لاليغا طالبت بتحسين الوضع.. أزمة الـVAR في دوري نجوم العراق.. توقف شركة عشتار وأطراف النزاع تحت الضغط.. فهل تنسحب رابطة الدوري الإسباني؟
انفوبلس/..
وسط أجواء مشحونة بالتحديات، ومع تصاعد المنافسة في دوري نجوم العراق، وجد التحكيم الكروي نفسه أمام أزمة جديدة تهدد نزاهة المباريات. شركة عشتار، المسؤولة عن تشغيل تقنية حكم الفيديو المساعد (VAR)، أعلنت عن توقفها عن العمل، ليس بسبب خلل فني أو تقني، بل نتيجة أزمة مالية خانقة جعلتها عاجزة عن تسيير المباريات وفق المعايير المطلوبة. فمنذ انطلاق الجولة الـ21، لم تتسلم الشركة مستحقاتها، بينما تحتاج إلى 600 موظف لضمان تشغيل التقنية في 20 مباراة بكل جولة. في ظل هذا الواقع، يبقى التساؤل مطروحًا: كيف سيتعامل الدوري مع غياب التقنية؟ وهل ستؤثر هذه الأزمة على سير البطولة؟
*التفاصيل
أعلنت شركة عشتار، أمس السبت، عن توقفها بالعمل بتقنية الفيديو الVAR بسبب الأزمة المالية، قائلة إنها لم تستلم مستحقاتها منذ انطلاق موسم الجولة 21 من دوري نجوم العراق حتى الآن، بينما تحتاج إلى 600 موظف لإدارة 20 مباراة ضمن الجولة.
وذكر بيان للشركة، أنه "يؤسفنا إعلامكم بتوقف العمل بتقنية الفار في العراق اعتبارا من الجولة 21 من دوري نجوم العراق".
وأضاف "يؤسفنا أن نصل إلى هذه اللحظة الصعبة، فبالرغم من تحديثنا الكامل لمعدات النقل واستحداث تقنية الفار تلبية لتطلعات الاتحاد العراقي لكرة القدم ورابطة اللاليغا والجماهير العراقية، وبمبالغ طائلة وبقروض تثقل كاهلنا، إلا أننا لم نستلم مستحقاتنا منذ انطلاق الموسم وحتى الآن، رغم تنفيذ أكثر من 50% من المباريات، مما جعل الاستمرار في تشغيل الفار أمراً مستحيلاً، خاصة مع انتهاء الرخص السنوية للمنظومة من جهة، وضرورة تقليص النفقات التشغيلية من جهة أخرى".
وتابع البيان، أنه "ورغم أن التخصيص المالي لهذا الموسم لم يكن أصلاً يوازي حجم التطوير وما أنفقناه لتحديث المعدات، إلا أننا قبلنا على مضض أملاً في إنصافنا الموسم القادم، ومع ذلك وحتى هذه اللحظة لم نستلم أي مبلغ، مما جعل استمرار العمل في ظل هذه الظروف بالغ الصعوبة".
وأكمل البيان، أن "رفع مستوى الإنتاج وزيادة عدد الكاميرات واستحداث الفار تطلب منا توظيف مئات الكوادر، فالمباراة الواحدة تحتاج إلى أكثر من 60 مهندساً ومخرجاً ومصوراً وتقنياً، ومع وجود عشر مباريات في الجولة خلال ثلاثة أيام، نجد أنفسنا مطالبين بإدارة 600 موظف، وتأمين إقامتهم وتنقلاتهم وإطعامهم، كل ذلك على مدار 20 جولة، فتصوروا حجم الأموال المطلوبة فقط لاستمرار التنفيذ، دون أن ننسى هؤلاء الجنود المجهولين الذين لم يستلموا أجورهم بعد، ومع ذلك يواصلون العمل بصبر وإصرار لأنهم يؤمنون مثلنا بأن بلدنا يستحق".
وأردف "تحملنا تنفيذ معظم مباريات الموسم بقروض مرهقة، لكن الاستمرار بهذا الشكل لم يعد ممكناً، لقد بذلنا كل ما بوسعنا، لكننا اليوم أمام واقع يفوق قدرتنا على تحمله".
وأكد، أن "هذا القرار لم يكن سهلاً أبداً، لكنه أصبح واقعاً مفروضاً في ظل العجز المالي الذي نمر به، وقد يصل الأمر إلى توقف النقل التلفزيوني بالكامل في أي لحظة".
وأتم البيان، "قدمنا كل ما بوسعنا، واصلنا العمل رغم الصعوبات، تحملنا الضغوط، حرصاً على أن تبقى الصورة الزاهية للكرة العراقية دون أن تُخدش، تلك الصورة التي تجاوزت الجماهير المحلية وأصبحت حديث الجمهور والإعلام العربي، لكننا اليوم أمام واقع مؤلم يفرض علينا قرارات صعبة لم نكن نتمنى الوصول إليها".
*إيقاف النقل
في 21 كانون الثاني 2025، طالبت شركة عشتار للإنتاج التلفزيوني، إيقاف النقل التلفزيوني لدوري نجوم العراق لعدم استلامها أي مبالغ هذا الموسم من شبكة الإعلام بسبب النقص الحكومي.
وذكرت الشركة في بيان، أنه "في الوقت الذي نواصل فيه نقل قرابة نصف مباريات الموسم الكروي الحالي دون أن نستلم درهمًا واحدًا من الجهة الناقلة الرسمية وهي قنوات شبكة الإعلام العراقي بسبب نقص التمويل الحكومي لها على ما يبدو ، تجد شركتنا نفسها في أزمة مالية خانقة تهدد بشكل مباشر استمرارية النقل التلفزيوني لدوري نجوم العراق، لذلك، نعلن بأسف بالغ أننا تقدمنا بطلب رسمي إلى الاتحاد العراقي لكرة القدم لتعليق النقل التلفزيوني لدوري نجوم العراق لمدة 15 يومًا على الأقل".
وأضاف، أن "هذا الطلب، جاء كإجراء مؤقت وضروري، بعد أن ضاقت بنا السبل، ومع محاولاتنا المستمرة لتجنب أي توقف قد يحرم الجمهور العراقي الوفي من متابعة المباريات التي نعلم جميعًا قيمتها الكبيرة ومع ذلك، تواجهنا تحديات كبيرة أبرزها:
1- ديون تقنية الفار:
عدم قدرتنا حتى الآن على سداد مستحقات منظومات تقنية الفار التي اشترينها وبمبالغ باهظة في الموسم السابق ولم نستطع تسديد أجورها حتى الآن وكذلك تجديد التراخيص السنوية يهدد بتوقف التقنية في أي لحظة.
2- تحديث معدات النقل:
قمنا بتحديث كامل لمعدات النقل لتلبية تطلعات الاتحاد والجماهير العراقية الشغوفة وكان ذلك بمبالغ مهولة وبقروض ذات نسبة فوائد عالية، إلا أن تأخر سداد المستحقات جعل الأعباء المالية تتفاقم وحال دون تمكننا من التسديد ونتحمل عن كل يوم غرامات تأخيرية بأرقام فلكية.
3- رواتب الموظفين:
بسبب الأزمة المالية، لم نستطع دفع رواتب الكوادر الفنية والهندسية لأكثر من سنة ونصف، مما تسبب بتوقف نسبة كبيرة منهم عن العمل، مع خطر إضراب شامل لمن تبقى ما يهدد المنظومة كليًا.
4- التكاليف التشغيلية:
تشغيل الدوري يتطلب إدارة تنقل وإطعام وإقامة أكثر من 500 شخص في الجولة الواحدة، وهو ما بات مستحيلاً بسبب نقص التمويل".
وأشارت إلى، أن "هذا القرار لم يكن خيارنا الأول، بل هو إجراء اضطررنا لاتخاذه بعد محاولات عديدة لتجنب أي تأثير على سير الدوري. لقد عملنا بجد لضمان استمرار النقل بأعلى جودة ممكنة، وتحملنا ضغوطًا مالية هائلة للحفاظ على الصورة المشرقة لدورينا الذي شهد تطورًا لافتًا خلال العامين الماضيين على المستوى المحلي والدولي ونحن في عشتار، ومع كامل تقديرنا للجماهير العراقية والاتحاد وجميع الجهات المعنية، نناشد الجميع للعمل معًا لإنقاذ الدوري وضمان استمراريته".
*لاليغا تطالب بتحسين الامور
في هذا الصدد، أكد رئيس رابطة الدوري الاسباني خافيير تيباس أن هناك دولاً في المنطقة ترغب بتطبيق مشروع (لاليغا) على غرار العراق، فيما أشار الى أن الرابطة تعمل على جعل الرياضة العراقية من بين الأفضل في الخليج، وشدد على أن (لاليغا) العراق هو النموذج المناسب لجعل الكرة العراقية هي الأفضل.
وقال تيباس إنه "يجب تحسين جميع الامور المتعلقة بالرياضة والإدارة والبنية التحتية في دوري نجوم المحترفين العراقي، وهناك الكثير من العمل يجب انجازه بالرغم من إحراز الكثير من التقدم إلا أن الطريق مازال طويلاً"، مبيناً أن "تأسيس كرة قدم احترافية وبشكل صحيح لا يتم في 15 شهراً، بل أنه أمر قد يستغرق أعواماً كما أن المسؤولين عن كرة القدم العراقية سيعتادون مع الوقت على أن هذا هو النموذج المناسب لكي تصبح كرة القدم هنا من بين الأفضل في منطقة الخليج".
وأضاف، إن: "هناك دولاً أخرى في المنطقة ترغب في تكرار التجربة العراقية في بلدانها يسألوننا عن هذا الأمر، وهناك اهتمام كبير بمشروع مثل هذا ولكننا نصب كامل التركيز على مشروع العراق لأنه الأفضل وما نسعى له هو نجاح هذا المشروع".
وفي 4 حزيران 2023، تعاقد الاتحاد العراقي لكرة القدم، مع رابطة الدوري الإسباني "لا ليغا" للإدارة والإشراف على تنفيذ دوري المحترفين والتسويق له، وتنفيذ مشروع "الحلم 2030" الخاص بتطوير المواهب الرياضية.
وذكر المكتب الإعلامي لرئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، في بيان، أن السوداني رعى توقيع عقدين للشراكة بين الاتحاد العراقي لكرة القدم ورابطة الدوري الإسباني "لاليغا".
ووقّع العقد عن الجانب العراقي رئيس اتحاد الكرة عدنان درجال، فيما وقعه عن الجانب الإسباني رئيس رابطة الدوري الإسباني "لاليغا" خافيير تيباس.
وأشاد السوداني بخطوة اتحاد الكرة التي تهدف إلى النهوض بواقع كرة القدم العراقية، مشيداً بموقف "لاليغا" وتضامنها مع ضحايا الهجوم الإرهابي الذي استهدف عدداً من المشجعين الرياضيين في مقهى بقضاء بلد في صلاح الدين قبل سبع سنوات.
وأكد رئيس مجلس الوزراء ضرورة اعتماد العمل الاحترافي في جميع مفاصل الرياضة العراقية وليس كرة القدم فحسب، مشيراً إلى حرص الحكومة على تطوير الرياضة العراقية بكلّ مؤسساتها، وتكييف القوانين السارية لأجل تصحيح مساراتها، بما يعزز حضور العراق في المحافل الرياضية الخارجية.
من جانبه، عبّر تيباس عن تقديره للتعاون مع الاتحاد العراقي لكرة القدم، مؤكداً بذل الجهود من أجل إنجاح المشروع الذي وصفه بأنه أكبر من مجرد كرة القدم، نحو تعاون أوسع لتنشيط الرياضة في العراق.
فيما أكد رئيس الاتحاد العراقي لكرة القدم عدنان درجال أنّ العقد الموقع مع "لاليغا" يتضمن شقين أساسين، الأول تطوير المواهب الكروية العراقية، والآخر رعاية الدوري العراقي للمحترفين.
ويخصّ العقد الأول، المبرم بين اتحاد كرة القدم ورابطة "لاليغا"، الإدارة والإشراف على تنفيذ دوري المحترفين العراقي، وتعيين مدير تنفيذي إسباني لإدارة المشروع، وكذلك إعداد فريق عمل عراقي، تقوم رابطة دوري المحترفين بتدريبهم لإدارة اللجان العاملة على تنظيم مسابقة دوري المحترفين.
وفي ضوء العقد الأول تتولى الرابطة جميع الإجراءات المتعلقة بتسويق مسابقة الدوري، عبر التنسيق بين الإدارة التنفيذية لدوري المحترفين العراقي والمقرّ الرئيس لرابطة الدوري الإسباني في مدريد.
أما العقد الآخر فهو مشروع "الحلم 2030"، ويتضمن قيام رابطة "لاليغا" بتطوير المواهب الرياضية العراقية في مجال كرة القدم، كما تتولى الرابطة إقامة الدورات التدريبية والتطويرية للعاملين في مراكز الموهبة كافة، من مدربين وإداريين وغيرهم، وتكون هذه المراكز الرافد الرئيس لدعم المنتخبات الوطنية.