لجنة مشتركة لتطوير مداخل بغداد بعد غضب السوداني.. تعرّف على تفاصيلها وحجم الإنفاق السابق
انفوبلس/..
معاناة المواطنين اليومية بسبب سوء مداخل العاصمة بغداد، وتقصير الجهات المعنية في التعامل مع هذه المشاريع وتطويرها، كانت أبرز محاور اجتماع هام واستثنائي، عقده رئيس مجلس الوزراء يوم أمس، مع مسؤولين معنيين في هذا الشأن.
وترأس رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، يوم أمس الإثنين، اجتماعاً مهمّاً خُصّص لمناقشة تنفيذ الأعمال في مشاريع المداخل الأربعة للعاصمة بغداد والوقوف على أسباب التلكّؤ فيها.
الاجتماع حضره عدد من الوزراء، ومحافظ بغداد وأمينها وقادة أمنيون وخبراء فنيون وممثلو الشركات المنفّذة، حيث أشار السوداني إلى "معاناة المواطنين اليومية بسبب سوء مداخل العاصمة بغداد، وتقصير الجهات المعنية في التعامل مع هذا المشروع المهم للمواطنين والعجلات والفعاليات المجتمعية والخدمية والأمنية، وعدم تقدير حجم المشكلة، محمّلاً الجهات المعنية مسؤولية هذا التلكؤ، بتبريرات غير مقبولة". مشدداً على، أن "الوضع في تلك المداخل أصبح لا يُطاق، ولا يمكن المجاملة في هذا الوضع".
حُزمة توجيهات لحسم الإنجاز
وجدّد رئيس مجلس الوزراء التأكيد على "ضرورة أن تضع الجهات المختصة أولويات إزاء خطط المشاريع، فهناك مشاريع لا تقبل التعطيل والتأخير، وذلك باستنفار الجهات المعنية كلّ ملاكاتها وصلاحياتها لإكمال تنفيذ مشروعات المداخل، ومعالجة تلكؤ العمل فيها".
وأصدر رئيس مجلس الوزراء، خلال الاجتماع، عدة توجيهات لحسم إنجاز مشاريع بوابات العاصمة، أهمها "اتخاذ كل الإجراءات اللازمة إزاء الشركات المتلكئة، وعلى الوزارات والمحافظة تنفيذ واجباتهم بالكامل، زيادة أوقات العمل ليكون على ثلاث وجبات بواقع 24 ساعة، وحسم أمر الغيار لمشروع مدخل بغداد - الموصل خلال 10 أيام".
وشملت التوجيهات أيضا، "قيام وزارات الدفاع والداخلية والعدل، برفع جميع التعارضات التي تعرقل هذه المشاريع خلال مدة أسبوعين، وتوجيه المحافظ ونائب المحافظ والمعاونين الفنيين الدوام في دائرة المهندس المقيم لهذه المشاريع، ومتابعتها ميدانياً والتواجد المستمر فيها، وتزويد رئيس الوزراء بموقف أسبوعي يتضمن تفاصيل سير الإنجاز بهذه المشاريع".
مساعي سابقة بلا أثر للتطوير
ووجهت الأمانة العامة لمجلس الوزراء، نيسان 2021، باستثمار التصاميم السابقة لتطوير مداخل العاصمة بغداد، حيث ذكر بيان للأمانة، أن "الأمين العام لمجلس الوزراء وجّه لجنة تطوير مداخل العاصمة بغداد، بعقد اجتماع تشاوري لتنسيق الجهود بين الجهات ذات العلاقة، للمضي بتنفيذ مشروع تطوير مداخل العاصمة".
وأكد البيان، أن "الاجتماع ركز على أهمية استثمار المخططات السابقة للجهات القطاعية، من بينها التصاميم التي قدمتها محافظة بغداد التي سبق أن تمت المصادقة عليها في العام 2012، وإمكانية تطويرها بما يتوافق مع التصاميم الجديدة، فضلاً عن معالجة الجوانب القانونية المرتبطة بمختلف الملفات للبدء بأعمال التطوير".
ووافق مجلس الوزراء في العام 2019 على تطوير مداخل العاصمة بغداد، كما قرر في آذار الماضي تأليف لجنة بهذا الشأن، وذلك لأهمية إظهار الوجه الحضاري للعاصمة بغداد.
المداخل الأكثر تضرراً
وأصدرت محافظة بغداد، في حزيران 2022، توضيحاً بشـأن الأعمال الجارية لتأهيل مداخل بغداد/ الموصل، الحلة، بعقوبة القديم، فيما كشفت عن المدخل الأكثر تضرراً.
وأوضح البيان، "إن الملاكات الفنية لمديرية الطرق والجسور، تواصل أعمال المراحل الأولى لتأهيل وتطوير مدخل بغداد الموصل، حيث تضمنت قلع الجزرة الوسطية وتسويتها ونقل الأنقاض خارج الموقع، وإكمال فتح السياج الواقي بطول 5 كيلومترات، ضمن الجزرة الوسطية، والمباشرة بأعمال نصب معمل الإسفلت بعد إكمال نقل جميع أجزائه إلى موقع العمل".
وأشارت محافظة بغداد، إلى "أن مدخل بغداد الموصل هو الأكثر تضرراً من بقية المداخل، حيث يمتد المشروع بطول 33 كيلومتراً، يبدأ من مجسر السايلو في التاجي ويصل إلى ناحية العبايجي، بمدة تنفيذ 650 يوماً".
وأكد البيان "المباشرة بإعمال تأهيل وتطوير مدخل بغداد/ بعقوبة القديم، حيث تم الانتهاء من أعمال الحفر وتوسعة الطريق بالكامل من الجانب الممتد باتجاه بعقوبة، بمسافة تصل إلى 10 كيلومترات". لافتا إلى، "وجود تجاوزات على جوانب الطريق، تتمثل ببناء المحلات التجارية والمنازل، إضافة إلى وجود تعارضات لخطوط الماء والكهرباء".
وتابع، "إن مدخل بغداد-الحلة مقسّم إلى 5 مقاطع، حيث إن الأعمال متواصلة بالمراحل الأولى في مقطعيه الثالث والخامس، بعد أن سجلت مديرية الطرق والجسور تعارضات في خطوط الماء والكهرباء بمقطعه الأول الممتد من قوس بغداد وصولاً إلى سيطرة الـ 75، والتي سيتم معالجتها خلال الأيام المقبلة، من خلال المباشرة برفع التعارضات الفوقية والمتمثلة بأعمدة الكهرباء، وتحت الأرض المتمثلة بقابلوات الكهرباء، وأنابيب الماء، إذ سيتم إنشاء خط جديد للماء، وتحويل الخطوط التي تعارضت مع أعمال الطريق، من أجل ديمومة تدفق المياه إلى المناطق السكنية".
موجة غضب بسبب شكل المداخل
انتشرت صور على مواقع التواصل الاجتماعي، لأحد مداخل العاصمة العراقية بغداد، وأثارت حالة من الغضب بسبب تصويرها للفوضى التي تسيطر على حركة السير والمرور والأوضاع المُزرية للطرقات.
ونشر العراقيون الصورة، مطالبين من الحكومة تقديم تفسيرات لأوضاع الطرقات، وخصوصاً عند مدخل العاصمة، لكن رغم الانتشار الكبير للصورة، امتنع أي طرف رسمي عن التعليق حينها.
يعانيها البلد، حيث من غير الممكن في بلد كالعراق ذي موارد نفطية هائلة، وإمكانات كبيرة، وفي عام 2022 أن يكون هكذا حال مداخل العاصمة فيه". مشددين على، أن "المسؤولية تقع على عاتق الحكومات المتتابعة التي حكمت البلاد، وسط تساؤلات عن مصير أموال البلد ودور الحكومات وأمانة العاصمة والمؤسسات الخدمية".
تخصيص مالي كبير دون إنجاز أو تقدم
وكشفت لجنة الخدمات والإعمار النيابية، في تشرين الثاني 2022، عن وجود شبهات فساد في ملف مشروع تطوير مداخل العاصمة بغداد، محمّلة محافظ بغداد ووزارة الإعمار والإسكان المسؤولية، في ثاني انتقاد علني للجنة لهذا الملف والمسؤولين عنه في 5 أيام فقط.
وقال رئيس لجنة الخدمات والإعمار النيابية محما خليل، إن "هناك شبهات فساد في مشروع تطوير وإعمار بوابات بغداد، وأن لجنة الخدمات والإعمار النيابية تحمّل محافظ بغداد ووزارة الإعمار والإسكان عدم إنجاز مشروع تطوير البوابات خلال الفترة المحددة".
وأضاف خليل، "حسب البيانات التي وصلت إلى لجنة الخدمات والإعمار النيابية، فإن الأموال المخصَّصة لمدخل بغداد الشمالي 82 مليار دينار لإعمار الطريق بطول 33 كم، ووفق الأموال تم تخصيص مليارين و300 مليون دينار لكل كيلو متر".
وتابع رئيس اللجنة، إن "هناك 6 كيلومترات تمت إحالتها إلى وزارة الإعمار والإسكان بمبلغ 114 مليار دينار، على تخصيص 16 مليار دينار لكل كيلومتر".
وأوضح خليل، إنه "ووفق التخصيص المالي الكبير يُفترض أن يكون هناك تقدم وإنجاز في مشروع بوابات بغداد، لو كانت هناك شركات رصينة لكانت هناك بوابات تُليق بالعاصمة بغداد".
وكانت اللجنة وصفت في يوم 19 من شهر تشرين الثاني 2022، طرق مداخل العاصمة بأنها "طرق موت" مع وجود شبهات فساد وتلكؤ بإنجاز المشاريع في هذا المجال، فيما حمّلت محافظ بغداد ووزارة الإعمار والإسكان المسؤولية عن الوضع الحالي لتلك المداخل.
