الهند تطلب من العراق بناء ضريح غورو ناناك.. ماذا تعرف عن الديانة السيخية؟
انفوبلس/..
بشكل رسمي، تقدمت السلطات الهندية بطلب إلى العراق لإعادة إعمار وبناء مقام ديني لأحد الفلاسفة المهمين للديانة "السيخية" بل ومؤسسها غورو ناناك، والذي يقع في بغداد.
وقالت شبكة "زي نيوز" الهندية، في تقرير إن مستشار الأمن القومي الهندي الجيت دوفال قدّم الطلب رسمياً لنظيره العراقي قاسم الاعرجي خلال زيارته إلى دلهي. وأكد دوفال للأعرجي أن أبناء الديانة السيخية رفعوا مراراً هذا الطلب أمام الحكومة العراقية خلال السنوات الماضية، مشيراً إلى أن الحكومة العراقية وعدت سابقاً بإعادة إعمار المقام في عامي 2007 و2008، لكنها لم تحقق ذلك.
وصرح رئيس مجلس السيخ مختار سينغ اسل أن وفداً من المجلس زار السفارة العراقية في الهند بشكل متكرر، حيث عقدت اجتماعات كثيرة خلال الفترة الماضية لحضّ السلطات على إعادة بناء المقام المقدس، مؤكداً أن التزام حكومة العراق بإعمار المقام سيكون بادرة إيجابية تعزز العلاقات العراقية الهندية.
يشار إلى أن المقام هو ضريح مؤسِّس ديانة السيخ الغورو ناناك، المعروف باسم "بابا ناناك"، الذي أسلم ودُفن قرب مرقد بهلول الكوفي في مقبرة الشوينزية في الكرخ ببغداد. وأعاد جنود السيخ اكتشاف المقام خلال الحرب العالمية الأولى وأُعيد بناؤه خلال الحرب العالمية الثانية.
ويُعد المقام ذا أهمية كبيرة لأبناء الديانة السيخية، لا سيما أن الغورو هو الفيلسوف المؤسس للديانة السيخية، ويعود تاريخ مقامه إلى زيارته لبغداد عام 1511 بعد الميلاد.
*ديانة السيخ
ولدت ديانة السيخ في إقليم البنجاب الذي يقع حاليا في باكستان والهند وكانت الديانتان الرئيسيتان في المنطقة الهندوسية والإسلام.
أطلقها غورو ناناك في القرن السادس عشر وكانت تعاليمه متميزة عن الإسلام والهندوسية.
وتبع ناناك خلفاؤه التسع من الغورو الذين نشروا ديانة السيخ خلال القرون التالية.
ولقب غورو يعني بالهندية "المعلم"، أما كلمة سيخ فتعني "التابع".
وكان غوبيند سينغ هو آخر غورو بشري فالسيخ اليوم يعاملون النصوص المقدسة باعتبارها الغورو الخاص بهم.
عقائد السيخ
يرى السيخ أن الإله واحد وهو بدون شكل أو جنس ولكل شخص القدرة على الاتصال مباشرة بالإله فهو داخل كل شخص والجميع سواسية أمام الله والحياة الطيبة تكون بالالتزام بالأمانة والعطف داخل المجتمع.
والتابع لهذه الديانة يجب أن يلتزم بثلاثة أمور وهي "نام جبنا" أي إن الله في العقل دائماً، و"كيرت كارنا" أي الالتزام بالأمانة دائماً، و"فاد شاكنا" اقتسام الرزق مع الآخرين. كما أن عليه الابتعاد عن الشرور الخمس وهي الشهوة والطمع والتعلق بهذا العالم والغضب والغرور.
وهناك خمسة تقاليد للسيخ تُعرف بالكافات الخمسة فهي جميعاً تبدأ بحرف الكاف وهي "كيش" وتعني عدم حلاقة الشعر إطلاقاً، و"كانغا أو كناها" وتعني وضع مشط صغير لتهذيب الشعر، و"كارا" وتعني وضع سوار فولاذي في المعصم، و"كيشارا أو كاشا" وتعني سروال متسع يضيق عند الركبتين، و"كيربان" ويعني خنجر يحمله السيخي لحماية نفسه ويُحرم استخدامه في إيذاء بعضهم.
ومن عقائدهم أيضا رفض الرهبنة، ورفض التعدد في الزواج، ولا توجد طبقية لديهم، كما يحرّمون لحم الأبقار. ومن أعيادهم عيد ميلاد غورو ناناك وعيد بيساكي (رأس السنة السيخية) الذي يوافق 15 أبريل/نيسان من كل عام.
*غورو ناناك
هو مؤسِّس العقيدة السيخية، وُلِد في الهند لأب هندوسي. وبعد أن أسس لعقيدته قام بجولات في البلاد للدعوة لدينه الجديد ووصل إلى بغداد وأقام بجوار مرقد بهلول الكوفي فترة طويلة؛ لأنه كان يعتبره ملهمه الأكبر. أضطره غزو المغول لبغداد لتوقيف رحلاته ليقضي بقية حياته في قرية كارتبور التي أنشأ فيها أول معبد للسيخ إلى أن مات هناك في 1539.
