الحشد وضع حداً لتصرفاته.. بعد وعود خارقة وتصريحات متناقضة واتهامات بلا كوابح.. واثق البطاط في قبضة الأمن
انفوبلس/..
في مشهد يختصر سنوات من التصريحات المتناقضة، والوعود الخارقة، والاتهامات التي تُطلق بلا كوابح، أعلن أمن الحشد الشعبي، أمس الجمعة، اعتقال قائد ما يسمى بـ"جيش المختار" المدعو واثق البطاط بتهمة “الإساءة إلى المؤسسات الأمنية وهيئة الحشد الشعبي”، استناداً إلى مذكرة توقيف رسمية صادرة عن القضاء المختص.
هذه الاعتقال سيكون بوابة لفتح أرشيف طويل من الجدل، والخطابات النارية، والتهديدات العابرة للحدود، التي جعلت اسم البطاط حاضراً دائماً كلما احتاج المشهد العراقي إلى “حلقة إضافية” من الفوضى الكلامية.
بيان الحشد
أعلنت هيئة الحشد الشعبي، أمس الجمعة، اعتقال قائد جيش المختار واثق البطاط بتهمة الإساءة الى المؤسسات الامنية.
وذكرت الهيئة في بيان، أن "أمن الحشد الشعبي اعتقل واثق البطاط بتهمة الإساءة إلى المؤسسات الأمنية وهيئة الحشد الشعبي".
وأشارت إلى أن "أمر الاعتقال جاء استناداً إلى مذكرة توقيف رسمية صادرة عن القضاء المختص".
من المنبر إلى التوقيف
سيرة الرجل لا تعرف الاختصار. فالبطاط، زعيم فصيل “جيش المختار”، وإمام حسينية الإمام الكاظم في النجف، وخريج كلية القانون من جامعة الكوفة عام 2010، والكلية العسكرية في طهران “على حد قوله”، ليس مجرد رجل دين عادي، بل مشروع تصريحات متنقلة، لا تخلو من نفس متطرف، ولا تنتهي دون خصومة جديدة.
قبل أيام فقط، ظهر البطاط على إحدى القنوات الفضائية العراقية، ليفتح النار على الجميع دفعة واحدة: القوات الأمنية، الفصائل المقاومة، الحشد الشعبي، إيران، وحتى “التشيع” نفسه. تصريحات من هذا العيار عادة ما تحتاج إلى أدلة، لكن البطاط اكتفى بما يجيده "الجزم، والاتهام، ثم الانتقال بسلاسة إلى ملف آخر أكثر إثارة".
“أعرف القتلة” ولا أقدمهم!
أكثر ما شد الانتباه في أحاديث البطاط الأخيرة، تأكيده المتكرر أنه “يعرف الجهة التي اغتالت السيد محمد صادق الصدر”، زاعماً أنهم “ضباط دمج”. اللافت أيضا أن البطاط لم يكتف بالاتهام، بل قدم نفسه بوصفه شاهداً مظلوماً، محاصراً، ومطاردا، يحتاج إلى “حماية دولية وتدخل دولي”، لأنه – كما يقول – لديه “حق ضائع” و”ناس تعرضت للقتل”. وفي قفزة درامية أخرى، أعلن استعداده لـ“حل فصيله” بشرط “حل بقية الفصائل”.
تناقضات على الهواء مباشرة
من يتابع مسيرة البطاط الإعلامية، يلاحظ سهولة الانتقال بين النقيضين. فهو، في جملة واحدة، يهاجم السلاح ويصفه بالمدمّر للتشيع، ثم يقدم نفسه زعيماً لفصيل مسلح، يطالب بحل الفصائل، ثم يضع شرطاً تعجيزياً لتحقيق ذلك. يهاجم إيران ثم لا ينسى الإشارة إلى دراسته العسكرية في طهران.
هذا الخليط من الخطاب جعل البطاط مادة جاهزة للسخرية، ليس فقط بين خصومه، بل حتى بين متابعين محايدين.
الاعتقال… نهاية الفصل أم بداية مشهد جديد؟
اعتقال البطاط اليوم يعيد ترتيب المشهد. فالرجل الذي اعتاد مخاطبة الكاميرات بات الآن في مواجهة القضاء، حيث لا تنفع الجمل الرنانة ولا الاتهامات العامة. بيان الحشد شدد على أن الاعتقال جاء بمذكرة رسمية، في رسالة واضحة بأن ما جرى ليس تصفية حسابات، بل إجراء قانوني.
لكن، وبالنظر إلى تاريخ البطاط، لا يستبعد كثيرون أن يتحول الاعتقال نفسه إلى مادة جديدة للخطاب، وربما إلى سردية “اضطهاد” إضافية، تضاف إلى رصيده الإعلامي.
