هذا القبر لي
عندما عاد إلى العراق في 2003 كان يحرص على زيارة الشهيد محمد باقر الصدر في وادي السلام قرب الفتحة التاسعة في موقعه القديم (موقع القبة الحالي).
في إحدى زياراته كان دفّان الصدر، سيد زهير حاضراً، فقال أبو مهدي متحسراً:
- شگد حلو هسة الواحد عنده هنا گاع ويندفن يم الشهيد الصدر.
فأجابه سيد زهير:
- موجودة حجي .. هذي القطعة والثانية بصفها.
فرح أبو مهدي لذلك، وعلى فوره قرر شراء القطعتين معاً.
سُئل ذات يوم عن ذلك، فقال: لكي أجمع رفاق الجهاد الذين سوف يستشهدون.
وكان ذلك حقاً.. فبعد أسابيع معدودات استُشهد أحد أقرب القادة إلى روحه وقلبه وفكره وعزيمته القائد الملهم الفذ (أبو محمد الطيب)، الذي اغتيل بحادث سير مفتعل على طريق الكوت مثل العديد من قادة الجهاد الصادق من طبقة المهندس كالقائد أبو لقاء الصافي وغيره وصولاً إلى أيام ليست بعيدة عنا.
جاء المهندس برفيقه (أبو محمد) ليكون أول شهيد يُدفن في أرضه الجديدة التي سوف تصير فردوساً لنخبة الأطهار المجاهدين في العراق.
ثم كانت فاجعة استهداف أستاذه عز الدين سليم وجاء به أيضاً مع سكرتيره ورفيقه طالب الحجامي (أبو محمد العامري) ودفنهما بيديه مثلما أنزل الطيب بيديه.
ولرغبة عائلية تم نقل رفات عبد الزهرة عثمان إلى القطعة المقابلة وعاد القبر بجوار الطيب والعامري فارغاً، فأوصى السيد زهير (هذا القبر لي) مشيراً إلى مرقد عز الدين الأول.
توالى مجيء الشهداء صادقاً بعد صادق ومجاهداً بعد مجاهد ومبغضاً لأمريكا بعد مبغض وزاهداً بمغانم السلطة بعد زاهد
بعد يوم النصر في شتاء 2017 ليلاً أراد الجنرال الكرماني زيارة شهداء بدر الذين كان له معهم صحبة منذ الثمانينيات
حضر سيد زهير معهما وعادوا إلى قطعتي المهندس فأعاد وصيته
(هذا القبر لي)
وتحقق ما كان يبغيه أخيراً فجر 8 كانون الثاني 2020 ليكتمل عقد الشهداء بفخرهم وكبيرهم وقائدهم حينما حلّ في القبر الذي أعدّه لنفسه منذ 2004.
الصورتان خلال دفن الشهيد العظيم أبو محمد الطيب/ نيسان 2004