edition
إنفوبلاس
  • الرئيسي
  • كل الأخبار
    • سياسة
    • أمن
    • اقتصاد
    • رياضة
    • صحة
    • محليات
    • دوليات
    • منوعات
  • اقرأ
  • شاهد
  • انظر
  • انفوغراف
  • كاريكاتور
  • بودكاست
  • بلغتنا
  • من نحن
  1. الرئيسية
  2. الأخبار
  3. امن
  4. جرّوا المدرسة إلى ميدان الثأر.. نزاع طفولي يشعل قتالاً عشائرياً بالأسلحة المتوسطة في سيد دخيل...

جرّوا المدرسة إلى ميدان الثأر.. نزاع طفولي يشعل قتالاً عشائرياً بالأسلحة المتوسطة في سيد دخيل ويفضح فوضى الأمن وضعف الدولة

  • 28 تشرين اول
جرّوا المدرسة إلى ميدان الثأر.. نزاع طفولي يشعل قتالاً عشائرياً بالأسلحة المتوسطة في سيد دخيل ويفضح فوضى الأمن وضعف الدولة

انفوبلس/..

في تلك الظهيرة التي كان يفترض أن تكون ساعتين من الرياضيات والضحك الخافت خلف مقاعد الدراسة، كان القدر يخطّ بخطه الأكثر قسوة على أطراف الناصرية. سيد دخيل، المدينة التي عرف أهلها خبز الطين وطيبة الأنهار، استيقظت فجأة على هدير رصاص يشق سكون البيوت مثل كابوس لا يريد المغادرة. كل شيء بدأ بخلافٍ بين طالبَيْنِ في مدرسة؛ مشاجرة صغيرة، دَفْعَة على الكتف، كلمة زائدة، وربما مُزحة خرجت عن مسارها. لكن الأرض هنا مبللة ببارود العشائر، كلمة تكفي لإشعال قبيلة، وصفعة يمكن أن توقظ أرشيفاً كاملاً من الثارات القديمة.

السلاح في سيد دخيل لا يعرف النوم. كثير من الأطفال في هذه المنطقة يسمعون أسماء البنادق قبل أسماء المدن. وفجأة، تحولت المدرسة من ملاذٍ للعلم إلى شرارة نار هائلة. الطالبان ينتميان لعشيرة واحدة، حسب ما قاله نائب نقيب المعلمين السابق شهيد الغالبي. تلك المفارقة الساخرة تجعل المأساة أكثر إيلاماً. بيتٌ واحد ينقسم إلى خندقين يتقابل فيهما الرصاص، والدم لا يعرف كيف يميّز الأخ من أخيه حين يسقط فوق تراب واحد.

بعد دقائق من الشجار، بدأ الهاتف يرن في كل بيت، الرسائل تتطاير مثل شائعات حرب. رجال يركضون مسرعين، يسحبون الأسلحة المدفونة في زوايا البيوت، ويستعدون لمعركة قالوا إنها دفاع عن الكرامة. الجدّات المذعورات ربما يصرخن: “هي مشاجرة أطفال!” لكن لا أحد يسمع في لحظة الثأر. الغضب هنا يصنع قادته بسرعة مذهلة، والكلمة التي تقال في لحظة حماسة تتحول إلى قرار إعدام مُبطّن.

لم تمضِ ساعة حتى كانت الرشاشات الخفيفة والمتوسطة تعزف ألحاناً قاتلة فوق رؤوس السكان. ستة جرحى حسب بيان شرطة ذي قار، بينهم أبرياء لا علاقة لهم بالمسرحية الدامية التي كتب نصفها طفلان. مضيف محترق، سيارة صارت هيكلاً أسود، وذعر طفولي ترك خلفه حقائب مدرسية ملقاة في الساحات.

الشرطة تُنفّذ حملة أمنية

الشرطة من جهتها أعلنت اعتقال 27 متهماً وضبط أسلحة وعتاد. خبر يبدو رسمياً وبارداً، لكنه حين يلامس الواقع يتحول إلى جملة جديدة في رواية الفوضى. القادة الأمنيون حذّروا صفحات مواقع التواصل من نشر الأكاذيب، رغم أن الحقيقة نفسها في هذه المدينة تجيد توزيع الرعب بلا حاجة للمبالغة.

الدكتور شهيد الغالبي قال إن المدارس يجب أن تبقى بعيداً عن رائحة البارود. المدارس وُجدت كي تعلّم الأطفال كيف يكتبون، لا كيف يتوارثون ثأراً. لكنه يعرف أن كلاماً كهذا أصبح أشبه بترميم جدار يتهاوى منذ سنوات. البيئة التعليمية لا تقوى على حماية نفسها حين يصبح الطالب سفيراً لعشيرته قبل أن يكون تلميذاً في الصف.

الغالبي حاول أن يصرخ، حاول أن يقول: إن المدرسة كان يمكنها احتواء الخلاف منذ اللحظة الأولى. لكن كيف تحتضن مدرسة صراعاً يمتد جذوره خارج أسوارها إلى حقول قرى كاملة؟ التلاميذ الصغار في سيد دخيل يحملون إرثاً من الحساسية العشائرية أكبر من دفاترهم.

لجنة تقصي حقائق

في جهة أخرى، كان كريم جبار الغزي، مدير مكتب المفوضية العليا لحقوق الإنسان في ذي قار، يجمع أوراقاً عن الحادث، يشكّل لجنة لتقصي الحقائق، ويراقب بحسرة انتشار القوات الأمنية التي تحاول الآن إقناع قبيلتين بأن الرصاص ليس وسيلة تفاهم مقبولة. شخص قُتل، وآخرون يرقدون في المستشفى. كل ذلك لأن طفلين تعاركا، أو تجادلا، أو تطاولا على بعضهما بتلميحة ما.

الغزي قال إن ما جرى يمثل تحدياً أمنياً كبيراً. الحقيقة أكثر مرارة. ما جرى يمثل إعلاناً عن انهيار قواعد العيش، عن سلطة غائبة، عن دولة تحاول عبثاً أن تُمسك بطرف خيط يتمزق كل يوم.

راجي سلطان الزهيري، الكاتب الذي يعرف وجع الناصرية أكثر مما يريد، كتب مقالة تتفجر أسى: على هذه الأرض، السلاح يعلو صوته على صوت الدولة. النزاعات العشائرية تحولت إلى طقس يومي. نيران بلا منطق. معارك لا تحتاج إلى سبب كي تبدأ. الزهيري قال إن بعض هذه النزاعات يبدو وكأنه حرب بين دول لا بين أبناء مدينة واحدة. الواقع هنا لا يحتاج إلى تشبيه، فهو كارثة مكتملة الملامح.

الناصرية تعيش ما يشبه متوالية عنف مفتوحة. كلما انطفأت معركة، اشتعلت أخرى. طفل يسحب يد زميله بعنف في ساحة مدرسة، فيتحول إلى جرحى وموت ووجوه مرعوبة تنظر عبر نوافذ البيوت. الأهالي يسمعون الرصاص قبل سماع صوت الطابور الصباحي. الأطفال صاروا يحفظون أسماء أصوات الأسلحة مثلما يحفظون جدول الضرب.

في أروقة الشرطة، هناك تقارير تضج بالأرقام: 120 نزاعاً عشائرياً في عام واحد فقط. شُح المياه، خلافات على أراضٍ زراعية، إساءة استخدام مواقع التواصل، أسباب تتوالد بلا توقف. أرقام تعلن أن المجتمع يدور في حلقة دم، لا يعرف من أين يبدأ الخلاص.

في قضاء الإصلاح، حذّر الوجهاء قبل أشهر من أن العنف الزاحف سيطرق أبواب المدن، وسيتسلل إلى الأزقة السكنية. تحذيرات تبدو الآن كأنها مجرد يوميات يتكرر صداها. لا أحد يأخذ الدرس، ولا أحد يتذكر أن الرصاصة التي تنطلق لا تسأل عن هوية الضحية.

أخبار مشابهة

جميع
ليل تهزه القاذفات ونهار ينهشه الدخان.. نزاع طاحن بين سرايا السلام وبيت العاشور يوقع ضحايا

ليل تهزه القاذفات ونهار ينهشه الدخان.. نزاع طاحن بين سرايا السلام وبيت العاشور يوقع ضحايا

  • 15 تشرين ثاني
تغييرات كبرى مرتقبة في صفوف القيادات العسكرية والأمنية.. خطوة استراتيجية أم مناورة انتخابية؟

تغييرات كبرى مرتقبة في صفوف القيادات العسكرية والأمنية.. خطوة استراتيجية أم مناورة...

  • 6 تشرين ثاني
من حالة نفسية إلى مأساة أمنية.. تفاصيل صادمة لحادثة منطقة "سيد جميل" في العمارة

من حالة نفسية إلى مأساة أمنية.. تفاصيل صادمة لحادثة منطقة "سيد جميل" في العمارة

  • 3 تشرين ثاني

شبكة عراقية اعلامية

  • الرئيسية
  • مقالات
  • فيديو
  • كاريكاتور
  • إنفوغراف
  • سياسة الخصوصية

جميع الحقوق محفوطة