edition
إنفوبلاس
  • الرئيسي
  • كل الأخبار
    • سياسة
    • أمن
    • اقتصاد
    • رياضة
    • صحة
    • محليات
    • دوليات
    • منوعات
  • اقرأ
  • شاهد
  • انظر
  • انفوغراف
  • كاريكاتور
  • بودكاست
  • بلغتنا
  • من نحن
  1. الرئيسية
  2. الأخبار
  3. مدارس العراق تحت حصار العنف: جدران تتحوّل إلى ساحات صراع تهدد مستقبل الأجيال

مدارس العراق تحت حصار العنف: جدران تتحوّل إلى ساحات صراع تهدد مستقبل الأجيال

  • 22 تشرين اول
مدارس العراق تحت حصار العنف: جدران تتحوّل إلى ساحات صراع تهدد مستقبل الأجيال

انفوبلس/..

في أروقة المدارس العراقية، تتردد صرخات لا يسمعها أحد إلا من يعيش داخلها. صرخات الطلاب الذين يغرقون في بيئة تعليمية مشحونة بالعنف، صرخات المعلمين الذين يكادون يفقدون صبرهم أمام سلوكيات غير مسؤولة، وصرخات أولياء الأمور الذين يعجزون عن ضبط أبنائهم وسط فوضى تربوية واجتماعية متشابكة. العنف المدرسي، تلك الظاهرة التي لم تعد مجرد تجاوزات عابرة، بل تحوّلت إلى وباء يفتك بالبيئة التعليمية ويضعف القيم الأخلاقية، أصبح حقيقة يومية لا يمكن تجاهلها.

أشكال العنف

تشير التربوية نورة علي مهدي السعدي، مدرسة اللغة العربية في متوسطة الأحنف بن قيس في ديالى، إلى أن العنف المدرسي “نتاج تفاعل عوامل نفسية واجتماعية وتربوية”، مؤكدة على ضرورة الاعتراف بالظاهرة وتشخيصها وتحمل كل الأطراف مسؤوليتها. تبدأ المسؤولية بالأسرة، كنواة مجتمعية أولى لتنشئة الأطفال على القيم والأخلاق، مروراً بالمدرسة التي يجب أن تكون صرحاً للتوجيه والتهذيب، وصولاً إلى إيجاد استراتيجيات حقيقية للحد من الظاهرة.

وتضيف السعدي: “البيئة المدرسية الآمنة تتضمن مجلساً للآباء والمعلمين، له صفة معنوية في التقرب من المتعلمين ومعالجة اضطراباتهم النفسية، بما يُسهم في بناء جيل متوازن نفسياً وأخلاقياً”. فهي ترى أن العنف لا يقتصر على الطالب فقط، بل يمكن أن يمارسه المعلم أو حتى بعض إداريّي المدرسة، سواء كان جسدياً أو لفظياً أو نفسياً. العنف الجسدي يشمل الضرب أو الاعتداء البدني بين الطلاب، أما العنف اللفظي فيتجسد بالشتائم والتنمر والتهديد، بينما يشمل العنف النفسي الإهانة والتحقير والتمييز.

وبينما تتفاقم هذه الظاهرة، يبقى السؤال: كيف يمكن الحد منها؟ تشير السعدي إلى مجموعة من الحلول العملية، منها تعزيز الحوار الإيجابي داخل الأسرة، والدعم التربوي والنفسي لجميع الطلاب، وتدريب المعلمين على مهارات التعامل مع المشاكسين دون عنف، وتشجيع الأنشطة المدرسية الترفيهية والرياضية والفنية لتعزيز روح الفريق الواحد. كل هذه الخطوات تضع الأساس لبيئة تعليمية أكثر صحية، بعيدة عن التوتر والصراعات اليومية.

عادات مضطربة

المدرس محمد حميد سامي العبيدي في متوسطة صُنّاع الإبداع بالفلوجة يرى أن أسباب العنف لا تقتصر على المدرسة، بل تتعداها إلى العادات الاجتماعية المضطربة والدخيلة، إلى جانب ضعف تواصل إدارات المدارس مع أولياء الأمور. يقول العبيدي: “غياب الرقابة الأسرية، والحرمان النفسي، والإحباط الناتج عن ظروف الحياة، يجعل بعض الطلاب عرضة للاضطرابات والسلوكيات العنيفة”.

ويضيف: “إحساس المتعلمين بالإذلال غالباً ما يرتبط بشكل جوهري بالأداء التربوي القسري، فبقدر تعامل المربين مع طلبتهم برقة وبشعور إنساني، تكون النتائج أكثر قبولية، وبقدر ما تنغرس القيم الأخلاقية النبيلة في نفوسهم، يسود الاطمئنان والاستقرار”. وهو يؤكد على ضرورة كشف أي مشكلة يعاني منها الطالب وتبصيره بحلولها المناسبة، مع وضع برامج تربوية متكاملة لتصويب سلوكياته قبل أن تتحول إلى مشكلة كبرى داخل الصف والمدرسة.

وتوضح العبيدي أن النظام التربوي له وظائف متعددة، أبرزها تذكير الطلاب بالقيم والمعايير المجتمعية التي تنعكس على سمعة الأسرة والمجتمع، وتعليمهم الأخلاق الحميدة منذ المراحل الابتدائية وصولاً إلى الثانوية، بحيث تصبح التربية الإسلامية والقيم الأخلاقية جزءاً من هويتهم وسلوكهم اليومي. هذا الانعكاس القيمي يسهم في بناء مواطن صالح، يدرك مسؤولياته تجاه وطنه ومجتمعه.

مشكلات أُسرية

إلا أن المشكلة لا تقتصر على الطالب والمعلم فقط. يلفت التربوي باسم عبد الرحيم خضير من البصرة إلى أن بعض الأسر نفسها تشكل جزءاً من الأزمة، إذ “لا يتعاون العديد من أولياء الأمور في معالجة عنف أبنائهم، ويعترضون على أي ملاحظة تربوية، في الوقت نفسه لا يرضون بمحاكمة الأبناء عند إساءاتهم”. ويضيف: “هناك أولياء أمور يرون أن محاسبة المعلمين لأبنائهم عن تصرفات عنيفة هي نفسها عنف، بينما لا يرون تجاوزات الأبناء كالعراك أو التمرد أو الكلام البذيء عنفاً”.

في هذا السياق، يصبح المعلم الحلقة الأضعف في المعادلة، فهو غالباً ما يتحمل العبء الأكبر دون دعم أو حماية، في حين يُترك الطالب المسيء دون مساءلة، ما يجعل الظاهرة تتفاقم بشكل مستمر. لذلك يؤكد خضير على ضرورة حماية المعلمين عبر تقصي الحقائق بالأدلة، وتمييز الطالب المعتدي عن الطالب المعنف، وعدم السماح للإفلات من المحاسبة. فغياب العقاب يُشجع على التمادي، ويجعل العنف أسلوباً مقبولاً ضمن بيئة تعليمية مفككة.

ويُشير الباحث خليل إبراهيم عناد إلى أن غياب الرقابة الأبوية هو سبب رئيس للعنف المدرسي، مشدداً على ضرورة التدخل المبكر منذ ظهور السلوكيات العنيفة، ووضع لوائح تحدد دور المربي كعنصر محوري في التعامل مع الطلاب.

ويضيف أن التعاون بين المدرسة والأسرة أمر حاسم لمتابعة سلوك الطالب خلال اليوم الدراسي، مشيراً إلى أن التقصير في هذا المجال يؤدي إلى مضاعفة الظاهرة.

الأسباب

وتشمل أسباب العنف المدرسي الأخرى، وفق خبراء تربويين، ضعف تواصل إدارات المدارس مع أولياء الأمور، غياب دورات تدريبية للمربين على التعامل مع اضطرابات الطلاب النفسية، وعدم وجود بيئة تعليمية ملائمة لطبيعة شباب الجيل الحالي. هذه العوامل جميعها تتكامل لتشكل أرضية خصبة للعنف، وتضع الطلاب في دائرة الخطر النفسي والأخلاقي.

من الحلول المقترحة، التركيز على التربية القيمية في المناهج التعليمية، وإقامة برامج توعوية للأهالي والمعلمين، وتشجيع استخدام أنشطة تعليمية غير تقليدية لتعزيز التعاون وروح الجماعة، مثل المسرح والرياضة والفنون، بما يعزز القيم الأخلاقية ويقلل من التصرفات العدوانية. كما يجب على المدارس تعزيز التوجيه النفسي والإرشاد الفردي لكل طالب يعاني من مشكلات سلوكية، لضمان معالجة جذور المشكلة قبل تفاقمها.

الواقع المرير أن العنف المدرسي ليس مجرد حالات فردية، بل هو مؤشر على خلل أكبر في المجتمع، يعكس غياب القيم الأسرية، وعدم كفاءة النظام التربوي، والفجوة بين ما يُقدّم للطلاب من تعليم نظري وما يحتاجونه من دعم نفسي واجتماعي. في النهاية، كل يوم يمضي دون معالجة فعالة يضاعف حجم الضرر، ويزيد من فرص ظهور جيل غير متوازن، يفتقر للقدرة على التعامل مع المجتمع بوعي واحترام.

إن مواجهة هذه الظاهرة تتطلب شجاعة المسؤولين في المدرسة والأسرة والمجتمع، وصراحة في الاعتراف بالمشكلة، واستثمار كل الوسائل التربوية والنفسية للحد منها. فهي قضية وطنية بالمعنى الحقيقي، لأن مستقبل العراق وثقافته ومجتمعه يعتمد على الطلاب الذين نربيهم اليوم. كل معلم، كل ولي أمر، وكل مسؤول تربوي يحمل في يده جزءاً من الحل، وكل يوم تأخير يزيد من الخسارة.

أخبار مشابهة

جميع
ما الدروس المستخلصة من أزمة تصنيف "حزب الله" و"أنصار الله" كجهات إرهابية؟

ما الدروس المستخلصة من أزمة تصنيف "حزب الله" و"أنصار الله" كجهات إرهابية؟

  • 4 كانون الأول
تشظّي الهوية الكردية.. من خسائر الانتخابات إلى انتفاضة الهركية.. كيف انهارت الطاعة السياسية التقليدية في كردستان؟

تشظّي الهوية الكردية.. من خسائر الانتخابات إلى انتفاضة الهركية.. كيف انهارت الطاعة...

  • 4 كانون الأول
صفقة فرض الهيمنة.. كيف تتعارض عودة إكسون موبيل مع المصلحة الوطنية؟.. تحولات عميقة تحدث لأول مرة منذ 2003

صفقة فرض الهيمنة.. كيف تتعارض عودة إكسون موبيل مع المصلحة الوطنية؟.. تحولات عميقة تحدث...

  • 4 كانون الأول

شبكة عراقية اعلامية

  • الرئيسية
  • مقالات
  • فيديو
  • كاريكاتور
  • إنفوغراف
  • سياسة الخصوصية

جميع الحقوق محفوطة