العراق يتصدر تصنيف المنتخبات المتأهلة للملحق العالمي.. هل يحقق الحلم المونديالي؟
انفوبلس/ تقرير
مع اقتراب أيام الملحق العالمي المؤهل لكأس العالم 2026، تتجه أنظار عشاق كرة القدم حول العالم نحو المنافسة التي ستحدد آخر المنتخبات المتأهلة للمونديال. العراق يدخل هذه المعركة بتصنيف قياسي بين فرق الملحق، متفوقًا على منافسيه ومتمتعًا بأفضلية نسبية قبل المواجهة الحاسمة ضد الإمارات في إياب الملحق الآسيوي.
تأهل الكونغو الديمقراطية إلى الملحق العالمي أضاء السباق وأوضح المسار أمام الفرق الستة التي ستتنافس على بطاقتين فقط إلى النهائيات، ما يجعل الأجواء أكثر إثارة وتشويقًا قبل انطلاق المباريات في المكسيك خلال مارس 2026.
وبفضل التصنيف الأعلى للعراق بين المنتخبات المتأهلة، تتضاعف التوقعات والأحلام في تحقيق إنجاز تاريخي يعيد أسود الرافدين إلى أكبر محفل كروي في العالم بعد غياب طويل.
تأهل منتخب الكونغو الديمقراطية
تأهل منتخب الكونغو الديمقراطية جاء بعد مواجهة دراماتيكية مع نيجيريا في البطولة المصغرة الإفريقية المؤهلة للملحق، حيث انتهت المباراة بالتعادل 1-1 بعد الوقت الأصلي والإضافي، قبل أن تحسم ركلات الترجيح النتيجة لصالح الكونغو الديمقراطية بنتيجة 4-3.
شهدت المباراة تألق الحارس البديل تيموثي فايولو الذي تصدى لركلتين حاسمتين، بينما سجل القائد شانسيل مبيمبا الركلة الحاسمة، ليضمن التأهل إلى الملحق العالمي، الذي سيقام في المكسيك خلال شهر مارس 2026.
تأهل الكونغو الديمقراطية يمثل انتصارًا كبيرًا للقارة الإفريقية، حيث تمكنت من تخطي منافسة شرسة مع نيجيريا، وهي إحدى المنتخبات الكبرى في القارة. ويؤكد هذا الإنجاز أن الملحق العالمي سيكون مسرحًا صاخبًا، يضم فرقًا من قارات مختلفة تتنافس على آخر بطاقتين متاحتين للانضمام إلى كأس العالم، ضمن نظام البطولة المصغرة الذي اعتمده الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا).
الملحق العالمي المؤهل لمونديال 2026
يطلق الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) على الملحق العالمي "بطولة المباريات الإقصائية المؤهلة لكأس العالم 2026″، وتتنافس في البطولة 6 منتخبات على آخر بطاقتين مؤهلتين للعرس العالمي.
وهذا شرح بسيط عن هذه "البطولة المصغرة" والمنتخبات التي تشارك فيها:
منتخبان من منطقة أميركا الشمالية الكونكاكاف (لم يُحددا بعد)
منتخب من آسيا (الفائز من مواجهتي العراق والإمارات).
منتخب من أفريقيا (الكونغو الديمقراطية).
بوليفيا المتأهلة للملحق من أميركا الجنوبية (الكونميبول).
كاليدونيا الجديدة المتأهلة للملحق عن منطقة أوقيانوسيا.
نظام الملحق العالمي المؤهل لمونديال 2026
وكشف الفيفا عن نظام هذه "البطولة المصغرة":
بين المتأهلين الستة للملحق ستلتقي المنتخبات الأربعة الأقل تصنيفا في التصنيف العالمي في نصف النهائي من التصفيات.
يتأهل المنتخبان الأعلى تصنيفا مباشرة إلى المباراة النهائية.
يتأهل الفائزان في نهائي البطولة إلى كأس العالم.
الملحق الآسيوي بين الإمارات والعراق
الإمارات × العراق (انتهت مباراة الذهاب 1-1).
العراق × الإمارات (الإياب في 18 نوفمبر/تشرين الثاني).
وستقام البطولة في مارس/آذار 2026 خلال فترة التوقف الدولي التي تمتد من 23 إلى 31 من الشهر نفسه وتقام في أميركا الشمالية والكونكاكاف ومن المفترض أن تكون في المكسيك، ولم تحدد المواعيد والملاعب بعد.
وباعتبارها القارة المستضيفة ستمثل كونكاكاف بمنتخبين في الملحق، هما أفضل صاحبي مركز ثان في الدور الثالث من التصفيات، وتشغل بنما وجامايكا حاليا هذين المركزين.
وبعد اكتمال المنتخبات الـ6، ستقسم إلى مصنفة وغير مصنفة، ثم توزع على مسارين منفصلين، ويتأهل المنتخبان الأعلى في تصنيف الفيفا ليأخذا مقعدا مباشرا في نهائي كل مسار.
أما المنتخبات الأقل تصنيفا فستخوض مباراتي نصف نهائي من مواجهة واحدة، يتأهل الفائزان منهما إلى النهائي، وسيحجز الفائزان بالنهائي بطاقتي المنتخبين الـ47 والـ48 في كأس العالم 2026.
موقف العراق في الملحق الآسيوي
العراق، الذي يحتل المركز 57 في تصنيف الفيفا الأخير، -وهو أعلى تصنيف بين المنتخبات التي تأكدت مشاركتها في الملحق العالمي حتى الآن، بما في ذلك الكونغو الديمقراطية (التصنيف 60)، بوليفيا (76)، وكاليدونيا الجديدة (150) - يواجه تحديًا كبيرًا في مباراة الإياب للملحق الآسيوي ضد الإمارات، بعد أن انتهت مباراة الذهاب في أبو ظبي بالتعادل 1-1.
هذه النتيجة تجعل مباراة البصرة الدولية حاسمة، حيث سيحسم الفائز بطاقة التأهل إلى الملحق العالمي. في حال استمرار التعادل، ستلجأ المباراة إلى وقت إضافي وركلات ترجيح، ما يزيد من الضغط على اللاعبين والجهاز الفني بقيادة المدرب الأسترالي غراهام أرنولد.
ويمثل تصنيف العراق الأفضلية النسبية أمام الإمارات (التي تحتل المركز 67)، ما يعني أن أسود الرافدين يمتلكون فرصة جيدة لفرض سيطرتهم في الملحق الآسيوي، لكن الأداء على أرض الملعب سيكون الفاصل النهائي.
ومن المتوقع أن يشهد ملعب البصرة الدولي حضورًا جماهيريًا كبيرًا لدعم المنتخب العراقي، في واحدة من أهم مباريات الكرة العراقية في السنوات الأخيرة، إذ أن الفوز سيمثل خطوة تاريخية نحو المشاركة في مونديال 2026.
وسيكون ملعب البصرة الدولي نقطة الانطلاق المهمة لمواجهة العراق ضد الإمارات، لما يتمتع به من سعة جماهيرية وبنية تحتية حديثة. الجماهير المتحمسة ستشكل قوة دفع كبيرة للفريق الوطني، خصوصًا أن الفوز سيمنح العراق مكانًا في الملحق العالمي، وهو هدف طال انتظاره منذ سنوات.
يأتي الملحق العالمي بعد مسيرة طويلة من التصفيات، حيث تحتل العراق مكانة مهمة في آسيا لكنها لم تحسم تأهلها بشكل مباشر. كما لم يسبق للمنتخب العراقي أن تأهل مباشرة إلى الملحق العالمي بهذا النظام الموسع، ما يجعل المباراة ضد الإمارات تاريخية على عدة مستويات، ليس فقط لجهة الصعود إلى الملحق، بل أيضًا من منظور إعادة التأكيد على قوة المنتخب العراقي وقدرته على المنافسة على الساحة القارية والعالمية.
وفي المحصلة، ومع اقتراب أيام الملحق، تترك الأنظار جميعها على العراق وقدرته على تحويل هذه الفرصة إلى إنجاز تاريخي. مباراة البصرة ستكون لحظة فاصلة في تاريخ الكرة العراقية، وقد تحدد مستقبل أسود الرافدين في المونديال.
الفوز على الإمارات ليس مجرد تأهل، بل هو رسالة قوية على أن العراق قادر على المنافسة على الساحة العالمية، وأن لديه الإمكانات واللاعبين الموهوبين لتحقيق أحلام الجماهير في العودة إلى أكبر مسرح كروي في العالم.
بالنسبة للكونغو الديمقراطية، فإن التأهل للملحق العالمي يمثل بداية جديدة لإثبات قدراتها في مواجهة فرق من قارات مختلفة، وهو ما يزيد من قوة المنافسة ويجعل الملحق العالمي بطولة منتظرة ومليئة بالإثارة.
في النهاية، الملحق العالمي لكأس العالم 2026 أصبح على الأبواب، والعراق على موعد مع اختبار تاريخي، حيث سيحدد أداء أسود الرافدين في مباراة البصرة مدى قدرتهم على كتابة فصل جديد في تاريخ الكرة العراقية، ويضع الجماهير في حالة ترقب وحماس غير مسبوق.
