لرئيس البرلمان رئيساً بالوكالة.
يشار إلى أن ثلاثة مرشحين سُنة يتنافسون حالياً على المنصب، وهم سالم العيساوي، وقد حصل على 97 صوتاً خلال الجلسة الأولى التي عُقدت خلال شهر كانون الثاني/ يناير الماضي، ومحمود المشهداني الذي حصل على 48 صوتاً، وطلال الزوبعي الذي حصل على صوت واحد.