"ميسي بغداد" فيلم عراقي يصعد للأوسكار العالمي.. تعرَّف على قصته
انفوبلس/ تقارير
أثار فيلم المخرج العراقي سهيم عمر خليفة، "ميسي بغداد" عدداً من الأسئلة حول ارتباطات السينما بالواقع الذي تُحاكيه، حيث حصد الفيلم على جوائز في عدّة مهرجانات حول العالم، وتمت مناقشته في الأوسكار، ويشكل نموذجاً خاصاً لمنتج ثقافي يكثر هذه الأيام، حيث حاول الفيلم نقل مآسي بلد أنهكته الحرب إلى العالم.
*قصة الفيلم
بعد أن حقق نجاحات كبيرة على مستوى العالم بحصده 60 جائزة دولية ، أهّلته ليكون واحدا من أفضل عشرة أفلام على مستوى العالم، وهي القائمة شبه النهائية التي وصلت إلى الأوسكار عام 2014، قرّرت شركة "تيم برود كشنس" البلجيكية إنتاج فيلم روائي طويل عن الفيلم القصير “ميسي بغداد” للمخرج العراقي سهيم عمر خليفة.
-
"ميسي بغداد" فيلم عراقي يصعد للأوسكار العالمي.. تعرَّف على قصته
يتناول الفيلم قصة الصبي حمودي الذي يفقد ساقه بسبب الحرب في العراق، ويعيش بساق واحدة، لكن عَوَقه لا يمنعه من ممارسة هواياته، فهو يعشق كرة القدم مثل باقي الأطفال في القرية التي يعيش فيها، كما أنه من أشد المعجبين باللاعب الأرجنتيني ليونيل ميسي، ويرتدي قميصه في معظم أحداث الفيلم، وبسبب امتلاكه جهاز تلفزيون يتحمل أطفال القرية مشاركته معهم في المباريات، لكن الجهاز يتعطل ليلة نهائي بطولة دوري أبطال أوروبا بين برشلونة الإسباني ومانشستر يونايتد الإنجليزي، فيحاول حمودي إقناع والده بالذهاب إلى المدينة لإصلاحه، وهذا يؤدي الى مقتل الأب بسبب مواجهات مسلحة في المدينة، فيعود الطفل وحيداً إلى قريته ليشاهد المباراة في بيت أحدهم دون أن يخبر الأم بمصير والده.
* "ميسي بغداد" والأوسكار
-
"ميسي بغداد" فيلم عراقي يصعد للأوسكار العالمي.. تعرَّف على قصته
في عام 2014، أعلنت أكاديمية فنون وعلوم الصور المتحركة عن أسماء الأفلام القصيرة المرشحة لجائزة الأوسكار القادمة، مؤكدة أنّ فيلم "ميسي بغداد" للمخرج الكردي العراقي سهيم عمر خليفة، تم اختياره من بين 141 فيلماً.
*ميسي بغداد ومهرجان أوستند البلجيكي
يُعرض فيلم "ميسي بغداد" الطويل، للمرة الأولى دولياً في مهرجان أوستند السينمائي الـ 15 في بلجيكا، حيث ينافس في قسم المسابقة الرئيسية للفوز بإحدى الجوائز.
وكان الفيلم القصير "ميسي بغداد" قد حصد 60 جائزة عالمية، قبل أن يتم إنتاجه كفيلم سينمائي طويل، حيث جرى تصوير مشاهده في إقليم كوردستان.
-
"ميسي بغداد" فيلم عراقي يصعد للأوسكار العالمي.. تعرَّف على قصته
الفيلم ينافس إلى جانب 7 أفلام أخرى، 2 منها بلجيكيان، في قسم المسابقة الرئيسية لمهرجان أوستند، الذي انطلق في 27 كانون الأول عام 2022 في مدينة أوستند الساحلية البلجيكية، ويستمر لغاية الـ 4 شباط عام 2023.
"ميسي بغداد" هو ثاني فیلم طویل للمخرج بعد فیلم "زاكروس" الذي نال 12 جائزة عالمیة، منها الجائزة الرئیسیة في الدورة الرابعة والأربعین لمهرجان غینت في بلجیكا.
وسيُعرض الفيلم الذي يؤدي أدواره الرئيسية كلٌّ من زهراء غندور، أثير عادل، حسين حسن وعادل عبد الرحمن، في دور العرض البلجيكية في آذار 2023، وبدأت الملصقات الإعلانية الترويج له منذ الآن.
بدأت أعمال التصوير التي جرت في محافظتي أربيل ودهوك، منتصف 2021، من قبل فريق من إقليم كوردستان، هولندا وبلجيكا.
الفيلم أُنتج من قبل هیندریك فیرتە، عن طریق شرکة آي تیم برودکشن (A Team Productions) من بلجیكا، ومحمد اکتاش عن طریق شرکة میتوس فیلم (Mitos Film) من ألمانیا، كما شارك إقلیم کوردستان وهولندا في إنتاج الفيلم، فيما سيتم توزيعه من قبل أقوی شرکة توزیع الأفلام في أوروبا، وهي شرکة وایلد بونتش (Wild Bunch).
إنتاج الفيلم مول من قبل بلجیكا، هولندا، ألمانیا وإقلیم کوردستان، الفیلم، وتم صرف 500 ألف دولار أمریكي من میزانیة الفیلم لأعمال التصوير والإنتاج في إقليم كوردستان.
*مخرج الفيلم
سهيم عمر خليفة هو مخرج فيلم ميسي بغداد، وهو مخرج عراقي كردي منحدر من قضاء زاخو بإقليم كردستان ومقيم في بلجيكا.
-
مخرج فيلم "ميسي بغداد"
وخلال مسيرته، أحرز مخرج العمل خليفة، 120 جائزة في المهرجانات المحلية والدولية، عن 3 أفلام قصيرة هي (أرض الأبطال، ميسي بغداد، الصياد السيئ).
وكان خليفة المقيم في بلجيكا منذ عدة سنوات، سبق أن أخرج عام 2012، قصة "ميسي بغداد" كفيلم قصير حصد أكثر من 60 جائزة، ورُشِّح لجائزة الأوسكار لأفضل فيلم قصير.
ويُعد فیلم "ميسي بغداد" ثاني فیلم طویل للمخرج بعد "زاغروس" الذي نال تسع جوائز عالمیة، منها الجائزة الرئیسیة في الدورة الرابعة والأربعین لمهرجان غینت في بلجیکا.
*الفيلم والجوائز
في عام 2013 وقبل تحوّله إلى فيلم طويل، فاز الفيلم القصير ميسي بغداد بجائزة أفضل فيلم قصير في المغرب.
ومنح مهرجان "أزرو أفران" المغربي، جائزته للفيلم "الفلمنكي" القصير "ميسي بغداد"، الذي صوّر معاناة فتى عراقي مقطوع الساق، وهو يمارس هوايته المفضلة في كرة القدم.
"ميسي بغداد" ليس مجرّد فيلم سينمائي قصير، وإنما يتعدى هذه الحدود، إذ يبعث رسائل، مضمونها الحب والعاطفة التي ترافق متعة الكرة، مثلما تحفّز هذه المتعة، فتيان الحروب على نسيان بعضٍ من آلامهم.
وبحسب مخرج الفيلم بنسخته الإنكليزية، سهيم عمر (32 سنة) الذي يقيم في بلجيكا منذ العام 2001، فإن "الفيلم نجح في ترتيب لقاء فعلي جمع (حمودي)، باللاعب (ميسي) نجم فريق برشلونة".
ووقع الاختيار على تجسيد اللاعب "ميسي"، في الفيلم بسبب المعاناة المشتركة بين بطل الفيلم "حمودي"، و"ميسي"، حيث عانى كلاهما في طفولتهما من مرض الإعاقة. ويُظهِر الفيلم، الولع الكبير لـ"حمودي" باللعبة، ونادي برشلونة، لكنه يفشل في أن يكون حارس مرمى وحيد الساق، أثناء مباريات لفريقين شعبيين في الحي الذي يعيش فيه، بسبب تعرّضه إلى "ضربة" أوقفته عن الاستمرار في اللعب.
صُوِّر الفيلم، في منطقة واقعة بين محافظتي الموصل ودهوك شمالي العراق، كما وقع الاختيار على الفتى العراقي "حمودي" لكي يجسّد دور البطولة بعد رحلة بحث استغرقت ما يقارب خمسة أشهر، لاسيما أنّ عدداً من الشروط يتوجّب توفرها فيه، منها إتقانه اللغة العربية، وأنْ يكون معاقاً بساق واحدة إضافة إلى السِّن, عوضاً عن إجادته التمثيل، كما وقع الاختيار على فتيان ممثلين، من بغداد وبابل والموصل.
والفيلم الذي بلغت كلفته نحو 130 ألف دولار، بتمويل مشترك من العراق وبلجيكا والإمارات العربية المتحدة، حصد في وقت متأخر من عام 2012، العديد من الجوائز في بلجيكا، كما حصد جوائز مهرجان دبي السينمائي الدولي، وشارك في مهرجان الإسكندرية السينمائي في دورته الـ92، كما كان الفيلم الافتتاحي لمهرجان "لوفين" السينمائي الدولي.
يُذكر، أن المهرجان المغربي السنوي، الذي منح جائزته للفيلم، يركز على الأفلام القصيرة من مختلف أنحاء العالم، التي تعزّز الوعي بالعلاقة بين البيئة والمجتمع والثقافة العربية.
*تحوّل "ميسي بغداد" إلى فيلم طويل
بعد النجاحات التي حققها الفيلم القصير، صرّح مخرج الفيلم سهيم عمر خليفة بقوله “بعد أن حقق الفيلم هذا النجاح سألني كثيرون عن وجود خطة مستقبلية لإنتاج فيلم طويل يستوحي فكرته من هذا الفيلم، وبصراحة لم أكن قد عزمتُ على هذا الأمر، لكن بعد حوار، ومناقشات طويلة مع الشركة المنتجة قررنا عمل فيلم طويل عنه، وتمت المباشرة بكتابة قصته.
وأكد خليفة، أن فكرة الفيلم ستكون مستوحاة من الفيلم القصير، لكنه سيكون مختلفا جداً عنه، فستدخل شخصيات، وأحداث كثيرة إلى السيناريو.