تعرف على برويز ثابتي الذي رفع أنصار الشاهنشاهية صورته في ميونخ ومشروع نجل رضا بهلوي الاسود للمنطقة
انفوبلس/..
غاب عن المشهد العام لفترة طويلة، ظهر في الصحافة الأمريكية مرات متقطعة معرفاً عن نفسه كنائب رئيس جهاز الأمني السيء الصيت "السافاك"، بزمن حكم الشاه محمد رضا بهلوي في إيران، قدّم نفسه كصوت العقل في المؤسسة الأمنية الإيرانية، متبنيا سردية تناقض كل الشهادات التي سبق وأن قدمها مسؤولون سابقون في السافاك عن دوره في قتل وسجن المعارضين خلال العقد الأخير الذي سبق اطاحة حكم بهلوي.
عاد اسم ثابتي للظهور خلال الفترة القليلة الماضية، ليلفت أنظار الإعلام، بعدما نشرت ابنته صورة لها معه خلال تظاهرة للمعارضة الإيرانية في أميركا، مما دفع الحكومة الإيرانية لمطالبة واشنطن بتسليمه إليها، فيما تفاعلت قضية ظهوره في الرأي العام الإيراني بشكل كبير مثيرا زوبعة حتى داخل معسكر المعارضة الخارجية.
يوصف ثابتي بأنه الشخصية التي اخترقت كل أوجه الحياة في إيران، ولعل هذا الوصف يختصر الصعود الصاروخي للشاب المولود عام ١٩٣٦ في محافظة سمنان لوالدين من الطائفة البهائية، وكيف انتقل من كلية الحقوق في جامعة طهران ليصبح اليد الغليظة للشاه ضد معارضيه قتلاً وسجناً وفي بعض الأوقات تجنيدا.
يقول ثابتي إنه تربى في بيت بهائي لكنه لا يتبنى المعتقدات البهائية ولا أي دين آخر، بل هو في خضم اجابته عن انتمائه الديني، يصف الإسلام بأنه دين جاء إلى العرب وأن الفرس لديهم ثقافة ودين (الزردشتية) أكثر تقدما.
لم يكن ثابتي غريبا عن وسائل الإعلام خلال مدة نشاطه في السافاك، فقد كان الوجه الذي قدمه الجهاز الأمني ليتحدث باسمه ويدافع عنه كلما صعدت إلى السطح قضية حول انتهاكات السافاك لحقوق الإنسان، ومن الحوادث البارزة، قتل تسعة من المعارضين الإيرانيين في العام ١٩٧٥ والتي ادعى ثابتي إنهم قتلوا خلال مطاردتهم بعد هروبهم من السجن.
عمل مع الـ سي آي أي
يستذكر أخر رئيس للسافاك حسين فردوست، في مذكراته، ان ثابتي زاره قبل أشهر من الثورة وأخبره بنيته مغادرة البلاد واستقالته في آن، ويقول فردوست إن ثابتي أخبره أنه ذاهب للعمل مع وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية.
يصرح ثابتي إنه كان من أنصار وجهة النظر القائلة بضرورة التشدد مع المعارضين، ويشير الى أن التلكؤ في ذلك أدى إلى نحاج الثورة، رغما أنه في مواضع مختلفة أشار إلى أنه كان معارضا للكثير من السياسات التي انتهجها الشاه في الداخل، بما في ذلك الاحتفال بمناسبة مرور ٢٥٠٠ عاما على الملكية في إيران والذي أثار حينها الكثير من السخط بسبب البذخ والترف الذي مارسه الشاه في الوقت الذي كان فيه كثر من الإيرانيين تحت خط الفقر.
ولم يقتصر تأثر ثابتي في الداخل الإيراني خلال وجوده في جهاز السافاك، ووصل إلى لبنان، حيث شارك السفير الإيراني في بيروت حينذاك منصور قدر، خططا لاغتيال موسى الصدر معنويا من خلال بناء لوبي داخل الطائفة الشيعية، من رجال دين ونخب، يعارضون حضور الصدر وينشرون حوله الشائعات، ومن بين الوسائل المستخدمة نشر كتيبات تصف الصدر بالعميل الخارجي والفاسد ماليا، وتدور شكوك حول دور ثابتي في اغتيال نجل آية الله روح الله الخميني والمفكر الإيراني علي شريعتي.
نجل رضا بهلوي في مؤتمر ميونخ
ويحتشد معارضين للنظام الإيراني في ميونخ، لتأييد الاضطرابات واعمال الشغب التي وقعت في بعض المدن الإيرانية بالفترة الماضية، فيما استنكرت طهران، منظمي مؤتمر ميونيخ للأمن لدعوتهم نجل الشاه السابق لحضور الحدث الذي نظم في الأسبوع الماضي.
وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الإيراني، ناصر كنعاني "توجيه الدعوة إلى نجل دكتاتور مخلوع وهارب من الوطن للمشارکة بالمؤتمر، إهانة للشعب الايراني وتشويه سمعة وفضيحة كبيرة لمؤتمر يدعي أنه مؤثر في ضمن الأمن الدولي"، في أشاره الى رضا بهلوي، نجل الشاه الذي أطيح خلال الثورة الإسلامية عام 1979 بقيادة آية الله روح الله الخميني.
ودعي بهلوي (62 عاما) الذي يعيش حاليا في الولايات المتحدة، إلى مؤتمر ميونيخ للأمن حيث ألقى كلمة فيما استُبعد المسؤولون الإيرانيون في المؤتمر.
وانتقد كنعاني، منظمي المؤتمر لارتكابهم "خطأ فادحا عندما منعوا طرح آراء تختلف عن اراء الادارة الأميركية" لافتا إلى أن ذلك "تسبب في ضربة جوهرية وخطيرة لمصداقية مؤتمر ميونيخ للأمن" وأضاف "خطأ آخر هو أن منظمي هذا المؤتمر، بدلا من دعوة الجمهورية الإسلامية الإيرانية، أعطوا المنصة لأشخاص باتو معروفین لدى الجمیع".