الإمام المُعلم
في الحديث عن الإمام علي بن الحسين "ع"، يحضرنا لقباه، زين العابدين لكثرة تعبُّده، والسجاد لكثرة سجوده. لننظر في سيرته ونركز على أسلوبه البصير بالإعلام وإيصال الرسالة بالفكر. الإمام سلام الله عليه لم تقابله الكوفة بالشماتة بعد واقعة كربلاء، بل قابلته بالدموع والحسرة خلافاً لما جرى في الشام ذات الطبول والتهكم والسب والاحتفالات الرسمية، لكن رغم ذلك لم يقابل الإمام، الشاميّين بالغضب والعتب كما فعل مع الكوفيين.
فالكوفيون يعرفونه ويعرفون قدره ومكانته، لكن الشاميّين كانوا ضحية آلة إعلام بني أمية، فكان الإمام يقبض على جراحه ويعرّفهم بالحقيقة التي تكتّم عليها معاوية ويزيد، وكان عليه السلام يعرف تكليفه وواجبه تجاه المجتمع وقدم هدفه الشريف على مشاعره المتحرقة، وقد استطاع أن يقلب أجواء الهرج الشامي إلى بكاء وعويل.
هكذا يكون صاحب الرسالة وهذا هو دور الإعلام الصائب فالهدف أسمى من رغبات النفس وغرورها
#شبكة_انفو_بلس