edition
إنفوبلاس
  • الرئيسي
  • كل الأخبار
    • سياسة
    • أمن
    • اقتصاد
    • رياضة
    • صحة
    • محليات
    • دوليات
    • منوعات
  • اقرأ
  • شاهد
  • انظر
  • انفوغراف
  • كاريكاتور
  • بودكاست
  • بلغتنا
  • من نحن
  1. الرئيسية
  2. الأخبار
  3. امن
  4. جرف النصر.. الأرض التي انكسر فيها الإرهاب وتحوّل الحلم الأسود لداعش إلى ركام

جرف النصر.. الأرض التي انكسر فيها الإرهاب وتحوّل الحلم الأسود لداعش إلى ركام

  • 27 تشرين اول
جرف النصر.. الأرض التي انكسر فيها الإرهاب وتحوّل الحلم الأسود لداعش إلى ركام

انفوبلس/..

لم تكن جرف النصر مجرد مساحة جغرافية تُقاس بالخرائط والمسافات، بل عقدة نار تتقاطع فيها المخططات الدولية والأطماع الطائفية والجغرافيا المعقدة. ظلت تلك الرقعة الواقعة بين بغداد وكربلاء وبابل بمثابة خاصرة رخوة ينتظر العدو لحظة ارتخائها، كي يطعن قلب العراق من أقدس مداخله. أي انتكاسة فيها كانت تعني أن بغداد تهتز وكربلاء تستغيث وبابل ترتجف على وقع الاحتمال الأخطر في تاريخ ما بعد 2003.

تلك الأيام، حين كان التنظيم الإرهابي يسابق الوقت لرفع رايته السوداء في الفرات الأوسط وبوابات العاصمة، بدت جرف النصر وكأنها مقبض باب بغداد. وخلف ذلك الباب، كانت المقدسات والمدن وسكانها بملايينهم مؤجلين على قائمة الذبح.

غير أن شيئاً كبيراً كان يغلي تحت الرماد. إرادة مقاتلين لا يعرفون سوى التقدم، مقاومين لبسوا الشجاعة كما تُلبس القلائد في صدور المؤمنين، وحشد شعبي خرج من رحم الفتوى إلى ساحات النار، وكتائب صاغت من دمائها ممرات للعبور نحو النصر. وهكذا بدأ التحول.

معركة تكسر العمود الفقري لداعش

في تلك اللحظة الفاصلة، قوى المقاومة الإسلامية، يتقدمها رجال كتائب حزب الله، أخذت المبادرة وقررت أن جرف النصر لن تكون مدخلاً للشر، بل مستهل الخلاص. التحق الحشد الشعبي والقوات الأمنية معهم، ليُفتح فصل جديد من القتال، فصل لا يشبه سواه. السلاح في يدهم كان أكثر من بنادق وقذائف، كان قَسماً بالدم ألا يعود الإرهاب ليلمس شبرًا من هذه الأرض.

تحركت الأرتال وسط بساتين معقدة وكثيفة لطالما اعتُبرت جنة للتخفي بالنسبة لعناصر داعش. الأرض هناك تموّجٌ من السواتر والمسالك الترابية والممرات السرية. حتى الخرائط بدت خجولة أمام ما تخفيه تلك الجغرافيا. كل شجرة كانت عيناً للعدو، وكل نهر كان فخاً محتملاً، ومع ذلك شقّ المقاتلون طريقهم مثل البرق حين يشق الظلام.

تحررت ناحية جرف النصر. لحظة النصر تلك كانت أكبر من معركة. كانت إعلاناً مبكراً عن هشاشة “دولة الخرافة”. سقط ما يسمى بـ”ولاية الجنوب” وسقط معها المشروع الذي أرادت له عواصم خارجية أن يُسقط بغداد وكربلاء والنجف والفرات الأوسط كاملًا. المعادلة انقلبت خلال أيام. وحين انطلقت كلمة “تحرير” صار العالم بأسره يراجع حساباته. دعاة التقسيم خسروا الأرض الأهم، وأدركوا أن جرف النصر صارت جرف الانكسار لمخططهم.

جرف النصر تحمي كربلاء وبغداد من الذبح

قبل التحرير، كانت السيارات المفخخة تخرج كالذئاب من بين النخيل، متجهة نحو زائري الإمام الحسين “ع”. الهدف واضح: ضرب كربلاء المقدسة حيث تمثل الروح التي لا تنطفئ لدى العراقيين. كانت الخطط المرعبة تبدأ من هنا، لتلتهم بغداد وتنشر الرعب في الشمال والجنوب.

انتصار جرف النصر أغلق الباب. فلم تعد العاصمة تشعر بالمطاردة الليلية لظلال الإرهابيين. ولا كربلاء تسمع خطوات الغرباء المشبوهين عند منافذها. ولا بابل تقف وحيدة في وجه مخطط الموت.

صار الحزام الأمني للعاصمة عراقياً خالصاً. وصار للأمان شكل جديد. شكل مقاوم يحمل الرشاش بيد والأمل باليد الأخرى.

لعبة الضغوط السياسية… هدفها تفكيك الانتصار

لم يمض وقت طويل حتى تحركت الضبابات السياسية من هنا وهناك. أطراف تدعم موقفاً أمريكياً أرادت إخراج المقاومة من جرف النصر فور تحريرها. الحجة كانت ظاهرها تنظيم إداري، وباطنها فتح ثغرة جديدة يعود منها الخطر. تلك الأطراف رأت في بقاء الحشد الشعبي صمام أمان ينسف أي خطط لإعادة تدوير الإرهاب واستخدامه كورقة ضغط.

مقاتلو الحشد لم يقبلوا أن يقطف غيرهم ثمار النصر أو أن تُترك الأرض دون عين لا تنام. بقوا هناك، يجففون المستنقعات الأمنية، يغلقون الأنفاق والمتاريس، يتعقبون ما تبقى من جحور الظلام. لم يكن في قاموسهم كلمة “انسحاب”، لأنهم كانوا يعرفون أن داعش لا يموت إلا إذا قُطعت جذوره.

أمريكا تدخل الميدان.. لا للقتال ضد الإرهاب بل لمعادلة القوة

المدهش أن الطائرات الأمريكية، بدل أن تضرب أوكار الإرهاب، وجهت نيرانها نحو مقرات الحشد الشعبي والمقاومة. الهدف كان واضحاً لكل من قرأ المشهد: محاولة إعادة عقارب الساعة إلى الوراء. استشهد قادة ومجاهدون كانوا يطاردون الإرهابيين في البساتين. أرادت واشنطن تخفيف قبضة المقاومة على المنطقة التي أفشلت خططها. مع ذلك، بقيت جرف النصر عصية. لم تنكسر، بل ازداد ثباتها رسوخاً في الأرض.

الحقيقة الأمنية.. لماذا تتمسك المقاومة بجرف النصر؟

الخبير الأمني عدنان الكناني يقدم تفسيراً بالغ الدقة. الرجل يرى أن جرف النصر مثلّت مفتاح الانتصار ومصدر الخطر في الوقت نفسه، فهي قريبة من بغداد وكربلاء وعلى تماس مع الأنبار، مما يجعلها عقدة السيطرة على المعركة الأمنية في العراق.

يقول الكناني إن التنظيم كان يسعى نحو خطة تطويق العاصمة: السيطرة على الطارمية من الشمال، والمشاهدة وما حولها، والامتداد نحو الرصافة، وفتح محور نحو المدائن. وبذلك تتحول بغداد إلى جزيرة تتقاذفها نيران الإرهاب. السيناريو كان مكتملًا. لكن ما لم يتوقعه الإرهاب ومن خلفه… مقاومة عراقية واثقة بصلابتها.

ويضيف الكناني، أن تحرير الناحية تم بدماء عراقية فقط، بلا إسناد أجنبي، ما يمنح النصر وزناً نفسياً وعسكرياً كبيراً. بل ويجعل وجود الحشد داخلها ضرورة وطنية، لأن هذه الأرض لا تزال قادرة على احتضان خلايا نائمة كلما سنحت الفرصة.

جغرافيا قاسية لا تتحمل الأخطاء

الأرض الزراعية في الجرف ليست مجرد بساتين نخيل. هي شبكة معقدة من السواتر المائية والترابية، وممرات تشبه المتاهة، وغطاء شجري يمنح الإرهاب فرصة التخفي. السيطرة عليها تحتاج إلى خبرة عملياتية في أرض غير مكشوفة. تلك الخبرة اكتسبها الحشد والقوات الأمنية من خلال القتال الفعلي على الأرض، ما جعل جرف النصر مدرسة ميدانية لصناعة النصر.

هذه التجربة تحولت لاحقاً إلى مفتاح لتحرير الفلوجة والرمادي ومناطق أخرى. فمن هنا بدأ السقوط المتتابع لمعاقل داعش.

جرف النصر اليوم.. باب الأمان ومخزن الأسرار

يقع موقع الناحية مثل عقدة تربط ثلاث محافظات. أي خلل فيها قد يفتح مسارات تهدد مدناً مقدسة وحيوية. على الرغم من مرور سنوات على التحرير، تبقى جرف النصر تحت المراقبة الدقيقة. فالعدو، وإن خسر الأرض، لا يزال يراقب كل فرصة للعودة. غير أن جذوره أصبحت واهية، بعد أن قطعت المقاومة كل الطرق السرية التي كان يتسلل منها.

العراق يدرك أن هذه الرقعة ما زالت تحمل ذاكرة موجعة، لكن فيها أيضاً أبهى لحظة انتصار في تاريخ الحرب ضد الإرهاب. جرف النصر اليوم تمثل الفاصل بين زمنين: زمن الخوف وزمن الكرامة.

 

حين اختار العراقيون المعركة قبل أن تختارهم

قد تبدو كلمات الاحتفاء بتحرير جرف النصر مجرد سرد لذكرى مرت قبل أعوام، الحقيقة أعمق بكثير، لأن هذه الناحية كانت لحظة قرار عراقي حاسم، قرار أن تسقط العاصمة إذا سقطت الإرادة، وأن تنتصر البلاد إذا قرر أبناؤها أن يصبحوا سداً بين الموت والحياة.

جرف النصر ليست مجرد صفحة في دفتر الحرب ضد داعش، هي الصفحة التي أعادت للدفتر عنوانه: العراق الذي لا يُهزم.

أخبار مشابهة

جميع
جرّوا المدرسة إلى ميدان الثأر.. نزاع طفولي يشعل قتالاً عشائرياً بالأسلحة المتوسطة في سيد دخيل ويفضح فوضى الأمن وضعف الدولة

جرّوا المدرسة إلى ميدان الثأر.. نزاع طفولي يشعل قتالاً عشائرياً بالأسلحة المتوسطة في...

  • 28 تشرين اول
جرف النصر.. الأرض التي انكسر فيها الإرهاب وتحوّل الحلم الأسود لداعش إلى ركام

جرف النصر.. الأرض التي انكسر فيها الإرهاب وتحوّل الحلم الأسود لداعش إلى ركام

  • 27 تشرين اول
عندما تختنق التعايشات بالأعلام: آلتون كوبري بين نار الشعارات وهدوء ما بعد العاصفة.. إدانة قاسية لطرفين يدفعان الناحية نحو فتنة انتخابية غير محسوبة

عندما تختنق التعايشات بالأعلام: آلتون كوبري بين نار الشعارات وهدوء ما بعد العاصفة.....

  • 25 تشرين اول

شبكة عراقية اعلامية

  • الرئيسية
  • مقالات
  • فيديو
  • كاريكاتور
  • إنفوغراف
  • سياسة الخصوصية

جميع الحقوق محفوطة