"حفرة الجثث" تلتهم ضحايا على يد منتسبين بوزارة مسؤولة عن حمايتهم
انفوبلاس..
وسط تخلخل أمني متعدد الأسباب في العراق، تلقى العراقيون صدمة كبيرة بعد انتشار خبر مفاده العثور على جثث عدة أشخاص في منطقة جسر ديالى ببغداد وتحديدا في منطقة مفاعل تموز، المنطقة التي من المفترض إنها محصنّة أمنياً بشكل كبير، وهو ما أثار العديد من التساؤلات حول ملابسات مقتل هؤلاء الضحايا.
نهار يوم الخميس الماضي المصادف 11/8/2022 عثرت قوة أمنية على جثتين مرميتين في حفرة تابعة لمفاعل تموز النووي في منقطة جسر ديالى، بعد ورود تبليغات من مواطنين لوزارة الداخلية، حيث وصلت عناصر من مديرية الأدلة لمكان الحادث بهدف بدء التحقيق.
في اليوم التالي كشفت مصادر أمنية "القبض على منتسب بوزارة الداخلية قام بمساعدة منتسبين اثنين آخرين بقتل عدة مواطنين وألقوا جثثهم في حفرة تابعة لمفاعل تموز النووي"، مؤكدة أن "جرائم قتل المواطنين حدثت بهدف التسليب وسرقة السيارات، حيث كان الجناة يؤجرون السيارات لإيصالهم إلى المنطقة المذكورة وعند وصولهم يقومون بقتل السائق ورمي جثته وسرقة سيارته".
ومن الجدير بالذكر إن المتهمين الثلاثة هم منتسبين في مديرية حماية المنشآت والشخصيات التابعة لوزارة الداخلية، ما أستدعى تدخل وزير الداخلية ومتابعة القضية بشكل مباشر.
أحد الضحايا وهو الشاب عبد الله علي الشمري، وهو أب لـ 3 أطفال، وطفل رابع لم يولد بعد، اختفى في يوم الثلاثاء الموافق 2/8/2022 ما دفع ذويه للبحث عنه بعد يأسهم من تحقيقات الأجهزة الأمنية، وعند تتبعهم لكاميرات المراقبة لاحظوا دخول سيارة ولدهم إلى منطقة المفاعل الساعة التاسعة والنصف مساءً، وخرجت الساعة الواحدة والنصف بعد منتصف الليل يقودها شخص آخر.
ذوو الضحية أكدوا على وجود تنسيق بين عدة أشخاص في حماية المنطقة لتنفيذ هذه الجرائم، حيث وجدوا عند وصولهم للمنطقة دماء الضحية على الأرض وبجانبها ظروف الرصاصات التي قتل بها، فيما توصلوا إلى أن المجرمين قاموا ببيع سيارة ولدهم بـ 6.700 دولار، بينما يبلغ سعرها الفعلي أكثر من 20 ألف دولار.
وزارة الداخلية لم تفصح عن أية تفاصيل تخص الجريمة لغاية اللحظة سوى بعض المعلومات العامة، واكتفت بتشكيل لجنة تحقيقية أوصت بإقالة مدير حماية منشآت المدائن من منصبه وإحالته للإمرة.
صباح اليوم، كشف مصدر أمني عن العثور على جثة جديدة تم التعرّف عليها من قبل ذويه، وهي عبارة عن هيكلٍ عظمي وتعود لمحامٍ، وبهذا تصبح الحصيلة ثلاثة جثثٍ عُثر عليها في مكان جريمة جسر ديالى جنوب شرقي العاصمة بغداد.
أهالي جسر ديالى يؤكدون وجود عشرات حالات الفقدان في المنطقة التي تم الإبلاغ عنها ولكن لم يتم التوصل لأية نتيجة من قبل القوات الأمنية، ما أدى إلى استمرار البحث في "حفرة الجثث" بحثاً عن رفات ضحايا آخرين.
يذكر أن المنطقة التي حدثت فيها الجريمة (مفاعل تموز)، والمعروفة محلياً باسم (الطاقة الذرية)، هي موقع قام العراق بإنشاء محطة نووية عليه بالتعاون مع فرنسا عام 1976، بتكلفة بلغت 275 مليون دولار ويضم 1875 موظفاً.
تعرض المفاعل لهجوم إسرائيلي بواسطة 24 طائرة أف 16 مرت عبر الأراضي السعودية بعد رفض الأردن استخدام أجوائها من قبل سرب طائرات الكيان الإسرائيلي، تسبب الهجوم بتعطيله بشكل شبه كامل وأدى إلى مقتل 10 عراقيين وفرنسي واحد.
الهجوم جرى بتواطؤ سعودي أمريكي دولي كامل، ولم يتعرض الكيان الإسرائيلي ليومنا هذا لعقوبات بسبب انتهاكه الأجواء العراقية وقصفه منشئة حيوية فيه، ولم تلزمه الأمم المتحدة بدفع تعويضات أو تدينه على أقل تقدير.