صراع باسم خشّان وأحمد منفي مستمر.. ملفات فساد كثيرة على الطاولة والسوداني أمام اختبار حقيقي
انفوبلس/ تقرير
سنوات ولايزال الصراع الدائر بين محافظ المثنى أحمد منفي جودة والنائب باسم خشان مستمراً، حيث يتبادل الطرفان التُّهم بقضايا تتعلق بالفساد المالي والإداري عبر التغريدات والبيانات الرسمية، فضلا عن اللقاءات التلفزيونية المستمرة، ما يضع رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني أمام اختبار حقيقي لإنهاء الصراع.
من هو باسم خشان؟
باسم خشان سياسي ومحامي وناشط مدني عراقي، وعضو في مجلس النواب العراقي لدورتين على التوالي.
كما يُدير خشان منظمة "عيون على القانون" وقدّم خلال عامين 350 ملفاً حول فساد موظفين ومسؤولين إلى هيئة النزاهة ومجلس محافظة المثنى، وكسب دعاوى ضد مسؤولين من بينهم مدير عام صحة المثنى، كما صدر بحق خشان ثلاثة أحكام بالحبس بسبب نشاطه المدني وهذه الأحكام تم نقضها جميعاً.
شارك في انتخابات مجلس النواب العراقي عام 2018 عن تحالف سائرون في محافظة المثنى، وحصل على أكثر من 19,500 صوت ولكن تم استبعاده عن طريق الخطأ، وفي عام 2019 قررت المحكمة الاتحادية العليا تسمية باسم خشان، عضواً في مجلس النواب، بدلاً عن النائبة عن تحالف سائرون رفاه العارضي وذلك على خلفية طعن تقدّم به خشان إلى المحكمة ضد المفوضية العليا للانتخابات، وبعد فوزه انسحب من تحالف سائرون متهماً اياهم بمصادرة حقه كنائب فائز وإصدار تعليمات تمنع دخوله إلى مجلس النواب. شارك في انتخابات مجلس النواب العراقي عام 2021 كمستقل في الدائرة الأولى في محافظة المثنى، وحصل على 11,755 صوتا وفاز بعضوية مجلس النواب للدورة الثانية على التوالي.
تعرض باسم خشان للتهديد عدّة مرات من أتباع مقتدى الصدر بعد انتقاده لأفعال وقرارات الصدر. وتعرّض لاعتداء مسلح يوم 14 آب 2022 في قضاء عفج في محافظة الديوانية من قبل مجموعة من أتباع الصدر، واتهم خشان سرايا السلام بالاعتداء عليه وعلى شقيقه واثنين من أولاد عمّه.
من هو أحمد منفي؟
تسلّم منصب محافظ المثنى منذ عام 2018 وكان عضواً في مجلس محافظة المثنى منذ سنة ٢٠٠٩، كما كان عضوا في المجلس البلدي الذي تورّط بسرقة أموال المولّدات المستعملة بعد تسلّمها خلافا للقانون من مديرية كهرباء المثنى.
*مسلسل الصراع بين باسم خشّان واحمد منفي
يعود الصراع الدائر بين الطرفين إلى عام 2016، لكن اشتدّ في عام 2021، عندما شنّ محافظ المثنى، أحمد منفي، هجوما حادّاً على الناشط باسم خشان وشقيقه في (24 آذار 2021) عبر أحد البرامج التلفزيونية، متهماً إياهم بالفساد واختلاس أموال من الدولة قيمتها 180 مليون دينار، فيما أكد أنه أقام شكوى ضد (خشان) وانتهت بشموله بقانون العفو العام.
وفي (25 آذار 2021) توعّد خشان، بالرد على محافظ المثنى، أحمد منفي، على خلفية تصريحاته الأخيرة ضده (خشان).
وقال خشان، إن "المحافظ منفي صعّد من الموقف تجاهي خلال الفترة الأخيرة لرغبته بحرف مسار التظاهرات المطالبة بتغييره وجعلها على أنها شخصية بيني وبينه". لافتا، إلى أنه "يملك ما يكفي من الأدلة التي تُبطل أقواله كافة التي أدلى بها في تصريح تلفزيوني يوم أمس".
وبيّن، إن "قضية خروجي بالعفو العام نتيجة شكوى ضدي أقامها المحافظ، هي بالأساس دعوى وإخبار كاذب قام به منفي متهماً إياي (برجمه بالحجارة) في إحدى التظاهرات التي هاجمه فيها المواطنون". موضحا، إن" الدعوى نُقلت للنجف بعد حصولي على براءة من محكمة استئناف المثنى، حيث إن نقلها الى النجف تطلب إعادة التحقيق فيها من جديد، الأمر الذي دفع المحافظ إلى تنازله عملاً بنصيحة أحد المحامين لغرض شمولها بالعفو، حتى لا يُقال إن منفي خسر الدعوى مرتين أمام القضاء".
وأضاف خشان، إن "المحافظ متورّط حاليا بصرف 20 مليار دينار عراقي لمقاولين نصّابين في دائرة صحة المثنى، من أجل شراء أجهزة ومستلزمات طبية لا فائدة منها للدائرة، فضلا عن أن أسعارها فاحشة ومُبالغ فيها كثيرا".
وبعد ذلك، اتهم باسم خشان في نيسان من عام 2021، محافظ المثنى أحمد منفي جودة، بالوقوف وراء اختطاف الناشط في المحافظة حيدر خشان وتهديده بالتصفية الجسدية.
وقال خشان، إن "عصابة محلية في محافظة المثنى قامت باختطاف الناشط حيدر خشان، وهذه العملية يقف خلفها المحافظ أحمد منفي جودة، خصوصاً أن العصابة طلبت من الناشط ترك التظاهرات التي تدعو إلى إقالة المحافظ وعدم الترويج لها، كما قامت بتهديد خشان بالتصفية الجسدية في حال لم يستجِب إلى مطالب الجهات التي قامت باختطافه".
وأضاف، إن "محافظ المثنى أحمد منفي جودة، حاول في وقت سابق، إغراء الناشط حيدر خشان، بالأموال مقابل ترك التظاهر ضده، لكن الناشط رفض تلك الإغراءات، ولهذا قام باختطافه وتهديد بالتصفية الجسدية". مؤكدا، إن "الجهات الأمنية لها علم بما حدث من عملية اختطاف للناشط من قبل عصابة محلية لها ارتباط بالمحافظ".
كما أقدم النائب باسم خشان، عام 2022، على رفع شكوى لدى جهاز الادعاء العام ضد محافظ المثنى أحمد منفي جودة لقيامه بتعيين مستشارين "لا يمتلكون الخبرة".
وأدناه نص الوثيقة:
*خلافات الأراضي الذي اشتراها أحمد منفي جودة
وفي عام 2022 أيضا، كشف النائب المستقل باسم خشان، تفاصيل جريمة في محافظة المثنى تخص قطعة أرض اشتراها المحافظ أحمد منفي جودة، من أحد المستثمرين.
وقال خشان، في بيان، "لدينا أكثر من دليل على أن المستثمرين في المثنى يبيعون قطع أراضٍ وهياكل، خلافا لعقد تمليك الأرض والإجازة الاستثمارية التي تلزمهم بيع الوحدات السكنية بعد إنشائها، لكن الدليل الأهم هو الذي قدّمه لنا أمجد منفي جودة". مبيناً، إن "سند الملكية الذي عرضه قد نشره أمجد منفي يتضمن ما يلي:
1- إن العقار هيكل مساحته 210 متر مربع.
2- إن سعر البيع هو 52 مليون دينار".
وأضاف، إن "الحقيقة هي أن المحافظ اشترى قطعة سكنية خالية من البناء بسعر 50 مليون دينار، وهذا أقل من أسعار العرصات السائد في مجمع الدوح، وقد تعاقد المشتري مع شركة محلية لبناء المنزل".
وأشار، إلى أن "المحافظ اشترى عرصة في مشروع استثماري لا يجوز للمستثمر أن يبيعها، لأنه حصل عليها مجاناً، وأن المستثمر الذي استخدم ما استورده من حديد ومواد بناء مُعفاة من الضرائب والرسوم لغرض آخر غير بناء هذه الوحدة السكنية والوحدات الأخرى التي شيّدها المشترون بأنفسهم على العرصات التي باعها للمواطنين".
وأكد، إن "هذه جريمة تفرض على هيأة الاستثمار سحب الإجازة الاستثمارية، وتفرض على البلدية إلغاء عقدها مع المستثمر والمطالبة بالتعويض (المبالغ التي استلمها المستثمر ثمناً للعرصات)، إضافة الى الغرامات".
كما رفع النائب باسم خشان، دعوة قضائية ضد محافظ المثنى ومدير بلدية السماوة بتهمة هدر المال العام.
*خشّان يصوب نحو شقيق محافظ المثنى: فضائي حصل على الماجستير
وفي العام الحالي، هاجم النائب باسم خشّان، شقيق محافظ المثنى أحمد منفي، فيما اتهمه بـ"الفضائي".
وقال خشّان في تدوينة، "شقيق محافظ المثنى شرطي نسّبته مديرية شرطة المثنى لحماية شقيقه أحمد عندما كان عضوا في مجلس المحافظة، واستمر فضائيا في هذا العمل حتى بعد تولّي شقيقه منصب المحافظ، وحصل أثناء عمله على شهادة في البكلوريوس في أصول الدين، وسافر إلى إيران وأكمل دراسته في جامعة فردوسي وحصل على شهادة الماجستير دون إجازة دراسية ودون أن ينقطع راتبه أو يُفصل من عمله بسبب غيابه طيلة فترة دراسته، وبعد كشف هذه القضية استقال وعيّنته جامعة الصادق محاضراً".
وتساءل خشّان، "مَن المسؤول عن هذا الكرم الحكومي؟ ولماذا لا يُطبّق القانون على الجميع؟ ولماذا يتحفظ على إخباري عن هذه الجريمة التي لا يمكن إنكارها والتي تثبتها وقائع وسجلات حكومية رسمية؟ هل ثمة تواطؤ في مكتب تحقيق النزاهة في المثنى، أم أن الأمر كان مجرد صدفة؟".
وختم، "بالمناسبة، مديرية شرطة المثنى امتنعت عن تسليمنا الوثائق التي طلبناها بشأن هذه القضية، رغم تأكيد طلبنا هذه الوثائق، وأنا هنا لا أتحدث فقط عن مديرها الحالي فقط، فقد طلبناها من المدير السابق".
* تورط منفي "بجرائم فساد لا حصر لها"
وبعد ذلك، طالب النائب باسم خشان، بدعم مساعي إقالة محافظ المثنى، أحمد منفي، وبينما أشار إلى تورط المحافظ "بجرائم فساد لا حصر لها"، نشر وثائق عن أدائه.
وقال خشان في تدوينة، إنه "على النواب ممثلي أبناء المثنى بيان موقف واضح بشأن إقالة محافظ المثنى أحمد منفي المتورط بجرائم فساد لا حصر لها، ومنها، على سبيل المثال لا الحصر، الجرائم التي وردت في تقرير ديوان الرقابة المالية التي وصلت إلى هيئة النزاهة نسخة منه".
وأضاف، إن "السكوت عن هذه الجرائم مساهمة مباشرة في دعم الفساد وهدر أموال الدولة وسرقتها، ولا اعتقد أن أحدا منّا يرضي لنفسه أن يكون شريكا لفاسد".
وتابع، "لا توجد منطقة وسطى ما بين الحق والباطل، وليس ثمة موقف بين الوقوف مع أبناء المثنى وبين دعم من تورَّط بهدر حقوقهم وأموالهم وسرقتها".
*محافظ المثنى أصبح عِبئاً ثقيلًا على السوداني
وأخيراً، قال النائب باسم خشان، يوم الخميس الماضي، إن محافظ المثنى أحمد منفي جودة أصبح عِبئاً ثقيلًا على رئيس الوزراء محمد شياع السوداني.
وكتب خشان في تدوينة على منصة "فيس بوك"، أن "محافظ المثنى أصبح عِبئاً ثقيلا على رئيس الوزراء، مخالفاته وتجاوزاته على القانون وعلى أموال الدولة أثقل من وزن الكرة الأرضية".
ومنذ تسنّم محمد شياع السوداني رئاسة الحكومة ونيله ثقة البرلمان في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، يسعى تحالف الإطار التنسيقي باتفاق أغلب الكتل السياسية إلى تغيير المنظومة الإدارية والسياسية بشكل واضح في جميع مفاصل الدولة العراقية، وهو ما يؤكده العديد من المراقبين.
ورغم كل التغييرات التي يعمل عليها السوداني، فإن ملف تغيير المحافظين يبدو أكثر الملفات حساسية بسبب الأوضاع الأمنية التي شهدتها أغلب المحافظات خلال احتجاجات أكتوبر/ تشرين الأول 2019، ومخاوف أكثر من أن يتم تنصيب محافظين لهم صلة بالجهات السياسية المتنفذة؟
