ثأر النتن ياهو
في السابع والعشرين من حزيران 1976 خطفت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين طائرة فرنسية متجهة من مطار بن غوريون إلى باريس على متنها 248 راكباً بينهم إسرائيليون.
المجموعة المسؤولة تكونت من خمسة أفراد وقادة
اثنين من الخلايا الثورية الألمانية واثنين فلسطينيين وعراقي، وكان الهدف الإفراج عن المعتقلين الفلسطينيين.
تمت إجراءات خطف الطائرة بعد وقوفها ترانزيت في أثينا فطلب الخاطفون من الطيار التوجه بها إلى أوغندا حيث وافق رئيسها عيدي أمين على طلب القائد وديع حداد أن تحط الطائرة في بلاده.
توجه حداد إلى أوغندا وقابل رئيسها المتعجرف الذي ضغط على الفلسطينيين لقبول التفاوض الذي طلبته إسرائيل، وكان حداد يعلم أنها خدعة لكسب الوقت وسوف يقع هجوم مباغت على عنتيبي لكن وديع لم يكن صاحب القرار على أرض أوغندا بل عيدي أمين الذي كان يتصرف كالطاووس الذي لا يرى بندقية الصياد.
وديع كان يريد توزيع الرهائن على أماكن عدة لكن أمين أصر على بقاء الجميع في المطار وتعهد بمنع الإسرائيليين من اقتحام المطار.
توجهت قوة إسرائيلية خاصة قوامها مئتا جندي مرفقين بطواقم طبية واتصالات وغرفة عمليات كاملة بقيادة جوناثان نتنياهو الضابط المتقدم وتسللت ليلاً بعدما انسحبت معظم القوات الأوغندية.
ولأن وديع حداد كان على يقين من وقوع إنزال إسرائيلي طلب من الألمانيين الانسحاب والسفر بعد نجاح الخطف إلا أنهما آثرا البقاء والقتال جنباً إلى جنب مع الفلسطينيين والعراقي وقد ارتقوا جميعاً شهداء في المعركة.
ليلاً عندما استشعرت المجموعة وجود تحرك اقترحوا تحضير الرهائن لمنع المهاجمين من التقدم.. لكن قوطع التفكير بطلقات العدو الذي داهم الموقع بمعرفة كاملة بإحداثياته واستشهد أفراد المجموعة في مواجهة قصيرة وكان من بين القتلى الإسرائيليين قائد القوة جوناثان نتنياهو.
أطلقت إسرائيل اسم جوناثان على العملية وبقيت حادثة لا تزول ضمن ما خلفه الكفاح الثوري الذي تعرف إسرائيل رموزه وأفراده ولا تنساهم أبداً ولذلك نراها تستهدف حتى من تفرج عنهم فهي لا تكف عن هاجس الانتقام
بقي العراقي (وهو ليس الوحيد) في نظرها واحداً ممن أرعبوا وخطفوا وشتتوا وقتلوا خيرة قادتها.
ولا بد أن يكون أخوه النتن ياهو أكثر الإسرائيليين تمسكاً بتلك الذكرى وذلك الهاجس.
#شبكة_انفو_بلس