النظام والتصنيف والخصوم المحتملين.. "انفوبلس" تفصّل رحلة العراق "الشاقة" إلى كأس العالم 2026

انفوبلس/ تقرير

لا تزال آمال المنتخب العراقي في بلوغ نهائيات كأس العالم 2026 قائمة رغم صعوبة المشهد وتعقّد الحسابات. فبعد نهاية الدور الرابع من التصفيات الآسيوية، وجد "أسود الرافدين" أنفسهم على أعتاب الملحق العالمي، في طريق مليء بالتحديات قد يعيدهم إلى المونديال بعد غياب دام قرابة أربعة عقود.

ورغم أن المشوار لم يكن سيئًا، فإن الفشل في خطف بطاقة التأهل المباشر أثار خيبة أمل بين الجماهير التي كانت تُمنّي النفس برؤية العلم العراقي في مونديال أميركا وكندا والمكسيك. ومع ذلك، تبقى الحظوظ قائمة، فالعراق ما زال ضمن الفرق التي تملك فرصة واقعية لانتزاع المقعد الأخير عبر الملحق العالمي، إلى جانب منتخبات من مختلف القارات.

إخفاق بطعم المرارة.. تفاصيل ضياع التأهل المباشر

كان مشوار العراق في الدور الرابع من التصفيات الآسيوية مثاليًا دفاعيًا، إذ لم تهتز شباك الفريق في أي من المباريات الثلاث الأخيرة، ومع ذلك لم تكن الحصيلة الهجومية كافية لحسم بطاقة التأهل المباشر.

الفارق البسيط في عدد الأهداف المسجلة حرم المنتخب العراقي من الصدارة، بعدما تفوق المنتخب السعودي بفارق هدفين فقط عقب فوزه على إندونيسيا 3-2، في حين اكتفى العراق بفوزٍ باهت 1-0 على الخصم نفسه.

هذه التفاصيل الصغيرة كانت كفيلة بإبعاد كتيبة المدرب الأسترالي غراهام أرنولد عن الطريق المباشر إلى كأس العالم، ليتحول الحلم إلى تحدٍّ أكثر تعقيدًا عبر بوابة الملحق القاري، ثم الملحق العالمي.

في هذا التقرير نتعرف إلى موعد مباراة العراق والإمارات في الدور الخامس والأخير من تصفيات كأس العالم 2026 آسيا والمزيد من التفاصيل حول طريق المحلق.

موعد مباراة العراق والإمارات في تصفيات كأس العالم 2026 آسيا

سيلتقي العراق والإمارات مرتين في التوقف الدولي المقبل في نوفمبر/ تشرين الثاني، لتُحسم البطاقة بإجمالي مباراتي الذهاب والإياب، مع عدم تطبيق قاعدة الأهداف خارج الديار.

وسيكون موعد مباراة العراق والإمارات الذهاب، يوم 13 نوفمبر 2025 في الإمارات، ويفترض أن تقام المباراة على ملعب هزاع بن زايد في مدينة العين أو ملعب محمد بن زايد في أبو ظبي. أما مباراة الإياب، فمن المقرر أن تُقام يوم 18 نوفمبر/ تشرين الثاني 2025، ويحتضنها ملعب البصرة الدولي في العراق.

ولم يتم تحديد موعد انطلاق المباراتين حتى الآن أو الملاعب بشكلٍ أكيد، ويفترض خلال أيام أن يتم الإعلان الرسمي عن الأمر من قبل الاتحادين العراقي والإماراتي.

المتأهل من العراق والإمارات سيجد نفسه في الملحق العالمي، والذي يشمل منتخبين من منطقة الكونكاكاف – أمريكا الشمالية (لم يُحدَّدا بعد)، ومنتخبًا واحدًا من كل من الاتحاد الآسيوي (الفائز من العراق والإمارات)، والاتحاد الأفريقي لكرة القدم (الفائز من ملحق خاص يضم الغابون، نيجيريا، الكاميرون والكونغو الديمقراطية ويُقام في المغرب)، واتحاد الكونميبول – أمريكا الجنوبية (بوليفيا)، واتحاد أوقيانوسيا (كاليدونيا الجديدة). وستقام البطولة في مارس/ آذار 2026 خلال فترة التوقف الدولي التي تمتد من 23 إلى 31 مارس.

ومن المقرر أن تقام مباريات الملحق العالمي في الولايات المتحدة أو المكسيك، حيث سيجنب المنتخبان الأعلى تصنيفا الدور الأول للملحق، وتلعب الفرق الأربعة الأخرى مباراتين لتحديد منتخبين يتأهلان للقاء المنتخبين الأعلى تصنيفاً، لتحديد آخر بطاقتين مؤهلتين للمونديال المقرر إقامته في أميركا وكندا والمكسيك صيف العام المقبل.

حتى الآن لم يُعلن رسميًا عن البلد الذي سيستضيف الملحق، غير أن التقارير الأخيرة ترجح إقامته في المكسيك التي ستتشارك استضافة المونديال مع أمريكا وكندا.

وبنهاية جولة أكتوبر (تشرين الأول) من تصفيات كأس العالم 2026 في مختلف القارات، بدأت الأمور في الوضوح بخصوص المنتخبات التي ستشارك في الملحق العالمي المؤهل للمونديال، والذي سيقام في مارس (آذار) من العام المقبل.

تصنيف المنتخبات التي قد تصطدم بالعراق في طريق كأس العالم 2026 في حال عبور الإمارات: 

بحسب آخر تصنيف صادر عن الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، يحتل المنتخب العراقي المركز 58 عالميًا، وهو مركز جيد على المستوى الآسيوي، لكنه يضع "أسود الرافدين" خلف أربعة منتخبات من القارات الأخرى المشاركة في الملحق، ما يعني أن العراق قد لا يكون ضمن المنتخبات الأعلى تصنيفًا التي تُعفى من الدور الأول.

رغم المنافسة الشديدة في القارة السمراء، تأهلت 4 منتخبات إلى الملحق الأفريقي الذي سيُقام في الشهر المقبل لتحديد ممثل القارة في الملحق العالمي:

نيجيريا (45 عالميًا)

الكاميرون (52 عالميًا)

الكونغو الديمقراطية (60 عالميًا)

الغابون (79 عالميًا)

قارة أمريكا الجنوبية: بوليفيا (77 عالميًا)

ضمنت بوليفيا بالفعل مقعدها في الملحق العالمي بعد نهاية تصفيات أمريكا الجنوبية، رغم سجلها المتواضع مقارنة بجيرانها من منتخبات القارة اللاتينية. ورغم أن بوليفيا تُعدّ من أضعف المنتخبات اللاتينية على الورق، إلا أن خبرتها في مواجهة منتخبات الصف الأول في القارة مثل البرازيل والأرجنتين تجعلها خصمًا لا يُستهان به.

قارة أوقيانوسيا: نيو كاليدونيا (150 عالميًا)

تُعد نيو كاليدونيا أو "كاليدونيا الجديدة" أضعف المنتخبات المشاركة في الملحق من حيث التصنيف، إذ تحتل المركز 150 عالميًا، ما يجعلها الخيار "الأفضل" لأي منتخب يسعى للعبور إلى المرحلة النهائية من الملحق. ورغم ذلك، فإن المنتخب القادم من أوقيانوسيا غالبًا ما يكون منظمًا ومقاتلًا، ويعتمد على الجانب البدني والانضباط التكتيكي.

قارة أمريكا الشمالية: 

لم تُحسم بعد هوية المنتخبين اللذين سيمثلان القارة في الملحق (منتخبان فقط اصحاب الافضل في المركز الثاني حسب الجدول ادناه)، لكن الترشيحات الحالية تشير إلى هذه المنتخبات: 

بنما (29 عالميًا)

كوستاريكا (47 عالميًا)

جامايكا (69 عالميًا)

هندوراس (65 عالميًا)

كوراساو (84 عالميًا)

سورينام (131 عالميًا).

تأثير تصنيف "فيفا" على مشوار العراق في الملحق العالمي

يُمكن تلخيص تأثير تصنيف المنتخبات المتأهلة للملحق العالمي على مشوار العراق (الذي يحتل المركز 58) على النحو التالي:

في حال تأهل منتخبان أعلى تصنيفاً: إذا صعد منتخبان أعلى تصنيفاً من العراق (مثل نيجيريا أو الكاميرون من إفريقيا، أو بنما أو كوستاريكا من أمريكا الشمالية)، فإن العراق لن يكون ضمن المنتخبات الأعلى تصنيفاً التي تُعفى من خوض الدور الأول للملحق العالمي. هذا يعني أن "أسود الرافدين" سيضطرون لبدء مشوارهم من الدور الأول.

في حال تأهل منتخب واحد أعلى تصنيفاً أو لا يوجد: إذا تأهل منتخب واحد فقط أعلى من تصنيف العراق، أو لم يتأهل أي منتخب أعلى منه، فسيكون العراق ضمن المنتخبات الأعلى تصنيفاً التي تتجنب خوض الدور الأول للملحق.

وما يحتاجه المنتخب الآن هو الثبات الذهني والهدوء تحت الضغط – بحسب محللين - خصوصًا في مباراة الذهاب بالإمارات، التي ستكون مفتاح التأهل قبل العودة إلى جحيم البصرة وسط جمهور غفير.

طريق العراق إلى كأس العالم 2026 سيكون الأطول والأصعب في تاريخه الحديث، إذ في مارس المقبل، حين يُقام الملحق العالمي في القارة الأمريكية، قد يكون العراق على موعد مع كتابة صفحة جديدة في تاريخه الرياضي.

فمن يدري؟ ربما تكون هذه المرة لحظة عودة "أسود الرافدين" إلى مسرح الكبار، بعد 40 عامًا من الانتظار، لتدوّن الكرة العراقية سطرًا جديدًا في ذاكرة المونديال.

العراق في المركز 58 عالميًا، وأمامه أربعة منتخبات أعلى تصنيفًا تنتظر في الملحق، لكن التاريخ يقول إن كرة القدم لا تعترف بالأرقام فقط. هي لعبة التفاصيل، والإصرار، واللحظة التي لا تتكرر. وربما، في ليلة من ليالي مارس المقبلة، سيهدر المعلق صوته صارخًا: "العراق إلى كأس العالم!".