مباراة قد تتحول لحدث تاريخي الزوراء يدخل حالة استنفار بعد القرعة الآسيوية.. هل يفي رونالدو بوعده القديم للجماهير العراقية؟

انفوبلس/..

أسفرت قرعة بطولة دوري أبطال آسيا 2 عن مواجهة مرتقبة بين النصر السعودي والزوراء العراقي في المجموعة الرابعة، إلى جانب فريقي غوا الهندي والاستقلال الطاجيكي. وبقدر ما تحمل هذه القرعة من إثارة كروية على مستوى التنافس الآسيوي، فإنها حملت معها أيضاً جدلاً واسعاً بين الجماهير العراقية التي بدأت تحلم برؤية النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو على أرض العاصمة بغداد لأول مرة في تاريخه، في حدث قد يوصف بأنه "الأكبر جماهيرياً" في الكرة العراقية منذ سنوات طويلة.

وبين الأمل والترقب، والشكوك والاحتمالات، يبقى السؤال الأبرز الذي يتصدر النقاش: هل يقود رونالدو كتيبة النصر في مواجهة الزوراء على ملعب بغداد الدولي يوم الأول من أكتوبر المقبل؟

رونالدو والزيارة المؤجلة إلى العراق

في النسخة الماضية من دوري أبطال آسيا للنخبة، واجه النصر السعودي فريق الشرطة العراقي في العاصمة بغداد، بتاريخ 16 سبتمبر/ أيلول 2024. وقد عوّلت الجماهير العراقية حينها على حضور رونالدو، حيث جرى تنظيم تحضيرات ضخمة لاستقباله، لكن النجم البرتغالي غاب عن الرحلة بسبب وعكة صحية وإجهاد بدني.

غيابه حينها ترك خيبة أمل عميقة لدى الآلاف من المشجعين الذين حضروا إلى الملعب أو اصطفوا على الطرق المؤدية إلى المطار والفندق أملاً في رؤية "الدون". ورغم أن المباراة انتهت بالتعادل بهدف لمثله، إلا أن الحدث الأبرز الذي تناقلته وسائل الإعلام كان "خيبة الجماهير العراقية من غياب رونالدو".

غير أن اللاعب البرتغالي حاول معالجة الموقف سريعاً عبر رسالة نشرها على حسابه في "إنستغرام"، كتب فيها: "إلى كل من يشجعني في العراق.. أراكم قريباً".

هذه الكلمات اعتُبرت بمثابة وعد شخصي من رونالدو للجماهير العراقية، وهو ما يضاعف اليوم من حجم الترقب لاحتمالية حضوره مع فريقه النصر إلى بغداد لمواجهة الزوراء.

مواجهة عربية بنكهة تاريخية

أوقعت القرعة النصر في مجموعة تضم الزوراء العراقي، إلى جانب غوا الهندي والاستقلال الطاجيكي. ورغم أن الترشيحات تصب لصالح الفريق السعودي المدجج بالنجوم للتأهل عن المجموعة، إلا أن مواجهة الزوراء تحمل خصوصية مضاعفة.

من الناحية الفنية، فإن الزوراء يعد أحد أعرق الأندية العراقية وأكثرها جماهيرية، ويملك قاعدة ضخمة من المشجعين الذين يطلق عليهم "النوارس"، بينما من الناحية الجماهيرية، فإن مواجهة فريق يقوده رونالدو، حتى لو لم يشارك بنفسه، تعد حدثاً تاريخياً بالنسبة للعراق.

أما من الناحية التنظيمية، فإن إقامة مباراة بهذا الحجم في بغداد تفرض تحديات ضخمة على الاتحاد العراقي وإدارة نادي الزوراء من حيث الأمن والتنظيم والإقبال الجماهيري.

استنفار إداري وتنظيمي في بغداد

إدارة نادي الزوراء دخلت في حالة استنفار قصوى منذ لحظة إعلان القرعة. فإمكانية قدوم رونالدو إلى بغداد تعني استعدادات استثنائية، ليس فقط على مستوى النادي، بل على مستوى الدولة ككل. كما تتوقع السلطات العراقية أن يشهد مطار بغداد الدولي تجمعات ضخمة من المشجعين لاستقبال بعثة النصر السعودي.

ومن المرجح أن يقيم الفريق السعودي في أحد الفنادق المحصنة وسط العاصمة، وهو ما سيتطلب ترتيبات خاصة لمنع أي محاولة جماهيرية للوصول إلى مقر الإقامة، بالإضافة الى أن الأندية عادة ما تفتح تدريباتها للجماهير، لكن مع وجود رونالدو، قد يكون الأمر مختلفاً تماماً لتفادي الفوضى.

وبخصوص ملعب الزوراء الدولي الذي يستوعب نحو 16 ألف متفرج فقط قد لا يكون كافياً أمام حجم الطلب المتوقع على التذاكر، ما يضع الاتحاد العراقي أمام معضلة حقيقية. 

وبحسب مصادر إعلامية عراقية، فإن النادي بدأ التنسيق مع الجهات الأمنية والحكومية المختلفة لضمان مرور المناسبة بشكل سلس، خاصة في حال حضور النجم البرتغالي.

غياب محتمل.. ورغبة شخصية

تقارير صحفية سعودية رجّحت أن يتجه المدير الفني للنصر، البرتغالي جورجي جيسوس، إلى عدم إشراك رونالدو في مباريات دوري أبطال آسيا 2، بسبب ازدحام جدول المباريات وتركيزه على المنافسة في الدوري السعودي ودوري أبطال آسيا للنخبة.

لكن هذه الخطة قد تتغير إذا أصر رونالدو على الحضور، إذ يرى البعض أن رغبة اللاعب الشخصية قد تحسم الموقف، خاصة أنه وعد سابقاً جماهير العراق بزيارتهم، وقد تكون مواجهة الزوراء مناسبة مثالية لتنفيذ هذا الوعد.

وعلى الصعيد الفني، يدرك الزوراء أن مواجهة النصر لن تكون سهلة. فالنادي السعودي يضم أسماء عالمية بارزة بجانب رونالدو مثل السنغالي ساديو ماني والكرواتي بروزوفيتش والبرازيلي أندرسون تاليسكا.

لكن التحدي بالنسبة للزوراء ليس فنياً فقط، بل تنظيمياً أيضاً. إذ يعد هذا اللقاء من أصعب المباريات التي سيلعبها الفريق على الصعيد الآسيوي من حيث حجم الضغوط والتوقعات الجماهيرية.

الأبعاد الجماهيرية والسياسية

حضور رونالدو إلى العراق – إن حدث – لن يكون مجرد مناسبة رياضية، بل سيكون حدثاً جماهيرياً وسياسياً بامتياز. فزيارة نجم عالمي بحجمه إلى بغداد، بعد عقود من العزلة الأمنية والسياسية التي عاشتها البلاد، ستعطي رسالة إيجابية عن أمن العاصمة العراقية وقدرتها على استضافة مباريات كبرى.

كما أن الأمر سيعزز صورة الدوري العراقي والكرة العراقية قارياً، ويمنح الأندية العراقية دفعة معنوية ضخمة في مواجهة التحديات المالية والتنظيمية.

تصريحات من النصر السعودي

مصدر مسؤول في إدارة النصر أكد لوسائل الإعلام: "نرحّب بإقامة المباراة في أي مكان يحدده نادي الزوراء، سواء في بغداد أو البصرة، وفق ما يرونه مناسبًا. أما ما يُثار حول مشاركة كريستيانو رونالدو أو حضور الفريق الأساسي فهو أمر سابق لأوانه، إذ إن الفريق حالياً في مرحلة الإعداد للموسم الجديد، ويتواجد في هونغ كونغ لخوض بطولة كأس السوبر السعودي".

وأضاف المصدر: "بطبيعة الحال، يطمح النصر للمنافسة على جميع البطولات الممكنة، وحضور رونالدو للمباراة الماضية أمام الشرطة لم يتم بسبب ظروفه الصحية، لكن جميع اللاعبين الكبار حضروا وكانت الأجواء رائعة".

موعد المباراة ومكانها

وفق جدول الاتحاد الآسيوي، ستقام مباراة الزوراء والنصر في الأول من أكتوبر/ تشرين الأول 2025 عند الساعة التاسعة والربع مساءً بتوقيت بغداد، على ملعب الزوراء الدولي.

ومن المتوقع أن تشهد المباراة إقبالاً جماهيرياً غير مسبوق، سواء حضر رونالدو أم لم يحضر، غير أن حضوره سيضاعف الأهمية الجماهيرية والإعلامية للحدث.

والخلاصة، فإنه مع اقتراب انطلاق منافسات دوري أبطال آسيا 2، تترقب الجماهير العراقية بفارغ الصبر مواجهة الزوراء مع النصر السعودي، ليس فقط لأنها مباراة كروية مهمة على الصعيد الآسيوي، بل لأنها قد تحمل معها حدثاً تاريخياً يتمثل في زيارة كريستيانو رونالدو إلى بغداد لأول مرة.

وبين الواقع الفني والاحتمالات التنظيمية، يبقى كل شيء مرهوناً بقرار النجم البرتغالي ومدربه، فيما يواصل جمهور "النوارس" العراقي رسم سيناريو مثالي يرونه في بالهم: رونالدو على أرض بغداد، يسجل هدفاً أو يلوح للجماهير التي انتظرته طويلاً.

أما السؤال حول حضور كريستيانو رونالدو إلى بغداد فسيبقى معلقاً حتى إشعار آخر، لكن مجرد احتمالية حدوثه قد خلقت حالة من الحماس غير المسبوق. وفي الوقت الذي تأمل فيه الجماهير رؤية نجمها المفضل، تعمل الجهات المعنية على قدم وساق لضمان جاهزية العاصمة لاستقبال الحدث في حال تأكدت الزيارة، ليكون هذا اللقاء ليس مجرد مباراة كرة قدم، بل فرصة لإظهار قدرة العراق على استضافة الأحداث الرياضية الكبرى.

وبغض النظر عن حضوره أو غيابه، فإن القرعة وضعت الكرة العراقية أمام واحدة من أهم اللحظات التاريخية في مشوارها الآسيوي الحديث.