ملف التحقيقات لدى وزارة الداخلية العراقية يثبت عدم تعرض (كاظمي) لمحاولة اغتيال سنة 2021

كتب / سلام عادل

مازال يردد (كاظمي) واحدة من أشهر كذباته حين تولى السلطة قرابة عامين ونصف، وهي الكذبة التي فبرك من خلالها محاولة اغتيال بطائرة مسيرة استهدفت منزله في تشرين الثاني/ نوفمبر 2021، والتي سكتت عنها وزارة الداخلية منذ ذلك الحين باعتبار أن كشف الحقائق يؤدي الى فضيحة دولية تسيء الى سمعة الدولة العراقية.

وكان مستشار الأمن الوطني قاسم الاعرجي في حينها قد اضطر لتقديم معلومات سطحية من خلال مؤتمر صحفي بعد فترة على الحادثة، لكون الاجهزة الأمنية العراقية عجزت عن تقديم معطيات وأدلة دامغة تثبت صحة ما حصل، رافق ذلك توجيه أوامر للضباط المعنيين بالصمت وعدم التواصل مع وسائل الاعلام.

وكان المستشار السياسي مشرق عباس قد اقترح على كاظمي ترتيب سيناريو الاغتيال للتهرب من ضغوط شعبية اندلعت في وقتها على خلفية اغتيال محتجين أمام بوابات المنطقة الخضراء ينتمون لحركة عصائب أهل الحق كانوا يتظاهرون احتجاجاً على تزوير الانتخابات.

وجرى ترتيب سيناريو الاغتيال بواسطة طائرة مسيرة نوع (كواد كوبتر) صغيرة الحجم تستخدم لاغراض التصوير، زعم فريق كاظمي أنها اسقطت صاروخين انفجر احدهما بالقرب من سيارة كاظمي التي كانت مركونة في الموقف الداخلي للمنزل.

وعلى الرغم من ضحالة الأدلة التي تحولت في حينها الى مادة للسخرية والضحك على مواقع التواصل الاجتماعي، اصدر مكتب كاظمي أوامر بإتلاف جميع الأدلة، بل وتوقيف مدير مكافحة المتفجرات اللواء صباح حسن الشبلي مع فريق اخر من ضباط الأدلة الجنائية حتى لا تتكشف الحقائق.

ووقع كاظمي واعضاء مكتبه باحراج اكبر حين سمعوا بمبادرة الرئيس الامريكي جو بايدن الذي اقترح في حينها إرسال فريق البيت الابيض الأمني للمساعدة في التحقيق، كذلك عرضت قوات التحالف المساعدة، لكن كاظمي قرر (طمطمة) الموضوع خشية اكتشاف الحقيقة.

ومنذ تلك الحادثة توقفت السفارتان الامريكية والبريطانية عن إبداء أي مواقف داعمة لحكومة كاظمي، خصوصاً ما يتعلق بالاحداث الأمنية، حتى وصل الحال لدرجة (التغليس) على قصف مطار بغداد والمنطقة الخضراء بصواريخ كاتيوشا، وذلك بسبب انعدام الثقة واقتناع البعثات الدبلوماسية بميول كاظمي وفريقه لافتعال الأزمات وحياكة سيناريوهات مفبركة هدفها خلط الاوراق.

واليوم بات بمقدور وسائل الاعلام العراقية، بما فيها اعلام وزارة الداخلية، كشف حقيقة (حادثة الاغتيال المزعومة)، كجزء من الاصلاح السياسي، باعتبار أن الكذب حين يصدر عن رئيس السلطة التنفيذية في البلاد ينبغي أن يكون محل إدانة وملاحقة قانونية ومحاسبة.

وفي الختام .. لم يتعرض كاظمي لمحاولة اغتيال، وهو بذلك قد مارس الكذب والخداع على الشعب والقضاء والمجتمع الدولي، ووزارة الداخلية تعرف بهذا الكذب.