صدفتان تاريخيتان ترفعان التفاؤل.. انفوبلس تفصّل نقاط قوة وضعف العراق قبل مواجهة السعودية
انفوبلس/ تقرير
يخوض المنتخب العراقي يوم غد الثلاثاء مواجهة تاريخية وحاسمة أمام نظيره السعودي في إطار مباريات الجولة الأخيرة من الملحق الآسيوي المؤهل إلى كأس العالم 2026 بالولايات المتحدة وكندا والمكسيك، فما هي نقاط قوة وضعف "اسود الرافدين"، وما هي أسلحته في اللقاء التاريخي؟
ومن المقرر أن يواجه المنتخب العراقي نظيره السعودي في لقاء حاسم، سيكون فيه أسود الرافدين مطالبين بتحقيق الفوز، على استاد مدينة الملك عبد الله الرياضية، مساء الثلاثاء المقبل الساعة 9:45 بتوقيت مكة المكرمة.
ونستعرض في سياق التقرير التالي أبرز نقاط قوة وضعف المنتخب العراقي في الفترة الحالية التي تسبق مواجهة السعودية، إذ يتوجب على أسود الرافدين تحقيق الفوز لبلوغ المونديال رسميًا.
أبرز نقاط قوة منتخب العراق قبل المواجهة المرتقبة
انضباط خط الوسط
يعد خط الوسط من أبرز عوامل قوة الفريق العراقي، خصوصًا مع الوفرة الكبيرة في هذا المركز مقارنة بغيره، إذ يمتلك المدرب غراهام أرنولد عددًا من النجوم الذين يمتلكون الحلول الفردية في أصعب الظروف.
ومن أبرز لاعبي هذا المركز: زيدان إقبال، وكيفن يعقوب، وإيمار شير، من دون أن ننسى الأدوار الدفاعية والبدنية الكبيرة للثنائي أسامة رشيد وأمير العماري، إذ من المتوقع أن يشارك أحدهما أساسيًا في المباراة.
ثقل أيمن حسين
يوم أمس كان الفريق العراقي بحاجة ماسة إلى مهاجم يسجل من أنصاف الفرص، أو أن يتسبب بالمشكلات في صفوف الدفاع الإندونيسي، ولكن ذلك لم يحدث بسبب غياب أيمن حسين المؤثر عن المواجهة الصعبة.
حسين من المقرر أن ينتظم بشكل كبير في تدريبات الفريق العراقي ابتداءً من اليوم الأحد، خصوصًا وأن الجهاز الطبي منحه الضوء الأخضر للمشاركة، ولهذا سيتحصل غراهام أرنولد على سلاحه الفعّال.
الروح القتالية
على مر سنوات طويلة، يعرف اللاعب العراقي بأنه يمتلك الروح القتالية التي تدفعه لصنع الإنجاز والفارق في أهم وأقوى المباريات القارية والدولية، إذ حقق المنتخب العراقي الإنجازات من رحم المعاناة.
ومن أبرز الشواهد، التأهل إلى مونديال 1986 أثناء الحرب مع إيران، وعام 2004 حقق العراق المركز الرابع في أولمبياد أثينا رغم سقوط بغداد قبلها بعام، وفي 2007 توج العراق بكأس آسيا رغم معاناة الحرب الأهلية.
أبرز نقاط ضعف المنتخب العراقي في ملحق المونديال
العمق الدفاعي
من المتوقع أن يعاني المنتخب العراقي دفاعيًا في مباراته أمام السعودية بعد غد الثلاثاء، إذ تعرض المدافع زيد تحسين لحالة طرد أمام إندونيسيا، وأيضًا يعاني مناف يونس من آلام كبيرة جراء الإصابة التي تعرض لها.
وبسبب هذه الظروف، سيكون العمق الدفاعي للفريق العراقي مقلقًا بالنسبة للمدرب غراهام أرنولد، الذي سيحاول بدوره معالجة هذا الضعف لمواجهة قوة الهجوم السعودي والإمكانات الفنية العالية للاعبيه.
تأثر لاعبي العراق بالطقس
يتأثر لاعبو الفريق العراقي بقوة بعاملي المناخ والطقس، حيث يرتبط الأداء بوضع الطقس في الملعب أو المدينة التي يخوضون المباراة فيها، لهذا نلاحظ أن مردودهم يقل حين تكون الرطوبة مرتفعة نوعًا ما.
وأبرز مثال على ذلك، ظهورهم بأداء باهت في مباراة الكويت بالتصفيات الآسيوية المؤهلة للمونديال في أيلول/ سبتمبر العام الماضي، وأيضًا هبوط الأداء يوم أمس أمام إندونيسيا، بسبب التأثر بمستويات الرطوبة.
مدة عمل الجهاز الفني
تمثل مدة عمل الجهاز الفني لمدرب المنتخب العراقي غراهام أرنولد معضلة كبيرة أمام المدرب الأسترالي، الذي لم يتعرف بشكل تام على أغلب لاعبيه، لأنه تسلم مهامه فقط في منتصف مايو/ أيار الماضي.
ولهذا السبب لم يشارك عدد من اللاعبين تحت قيادته، إذ شارك زيدان إقبال لأول مرة يوم أمس، وكذلك هو الحال بالنسبة للاعب بشار رسن، وبالتالي قد يؤدي هذا الأمر إلى عدم اختيار أفضل وأنسب اللاعبين لتشكيلة الأسود.
وسيكون منتخب العراق بحاجة ماسة إلى تحقيق الفوز في مباراته التاريخية أمام السعودية، من أجل التأهل مباشرة إلى كأس العالم، كونه يحتل وصافة المجموعة الثانية حاليًا، متخلفًا بفارق عدد الأهداف المسجلة عن السعودية.
3 مفاتيح لمواجهة المد السعودي
سيحاول مدرب أسود الرافدين استغلال 3 مفاتيح لعب من أجل ضرب دفاعات الفريق السعودي ومحاولة تسجيل الأهداف وتحقيق الفوز لخطف بطاقة التأهل إلى نهائيات كأس العالم بعد نحو 40 عاما.
جدار العراق
لصد المد السعودي، لا بد لمدرب المنتخب العراقي غراهام أرنولد أن يؤمن دفاع أسود الرافدين بشكل جيد، على الرغم من المشكلات المتمثلة بغياب ثنائي قلب الدفاع زيد تحسين ومناف يونس.
المدرب الأسترالي سيعمل على غلق المساحات وتثبيت جدار دفاعي يبدأ من خط الوسط والأجنحة مرورا بالأظهرة وقلبي الدفاع، كي يمنع تسلل أي لاعب سعودي، كما من المتوقع أن يخصص لاعبين اثنين لمراقبة سالم الدوسري ومنعه من التحرك بأريحية، لذا من الممكن أن يكون الجدار العراقي مفتاحا للانتصار يوم غد.
الأجنحة الطائرة
في مباراة العراق أمام إندونيسيا، لم تظهر أجنحة المنتخب العراقي بشكل مؤثر أو مميز، خصوصا أن المدرب اعتمد على بشار رسن وإبراهيم بايش اللذين أُرهقا بالواجبات الدفاعية.
وبعد إنجاز مهمة إندونيسيا، من المؤمل أن يجري أرنولد تغييرات في مركزي الجناح الأيمن والأيسر، إذ من المتوقع أن تشهد المواجهة مشاركة يوسف أمين من الدقيقة الأولى إلى جانب إبراهيم بايش، وربما الاعتماد أيضا على منتظر الماجد، لهذا سيمتلك المدرب أجنحة طائرة من المنتظر أن تكون فعالة في الهجمات المرتدة على الدفاع السعودي.
الرجل الأول
ترك أيمن حسين أثرا كبيرا بغيابه عن المباراة الأولى لفريقه أمام إندونيسيا، فعلى الرغم من أنها انتهت بفوز منتخب أسود الرافدين بهدف نظيف، إلا أن الفريق ظهر ضعيفا في منطقة الهجوم.
الفريق العراقي حين يشارك أيمن حسين يصبح أخطر وأكثر شراسة أمام المرمى، خصوصا أن اللاعب يجيد التسجيل من أنصاف الفرص ومن كرات رأسية متقنة، لذا عمل المدرب أرنولد على تجهيزه لمباراة يوم غد بعدما غاب عن المواجهة الأولى بسبب عدم الجاهزية، لهذا سيكون حسين الرجل الأول في تشكيلة الفريق.
يذكر أن مدرب العراق غراهام أرنولد سبق له أن قاد أسود الرافدين في 5 مباريات سابقة، إذ خسر أمام كوريا الجنوبية 2-0، وفاز على كل من الأردن 1-0 وهونغ كونغ 2-1 وتايلاند 1-0 وإندونيسيا بالنتيجة ذاتها.
صدفتان ترفعان التفاؤل
هناك صدفتان لعلهما ترفعان مستوى التفاؤل لدى الجماهير العراقية قبل مباراة أسود الرافدين أمام الأخضر السعودي، إذ تتمثل الصدفة الأولى بأن تأهل العراق في المرة الماضية تحقق من الأراضي السعودية، إذ كانت الأرض المفترضة لمنتخب أسود الرافدين في التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى المونديال، بسبب عدم قدرة الفريق على اللعب على أرضه نتيجة الحرب العراقية الإيرانية وقتها.
وبعد الطائف، يتطلع الفريق العراقي إلى أن يكون تأهله من مدينة جدة، إذ تعد الأراضي السعودية فأل خير للفريق العراقي على الرغم من صعوبة المواجهة يوم غد، واختلاف الظروف بين اليوم وتصفيات مونديال 1986، إذ لعب العراق حينها أمام المنتخب السوري، فيما سيلعب اليوم أمام صاحب الأرض والجمهور، وأمام جماهير غفيرة تملأ الملعب بالكامل.
وتتمثل الصدفة الثانية في أن المكسيك ستكون إحدى الدول التي تحتضن مباريات المونديال، فحين تأهل العراق إلى مونديال 1986 كانت البطولة تقام في المكسيك، لهذا ستكون صدفة سعيدة جدًّا، في حال نجح الفريق العراقي في بلوغ المونديال وربما يلعب مجددًا في المكسيك، ليعود إليها بعد سنوات طويلة، لم ينجح من خلالها في تحقيق حلم الجماهير
وفي النهاية يمكن القول ان مواجهة العراق والسعودية تجمع بين الضغط النفسي والتكتيك الفني، حيث يمتلك المنتخب العراقي قدرات جيدة في خط الوسط والأجنحة، إضافة إلى عودة أيمن حسين لتعزيز الهجوم. بالمقابل، تشكل الثغرات الدفاعية وقصر فترة عمل الجهاز الفني وتغيرات الطقس تحديات كبيرة.
تظل المباراة اختبارًا حقيقيًا للقدرة على تجاوز العقبات وتحقيق الفوز، وبذلك يصبح منتخب العراق على أعتاب كتابة فصل جديد في تاريخه الكروي، بعد غياب طويل عن نهائيات كأس العالم، ومواجهة واحدة قد تقرر مصير المشاركة في المونديال بعد نحو 40 عامًا من الانتظار.

