بالأرقام التفصيلية.. مخاوف من السنوات العشر القادمة ترافق إعلان نتائج التعداد السكاني

انفوبلس..

أعلنت وزارة التخطيط، صباح اليوم، نتائج التعداد السكاني العام، مؤكدةً دوره في تشخيص القطاعات وتحقيق توزيع عادل للموارد. ويُعد التعداد، الأول منذ 40 عاماً، خطوة محورية في التنمية، حيث وفَّر بيانات دقيقة حول السكان، الاقتصاد، والخدمات، ما يمهد لتحسين التخطيط الاستراتيجي، وفي الوقت ذاته يكشف عن مخاوف مرتبطة بالمستقبل خصوصاً وأن ثلث السكان دون سن الـ 15 عاماً، فكيف ستحتويهم الدولة وتقدم لهم ما يحتاجون عند بلوغهم سن العمل؟

إعلان التخطيط

واليوم الاثنين، أكد وزير التخطيط العراقي، محمد علي تميم، في كلمة له خلال مؤتمر الإعلان النهائي لنتائج التعداد العام، الذي نظمته وزارة التخطيط أن مؤشرات التعداد السكاني ستساهم في تشخيص مختلف القطاعات وتوزيع الموارد بشكل عادل بين محافظات العراق.

وأوضح تميم، أن "التعداد السكاني يمثل قصة عراقية متميزة، ونحن نحتفي اليوم بإنجاز من أصعب المشاريع التي شهدها العراق، وهو نجاح تحقق بإصرار حكومي".

وأضاف، أن "هذه هي المرة الأولى التي يتمكن فيها العراق من إجراء تعداد سكاني بعد أربعة عقود، والنتائج ستساعد الحكومة في توزيع الموارد بشكل عادل بين جميع المحافظات".

كما أشار، إلى أن "الواقع التنموي سيكون مختلفا بعد إجراء التعداد، حيث توفر المؤشرات الجديدة معلومات حيوية حول المباني، النشاط الاقتصادي، التعليم، الخدمات، وغيرها من البيانات، التي ستسهم في تحسين أداء مختلف القطاعات". 

وقدم تميم، الشكر، على مستوى التعاون الجيد بين وزارتي التخطيط والسلطات التشريعية والقضائية، بالإضافة إلى الدعم المقدم من صندوق الأمم المتحدة للسكان والوكالات الأممية الأخرى، مشيرا، إلى أهمية التنسيق مع هيئة التعداد في إقليم كردستان لتحقيق نجاح هذا المشروع الوطني.

تجدر الإشارة إلى أن وزارة التخطيط أعلنت في وقت لاحق عن النتائج الأساسية للتعداد العام للسكان، حيث بلغ عدد سكان العراق 46 مليونا و118 ألف نسمة، وهو ما يمثل زيادة مقارنة بالنتائج الأولية التي أظهرت أن العدد كان 45 مليونا و407 آلاف نسمة.

كما قدمت الوزارة، استعراضا شاملا لأرقام مختلف الفئات الاجتماعية، بما في ذلك الوضع الاقتصادي، الزوجي، التعليمي، والسكني، مع تفاصيل خاصة لإقليم كردستان.

تفاصيل

وبحسب نتائج وزارة التخطيط، فإن عدد سكان العراق وصل إلى 46 مليوناً و118 ألف نسمة، والسكان توزعوا حسب البيئة بواقع 70.17% في الحضر و29.83% في الريف في العراق، و84.57% في الحضر و15.43% في الريف بإقليم كردستان.

وجاء التوزيع السكاني وفق الفئة العمرية في جميع المحافظات على النحو الآتي: دون الخامسة من العمر: 11.16%، أما دون سن العمل (5-14): 24.74%، أما في سن العمل (15-64): 60.44%، في حين 65 سنة فأكثر جاء بواقع: 3.66%. 

أما إقليم كردستان، دون الخامسة من العمر: 9.92%، أما دون سن العمل (5-14): 21.76%، بينما في سن العمل (15-64): 63.92%، أما 65 سنة فأكثر، جاء بواقع: 4.4%.

وبحسب الإحصاء السكاني، فإنه يبلغ متوسط العمر عند الزواج الأول 22.24 سنة، حيث يبلغ لدى الذكور 24.06 سنة، ولدى الإناث 20.7 سنة، أما العمر الوسيط للمتزوجين فهو 23 سنة للذكور، و20 سنة للإناث.

 

وجاء توزيع السكان حسب الحالة الزوجية في العراق كالتالي: 

أعزب/عزباء: 41.6%

متزوج/متزوجة: 54.01%

مطلق/مطلقة: 1.28%

أرمل/أرملة: 2.8%

منفصل/منفصلة: 0.24%

 

 أما السكان حسب الحالة الزوجية في إقليم كردستان، فجاء كالتالي: 

أعزب/عزباء: 41%

متزوج/متزوجة: 55.83%

مطلق/مطلقة: 0.66%

أرمل/أرملة: 2.18%

منفصل/منفصلة: 0.33%

 

 وحول معدلات الوفيات والخصوبة، فإن نسبة وفيات الأمهات لكل 100 ألف من المواليد الأحياء تبلغ 26.7% في العراق، وترتفع في إقليم كردستان إلى 34.3%.

أما معدل الخصوبة الكلي في العراق فيبلغ 3.9%، بينما ينخفض في إقليم كردستان إلى 3.5%.

 وبحسب التعداد، فإن نسبة السكان النشطين اقتصادياً (15 سنة فأكثر) تبلغ 41.61% في العراق، بينما تصل في إقليم كردستان الى 46.06%.

 

وجاءت نسبة العاملين في القطاع الحكومي والعام من إجمالي السكان النشطين اقتصادياً: 38.25% في العراق، و37.18% في إقليم كردستان.

 

ووفق التعداد، فإن نسبة الأمية في العراق، تبلغ بين السكان (عشر سنوات فأكثر) 15.31%، وترتفع في إقليم كردستان إلى 16.23%.

 

 أما نسبة الطلاب الملتحقين بالتعليم حسب المراحل (ابتدائي، ثانوي): الذكور: 51.5%، اما الإناث: 48.5%، كما يبلغ معدل الالتحاق بالتعليم الابتدائي 88% في العراق، ويرتفع في إقليم كردستان إلى 93%.

 

وتتوفر مياه الشرب داخل المسكن لـ 87% من السكان في العراق، و82% من السكان في إقليم كردستان. 

 

أما توزيع الأُسر وفق مصادر الكهرباء، فإنّ %98 في العراق و93% في إقليم كردستان يعتمدون على الشبكة العمومية، في حين أن %93 في العراق و93% في إقليم كردستان يعتمدون على مصادر أخرى.

 

وحول طرق التخلص من النفايات، فإن 58% من الأسر تعتمد على جامعي النفايات، أما 13% من الأسر تتخلص من النفايات عن طريق حرقها، "وهي من الملوثات المهددة للبيئة"، ما يدعو إلى "الحاجة إلى تحسين خدمات إدارة النفايات".

 

وتعتمد 49% من الأسر في إقليم كردستان و44% من الأسر في العراق على شبكة الصرف الصحي للتخلص من مياه الصرف الصحي المنزلية.

 

 وبحسب نتائج التعداد، فإن نسبة الأسر المالكة للوحدات السكنية تبلغ 72.15% في العراق، بينما تصل في إقليم كردستان إلى 70.19%.

تخطيط كردستان

إلى ذلك، اعتبرت وزارة التخطيط في حكومة إقليم كردستان، إنجاز التعداد العام للسكان في العراق، شكل نقطة تحول مفصلية، رغم كل الهواجس التي رافقت عملية تنفيذه.

وقال وكيل الوزير سيروان محمد، في كلمة له خلال مؤتمر الإعلان النهائي عن نتائج التعداد العام، إن "تنفيذ التعداد العام للسكان بعد 37 سنة من آخر تعداد غير شامل، يمثل نقطة تحول مفصلية في وزارتي التخطيط بالحكومتين الاتحادية والإقليم".

وأضاف محمد، إن "هيئة الإحصاء واجهت تحديات كبيرة لإجراء المسح الميداني للتعداد، وفي أكثر من جانب أبرزها الفني والزمني، لكن تمكنت من تنفيذ التعداد في موعده المحدد".

وتابع: "من أجل تنفيذ التعداد، كان لا بد من تجاوز الحاجز النفسي الذي كان مسيطر عليه منذ 14 سنة، والذي كان هابطاً بسبب سياسي في وقتها".

ولفت وكيل وزارة التخطيط الكردستانية، إلى أن تنفيذ التعداد في المناطق المتنازع عليها كان السبب الرئيسي في فشل إجرائه بعام 2010، لكن بغداد وأربيل عملتا بشكل مشترك لتفادي وقوع ما حدث في التعداد السابق".

ورأى أن "تنفيذ التعداد العام للسكان، وإزاحة العقبات أمامه كان له جانب آخر من تجاوز السنوات السابقة، وحلقة وصل مباشرة بين الحكومة الاتحادية والاقليم".

وخلص محمد، إلى القول إن "النتائج المعلنة للتعداد بينت أن التقديرات السابقة للهيئة كانت قريبة جدا ولو لم تكن متطابقة، وهذا دليل على العمل الدؤوب بهيئة الإحصاء، مختتماً حديثه بالإشارة إلى أن "الغاية من التعداد ليس تنفيذه فقط، وإنما تأسيس لمرحلة البرامج المقبلة".

لحظة محورية

فيما أكد صندوق الأمم المتحدة للسكان في العراق، أن نتائج التعداد السكاني التي أعلنت اليوم بالعراق ذات جودة عالية، فيما أشار الى أنه سيتم استثمار تلك النتائج لترجمته ببرامج تعود بالنفع للعراقيين.

وقالت ممثلة صندوق الأمم المتحدة للسكان في العراق، هند جلال، إن "تقديم النتائج الاساسية لتعداد السكان يعتبر لحظة محورية في تاريخ العراق، إذ يُعد أول تعداد شامل للنظرة الديموغرافية منذ 37 عامًا". 

وأضافت، إن "البيانات التي ستُقدم، ستكون ذات جودة عالية، مما سيمكن من صنع السياسات العامة وتقييمها وتتبعها، واتخاذ القرارات المبنية على البيانات، كما ستمكن هذه البيانات من تصميم برامج تحقق الأهداف الوطنية للعراق وتساهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة في البلاد".

وأكدت "نحن في صندوق الأمم المتحدة للسكان ملتزمون، ونفخر جدًا بدعم جهود الحكومة في هذا المجال، وسنستمر في دفع الجهود للاستفادة من نتائج هذا التعداد لترجمتها إلى برامج تعود بالنفع على السكان وتساهم في بناء عراق مزدهر ومتساوٍ".

مخاوف العقد القادم

وتعقيباً على إعلان التخطيط، كتب الخبير الاقتصادي منار العبيدي منشوراً على صفحته في فيسبوك، جاء فيه:

حسب بيانات وزارة التخطيط التي أعلنت عنها اليوم حول التعداد السكاني فإن نسبة السكان الذين تتراوح أعمارهم بين أقل من سنة و14 سنة يمثلون 35% من المجتمع

بعبارة أخرى ثلث مجتمع العراق لم يبدأ بالمطالبة بحقوقه في عمل وسكن ومستوى معيشة مناسبة.

خلال عشر سنوات أو الـ15 سنة القادمة سنحتاج إلى خلق وظائف تستوعب 34% من المجتمع. 

ماهي الخطط لتدريب ثلث المجتمع لدخول سوق العمل؟

ماهي القطاعات القادرة على خلق فرص عمل لاستيعاب هذه الكتلة البشرية؟

ماهي القوانين التي تضمن حقوق العمل لهذه الكتلة البشرية؟

ما هي البنى الاساسية لتوفير سكن وتعليم ناجح يتوافق مع حاجة السوق من الوظائف؟

كل المشاكل التي لدينا الآن لا تقارن بما سيحدث خلال العشر سنوات القادمة إن لم تبدأ الحلول من الآن لاستيعاب ثلث المجتمع العراقي.