نيجرفان بارزاني ومحمد بن زايد.. ما وراء الزيارات المتكررة؟.. تعرف على تاريخ علاقات الإقليم بالإمارات
انفو بلاس/ تقارير
أثار تكرار الزيارات المعلنة وغير المعلنة لرئيس إقليم كردستان العراق نيجرفان البارزاني إلى دولة الإمارات عددا من التساؤلات عن مغزاها وأغراضها، لاسيما وأنها تتزامن مع قرب إقرار الموازنة العامة ومساع الكرد لزيادة حصتهم بها، فما أسرار هذه الزيارات المتكررة؟ وما هو تاريخ العلاقات بين الإقليم والإمارات؟.
-
نيجرفان بارزاني ومحمد بن زايد.. ما وراء الزيارات المتكررة؟.. تعرف على تاريخ علاقات الإقليم بالإمارات
*زيارته الأخيرة للإمارات
آخر زيارة لرئيس إقليم كردستان نيجيرفان بارزاني، إلى الإمارات كانت قبل يومين ، تلبية لدعوة رسمية تلقاها من رئيس دولة الإمارات محمد بن زايد آل نهيان.
ووفق بيان لمكتب بارزاني، فمن المقرر أن يبحث الجانبان علاقات العراق وإقليم كردستان مع الإمارات العربية المتحدة، ومجالات التعاون المشترك، والوضع في العراق وآخر مستجدات الأوضاع في المنطقة إلى جانب مجموعة مسائل ذات الاهتمام المشترك.
*ليست الزيارة الأولى
ولم تكن زيارة نيجرفان بارزاني إلى الإمارات الأولى خلال هذه الفترة، فقد سبقتها زيارة في منتصف عام 2022 على رأس وفد رفيع لتهنئة محمد بن زايد بتنصيبه كرئيس جديد للبلاد، وزيارات أخرى خلال عام 2021 وقبله، ووفق مراقبين للشأن السياسي، فإن هذه الزيارات لم تأتِ من فراغ بل تهدف لتطبيع العلاقات بين الإقليم والإمارات بهدف نسخ تجارب الأخيرة داخل كردستان وكسب دعم "آل زايد" سياسيا، لاسيما مع قرب إقرار موازنة البلاد الاتحادية.
*تاريخ العلاقات بين الإقليم والإمارات
لا يملك إقليم كردستان العراق تمثيلا رسميا في دولة الإمارات، إلا أن الأخيرة تمتلك قنصلية عامة في أربيل منذ عام 2012.
وتمت مناقشة افتتاح القنصلية العامة الإماراتية خلال زيارة قام بها وزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد آل نهيان في أربيل في فبراير 2011. وقال وزير شؤون مجلس الوزراء الإماراتي والمستقبل محمد القرقاوي في تصريحٍ له: «سنحتاج إلى إقليم كردستان العراق وإقليم كردستان العراق سوف يحتاج إلينا لأن لدينا نفس المبادئ والاهتمامات».
*استثمارات الإمارات بالإقليم
في مايو 2012، زار الرئيس السابق لإقليم كردستان العراق مسعود بارزاني دولة الإمارات العربية المتحدة والتقى رئيس الوزراء الإماراتي ونائبه محمد بن راشد آل مكتوم وولي عهد أبو ظبي ونائب القائد الأعلى للقوات المسلحة محمد بن زايد آل نهيان لتعزيز الوضع السياسي والعلاقات الاقتصادية والثقافية والاستثمارية.
-
نيجرفان بارزاني ومحمد بن زايد.. ما وراء الزيارات المتكررة؟.. تعرف على تاريخ علاقات الإقليم بالإمارات
وقد زار بارزاني الإمارات مرة أخرى في نوفمبر 2012، حيث التقى كل من محمد بن راشد آل مكتوم ومحمد بن زايد آل نهيان مرة أخرى. وفي يناير 2014، قُدرت استثمارات الإمارات العربية المتحدة في إقليم كردستان العراق بنحو 2.5 مليار دولار. علاوة على ذلك، كان هناك 134 شركة إماراتية موجودة في المنطقة.
*الإمارات ودعم الإقليم في الأنفصال
في عام 2017، طرح استفتاء انفصال إقليم كردستان العراق العديد من المخاوف والقلق، ففضلا عن كونه يشكل خطرًا على وحدة العراق وأمن واستقرار المنطقة كلها، فإنه يمثل (سايكس بيكو جديدة) لوضع بذور تقسيم المنطقة وفقا لمخطط الشرق الأوسط الجديد الذي طرحته منذ سنوات واشنطن وتسعى لتنفيذه على الأرض رغم الموقف المُعلن من الإدارة الأمريكية الذي يحذر من مخاطر انفصال الإقليم.
وفي هذا السياق يؤكد المراقبون أن ثمة أطرافا إقليمية أخرى تقف بقوة وراء ذلك الانفصال ودعمه وفي مقدمتها الإمارات.
وبهذا الشأن، رصد مراقبون تصريحات ومواقف عن مسؤولين إماراتيين تدعم انفصال كردستان عن العراق من بينها رئيسة مركز الإمارات للسياسات، ابتسام الكتبي، التي وقعت مذكرة تفاهم مع الإقليم مطلع عام 2017 للمساعدة في تنظيم عملية الاستفتاء.
-
نيجرفان بارزاني ومحمد بن زايد.. ما وراء الزيارات المتكررة؟.. تعرف على تاريخ علاقات الإقليم بالإمارات
وأكدت الكتبي في تصريحات لها، أنه إذا أُعلن عن استقلال كردستان بشكل كامل عن بغداد، فإن أبو ظبي ستعترف بهذا الاستقلال، وفقا لزعمها، وهو ما دعا قيادات سياسية عراقية لمهاجمة أبو ظبي، إذ شنّ القيادي في التحالف الوطني الحاكم بالعراق، النائب جاسم محمد جعفر، هجوما على أبو ظبي، مؤكداً أن الأخيرة عليها أن تعرف حجمها، وأنها متهمة بالتآمر على العراق ووحدته. وتساءل جعفر "هل تقبل الإمارات أن تتقسم إلى سبع دويلات؟ هل نسيت عندما كانت مقسّمة كيف كانت بينها المشاكل؟ كيف ترفض لنفسها وتقدم الدعم لدولة مثلها؟.
*العلاقات السياسية
يمكن تأشير معطيات العلاقات السياسية بين الإقليم ودول مجلس التعاون الخليجي وأبرزها الإمارات من خلال المؤشرات التالية:
- في بداية شهر تشرين الثاني/ نوفمبر 2013 قام مسعود برزاني رئيس إقليم كردستان بجولة خليجية ابتدأت بزيارة دولة الإمارات لبحث أوجه العلاقات الثنائية بين إقليم كردستان والإمارات العربية المتحدة على المستويين السياسي والاقتصادي. وأعرب البرزاني عن سعادته لمستوى هذه العلاقات بين الجانبين معرباً عن أمله في أن تؤدى الشركات الإماراتية دوراً فاعلاً في عملية ازدهار الإقليم وتقدم الإعمار فيه، كما جرى خلال لقاءات رئيس الإقليم مع المسؤولين الإماراتيين بحث الأوضاع السياسية، الراهنة في المنطقة، وتبادل الجانبان وجهات النظر بشأن المستجدات السياسية على الساحة العراقية، والمنطقة، وأكدا أهمية تقدم ومواصلة العلاقات بين الإقليم والإمارات.
وغادر بارزاني الإمارات وتوجه إلى الكويت، حيث بحث مع الجانب الكويتي عدداً من المحاور المهمة، منها تنمية العلاقات الثنائية بين البلدين، وأعرب الجانبان عن سعادتهما لافتتاح القنصلية العامة لدولة الكويت في إقليم كردستان، وتناول الجانبان العلاقات الاقتصادية، وأوجه التعاون لنشاطات القطاع الخاص الكويتي في الإقليم، وتناولت المباحثات مع الجانب الكويتي الأوضاع السياسية والأمنية في العراق.
قام مسعود برزاني بجولة خليجية في شهر تشرين الثاني/ نوفمبر 2015 شملت السعودية والإمارات. وتباحث رئيس الإقليم مع المسؤولين الإماراتيين المستجدات في المنطقة، وانتصارات قوات البيشمركة ضد الإرهاب، كما تم تبادل وجهات النظر حول سبل مواجهة توسّع الإرهاب على مستوى المنطقة والعالم، واتفق الطرفان على توسيع علاقات الصداقة بين الجانبين.
وأكد المستشار الإعلامي لرئيس الإقليم، كفاح محمود أن زيارة رئيس الإقليم للإمارات تهدف إلى تمتين أواصر العلاقات بينهما.
– طلب النائب عن التحالف الكردستاني فرهاد كريم من الحكومة الاتحادية دعم زيارات رئيس الإقليم لدول مجلس التعاون الخليجي، لأنها تدخل في دعم العلاقات الثنائية بين البلدين، مبينا أن العراق اليوم يجب أن يعمل على توثيق العلاقات بين البلدين، لافتا إلى أنه من خلال الزيارات إلى الدول يمكن النهوض بالواقع الاقتصادي للعراق، من خلال دعم الشركات العالمية المختلفة إلى الاستثمار، ونقل صور إيجابية عن البلد.
- تفسّر بعض التحليلات العلاقات السياسية بين إقليم كردستان ودول الخليج بعد تصاعد نشاط تنظيم داعش الإرهابي، فضلاً عن تدهور العلاقة بين بعض دول الخليج وإيران على ملفات كثيرة أبرزها سوريا، واليمن، ناهيك بأن زيارة رئيس الإقليم للسعودية يأتي كون الأخيرة تحاول قيادة محور عربي – إقليمي لمواجهة "النفوذ الإيراني" في المنطقة العربية.
*رفض شعبي
بدأت الإمارات بفتح مؤسسات تابعة لها داخل كردستان وتقديم مساعدات للحزب الديمقراطي الكردستاني وليس إلى شعب كردستان. ومثل هذه المواقف تؤدي إلى تنافر شعبي في مناطق أخرى بالعراق عندما يشعرون أن هناك دعمًا من دولة عربية لجهة تريد تمزيق العراق.
ويتصاعد الدور الإماراتي في أربيل على نحو كبير من بوابة الاستثمارات بقطاع الإسكان والصحة والسياحة، فضلًا عن الجانب الإغاثي والصحي تحت عناوين مساعدة النازحين بالشراكة بين "مؤسسة البرزاني الخيرية" والمنظمات الإماراتية، إلا أنه يقتصر على أربيل وأجزاء من دهوك فقط، من دون السليمانية التي تمثل جبهة المعارضة لمسعود البرزاني.