شاهوز حسن لورد النفط الكردي في سوريا.. كيف يصدره بالتعاون مع أمريكا؟
انفوبلس/..
عراب تهريب النفط من سوريا، وأحد أذرع الولايات المتحدة، يساعدها في سرقة النفط، ويمهد الطريق لإخراجه من البلاد بطريقة غير شرعية، هو شاهوز حسن.
وشاهوز حسن المتحدر من محافظة الحسكة، هو قيادي عسكري في حزب العمال الكردستاني التركي (بي كا كا)، وقاتل في صفوفه في تركيا وإيران، وعاد مع اندلاع "الثورة" السورية ليقود إعلام حركة المجتمع الديمقراطي الكردي التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي. في عام 2017 جرى انتخابه مع عائشة حسو رئيسان مشتركان لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي في سوريا.
*واشنطن وقسد والنفط
لا يمكن مقاربة الوجود الأمريكي في سوريا والعراق من دون الأخذ بعين الاعتبار النفط المتواجد في كلتا الدولتين. فرغم إعلان الإدارة الأمريكية انكفائها من منطقة غرب آسيا عموماً، إلا أنها أبقت على تواجد موضعي في بعض الدول هدفه الحؤول دون خرق التوازنات على الساحتين الإقليمية والداخلية، كالعراق وسوريا؛ إضافةً إلى حماية المصالح الأمريكية كالطاقة الموجودة في سوريا، وخصوصًا في شرقي الفرات.
يبلغ إجمالي احتياطات سوريا من النفط نحو 2.5 مليار برميل، حيث يكتنز القسم الشمالي الشرقي لسوريا حوالي 95% منها. وتتولى شركةDelta Crescent Energy LLC ، بشكل أساسي السيطرة على استخراج هذه الآبار، بعد حيازتها على استثناء من الإدارة الأمريكية للعمل في الأراضي السورية.
وتسيطر قوات سوريا الديمقراطية أو ما تسمى "قسد" وهي الجناح العسكري لحزب الاتحاد الديمقراطي، على: حقل العمر أكبر الحقول النفطية سوريا، بالإضافة إلى حقل التنك ثاني أكبر الحقول في ذلك البلد، فضلاً عن حقل العزبة، في محافظة دير الزور. أما في محافظة الحسكة فإن "قسد" تبسط سيطرتها على حقل رميلان.
وتم الإعلان عن تأسيس قوات سوريا الديمقراطية في مدينة القامشلي، شمالي سوريا في 10 أكتوبر/ تشرين الأول 2015. وأصدرت هذه القوات بياناً للتعريف بنفسها جاء فيه "إنها قوة عسكرية وطنية موحدة لكل السوريين تجمع العرب والكرد والسريان وكافة المكونات الاخرى". كما لفتت إلى أنها تضم القوى العسكرية التالية: "التحالف العربي السوري وجيش الثوار وغرفة عمليات بركان الفرات وقوات الصناديد وتجمع ألوية الجزيرة والمجلس العسكري السرياني ووحدات حماية الشعب الكردية ووحدات حماية المرأة الكردية".
وتشكل "وحدات حماية الشعب" و "وحدات حماية المرأة" وهي قوى مسلحة تابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي العمود الفقري لقوات سوريا الديمقراطية التي تعرف اختصاراً باسم "قسد".
وتبسط قوات سوريا الديمقراطية سيطرتها على مساحات شاسعة من سوريا تتجاوز 35 ألف كيلو متر مربع من مساحة سوريا التي تبلغ 185 ألف كم مربع. فيما يبلغ تعدادها نحو 45 ألف مقاتل على أقل تقدير، أكثر من نصفهم من العرب حسب بيان لوزارة الدفاع الامريكية.
وتلقت هذه القوات أسلحة ثقيلة من الولايات المتحدة من بينها ناقلات جنود ومدافع هاون ورشاشات ثقيلة إلى جانب الذخيرة رغم المعارضة الشديدة من قبل تركيا التي ترى ان حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي في سوريا ليس سوى الفرع السوري لحزب العمال الكردستاني. كما تتلقى هذه القوات الاستشارة من قوات امريكية على جبهات القتال اضافة الى الدعم الجوي من قبل الطيران الامريكي خلال المعارك ضد تنظيم "داعش".
*شاهوز وأمريكا
يدعم حزب الاتحاد الديمقراطي، ورئيسها المشترك شاهوز حسن الوجود الأمريكي في سوريا بشكل مباشر وعلني، إذ قال في عدة مناسبات إنه "ينبغي أن يستمر الوجود الأمريكي في البلاد (سوريا) حتى يتم التوصل لحل سياسي للأزمة المستمرة منذ عام 2011".
ويساعد شاهوز القوات الأمريكية على سرقة النفط السوري وتهريبها خارج البلاد، فعلى الرغم من أن البنتاغون قد برر وجوده في سوريا منذ فترة طويلة من خلال “المخاوف من عودة ظهور داعش”، لكن الحقيقة أتت على لسان الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب باعترافه أن "السبب الوحيد" لإبقائه قواته في سوريا هو "أخذ" النفط و"الاحتفاظ به".
*مقاربة
في مقاربة العوائد النفطية لقوات سوريا الديمقراطية بحسب موقع OILPRICE فإن الإيرادات النفطية تفوق الـ 10 ملايين دولار شهرياً. في حين أعلنت وزارة النفط السورية في بيانٍ لها بتاريخ 10/8/2022 بأن كمية إنتاج النفط خلال النصف الأول من ذلك بلغت نحو 14.5 مليون برميل بمتوسط إنتاج يومي 80.3 ألف برميل يتم تسليم 14.2 ألف برميل منها يومياً إلى المصافي بينما تسرق قوات الاحتلال الأمريكي ومرتزقتها ما يصل إلى 66 ألف برميل يومياً من الحقول المحتلة في المنطقة الشرقية.
*إحصائية
نهاية عام 2022، قدمت الخارجية السورية إحصائية عن قيمة الخسائر المباشرة لاعتداءات القوات الأمريكية على أراضيها، بينها حجم خسائر النفط والغاز المسروق.
وجاء في بيان وزارة الخارجية السورية: "آخر الإحصاءات تبرز أن قيمة الخسائر المباشرة لاعتداءات القوات الأمريكية والميليشيات والكيانات الإرهابية التابعة لها على الأراضي السورية قد بلغت 25.9 مليار دولار، ناجمة عن سرقة النفط والغاز والثروات المعدنية بقيمة تقدر بـ19.8 مليار دولار، وتخريب وسرقة المنشآت بـ 3.2 مليار دولار، إضافة إلى الأضرار الناجمة عن قصف طيران ما يسمى بالتحالف الدولي اللاشرعي للمنشآت النفطية والغازية بقيمة تقدر بـ 2.9 مليار دولار".
ولفتت الخارجية إلى أن الخسائر غير المباشرة تتجاوز الـ86 مليار دولار، وهي تمثل قيمة فوات الإنتاج (النفط الخام، الغاز الطبيعي، الغاز المنزلي، مشتقات نفطية، ثروات معدنية) نتيجة انخفاض الإنتاج عن المعدلات المخططة في ظروف العمل الطبيعية، وبالتالي فإن إجمالي قيمة خسائر القطاع النفطي السوري قد بلغ 111.9 مليار دولار.
ونددت الخارجية بالنهب المستمر لثروات وخيرات سوريا من قبل القوات الأمريكية: "قوات الاحتلال الأمريكي والميليشيات المرتبطة به تواصل نهبها المنظّم للنفط والقمح وغيرهما من الموارد الأساسية والثروات الوطنية للشعب السوري"، مطالبة المجتمع الدولي "بالتحرك العاجل واتخاذ الإجراءات اللازمة لوقف النهب، ووقف انتهاكات القانون الدولي وأحكام الميثاق التي ترتكبها الولايات المتحدة وحلفاؤها، وضمان التعويض عنها، وإنهاء الوجود اللاشرعي للقوات الأمريكية، وإعادة حقول النفط والغاز التي تحتلها تلك القوات للدولة السورية، والرفع الفوري وغير المشروط للإجراءات القسرية اللاشرعية، بما يتيح الارتقاء بالوضع الإنساني وتوفير الظروف المناسبة للعودة الطوعية الآمنة والكريمة للمهجرين واللاجئين إلى وطنهم".


