نهاية جولة لا حرب
أجمع المؤرخون والمحققون من مختلف المذاهب الإسلامية أنَّ النبي "ص" أخبر بمقتل الحسين "ع" منذ طفولته الباكرة
وأنه أخبر ما بلغه من الوحي بمكان وظروف مقتله
ولأنه الصادق الأمين قبل أن يكون نبيّاً والناطق بالوحي بعد أن صار نبياً
لم يكن ثمّة شك عند أحد أن ذلك واقع حتماً بلا مهرب أو ريب
ورغم ذلك لم يكن لمن تخلف عن ركب الحسين "ع" ونصرته عذرٌ أو حرج
بل كان حكمه الخسران والخزي وجهنم رغم أنه لم يكن سيغيّر القدر المحتوم
والناصر له سيضحي بروحه وعياله وإن لن يظفر بنجاة الحسين "ع"
بهذه المقاربة نجيب أنفسنا قبل السائل: لماذا وقفنا مع غزة؟ أكان الثمن المدفوع يستحق؟ هل كنا نتوقع هزيمة هذا العدو العالمي بإمكاناته المهولة؟
هل كانت المقاطعة مُجدية؟ ومثل هذه الأسئلة كثير..
في مثل هذه المخاطر والمواقف لا يجب التفكير بالخسارة المادية المتضمنة للأرواح والعيال.. هناك موقف وحسب إما أن نتخذه وإما نتخلف عنه وفي كلا الحالتين علينا أن نقبل بالنتائج خيرها وشرها مهما بلغت حدودها
إن الذي نصر غزة بموقفها وقرارها قبل كل شيء ثم دعم بيده ولسانه وقلبه وماله ثم أمدّهم بكل أشكال الدعم إنما نال الشرف وخلّد اسمه وكتب تاريخه بقناعته
لم يكن الثمن هو الأهم بل الموقف وحده،
فالثمن لم يكن خياراً لكي نقول إنه يرضينا أو لا يرضينا
أما العمالقة الذين ارتقوا فقد كان قرارهم وحدهم باستقلال كامل
وكل الدمار الذي جرى لم يكن بخطأ من غزة وأنصارها بل بوحشية عدوها فقط
فهل يُلام الأسير إن أراد الكرامة والتحرر من الذل؟ أم يُلام الطاغي والساكت عن طغيانه والداعم لطغيانه؟
شكراً لتلك الدماء الزكية
شكراً لذلك السؤدد والفخار
شكراً لمن فتح منهجاً جديداً ومرحلة جديدة لحياتنا المقبلة (كما اخترناها)
لقد انتهت هذه الجولة ذات الشهور الستة عشر
لكن الحرب لم تنتهِ عند هذا اليوم
ولن تنتهي إلا بعنوان واحد هو زوال الغدة السرطانية إلى الأبد
وكل موقف اتخذناه وسوف نتخذه مستمر حتى تحقيق ذلك..